صحيفة المثقف

القرآن علم ورسالة هدى للإنسان

ضياء محسن الاسديعندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان الأول على الكرة الأرضية وهو آدم عليه السلام أول البشر وبعده ذريته ليستمتعوا بها وينتشروا عليها وميزهم بالعقل والإدراك الذي أمتاز به البشر عن جميع خلق الله ووضع لهم القوانين والحلول الجذرية لكيفية العيش في مجتمعاتهم البسيطة على أرضهم بكتب سماوية بسيطة تخدم المرحلة التي يعيشها الإنسان البسيط البعيدة عن التعقيد وكلما زادت الحياة تعقيدا توسع الله تعالى في إنزال شرائعه على رُسله ومبلغيه وأنبيائه حسب الزمان والمكان وحاجة المجتمع لها وارتقت هذه الديانات والكتب السماوية مع تطور الإنسان وتطور مجتمعه وبما أن الله تعالى هو خالق البشرية وهو الأعلم بكينونته فقد حصنه وأحاطه برعايته الربانية لديمومته على هذه الأرض الفانية المؤقتة إلى حين معاد الحياة الأبدية وهو العارف بمخلوقه الذي أسكنه على أرضه ووضع القوانين التي يحتاجها الإنسان بين يديه لينهل منها كيف شاء حسب عقليته المتطورة مع الزمن فكل الأديان السماوية قبل الإسلام كانت للإنسان حلول وتعليمات وأسس منهجية بسيطة لحياته الأسرية وعلاقاته الخارجية مع أبناء جلدته ونوعه والمخلوقات المسخرة له ومع نفسه إلا أن هذا الإنسان الجاحد بربوبية الله تعالى الخالق الفاطر له والمتعدي على حقوق الله أستطاع الالتفاف على حدود الله وتعاليمه وتسخير عقله القاصر أمام الله خدمة لمصالحه الشخصية الضيقة البعيدة عن ما رسمه الله من خارطة طريق وسبيل هداية نحو حياة أفضل لما أرادها الله له وأخذ يعيش في ظلام الحياة الصعبة بتعقيداتها بعيدا عن الحلول الجذرية التي وضعها له الخالق منذ نشوؤه حتى مماته حتى جاء الإسلام والدين المحمدي النقي الكامل الخالص بتعاليمه وشرائعه ليختم به الديانات التي سبقته مما أجمله في القران الكريم (كتاب لا ريب فيه هدى للناس..) وكذلك (فيه تبيان لكل شيء .....) وغيرها من الآيات المباركات التي هي منهاج وسنن وشرائع للبشرية جمعاء وبلغ بها نبيه الأكرم خاتم الرسل محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلوات أصبح الناس يغرفون منه أفضل ما أرادوه من حياتهم وأصبح المنهج الواضح المبين لسيرة حياتهم وبناء علاقاتهم مع أسرهم ومجتمعاتهم ومع الآخرين من الناس على ضوء ما جاء به سبحانه تعالى من آيات مبينات واضحة المعاني عندما كان الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه بين أظهرهم لكن بعد أفول نور الرسالة ووفاة الرسول والوثوب على الرسالة المحمدية من أعداء الإسلام والمتربصين له والذين يحملون في نفوسهم الحقد الدفين للدين الإسلامي حيث قاموا بتحريف القران وآياته وتأويلها وتفسيرها على هواهم ومقاصدهم وخدمتهم بعدما فقدوا الحبل المتين الذي أمر الله تعالى التمسك به أن  التفسير الخاطئ للآيات القرآنية من قبل المغرضين وقليلي الخبرة وضعوه في موضع الشبهات وأبعاده عن حقيقته وجوهره وعن متطلبات المجتمعات الأخرى الغير إسلامية حيث باتت ضعيفة أمام تطور الإنسان ومشاكله اليومية المعقدة وخلق فوارق بين المجتمعات الإسلامية وغيرها من الأديان والملل وأجج الصراعات فيما بينهما من خلال تلاعب بعض رجالات الدين من الأمة الإسلامية والمحسوبين عليها لأغراض مقصودة لتدمير الدين الإسلامي الذي قض مضاجعهم وهدم عروشهم . اجتهدوا في تفسير الآيات القرآنية الشاملة بمفهومها العام على هواهم ومصلحتهم وأغراضهم المشبوه من خلال ترك المنابع الحقيقية لروافد الدين الإسلامي بعد عصر النبوة وهم أهل البيت الأطهار من بعد النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعليهم أجمعين وبعض الصحابة الذين لم تغويهم تجارة ولا بيع ولا مصلحة دنيوية حيث لم يسلموا من براثن المزيفين وأعداء الإسلام في تشويهه لذا ظهر الدين الإسلامي بعيدا عن الإنسانية وعن التقدم الحاصل للبشر ومتطلبات العصر في زمن ما يسمى النهضة الفكرية والعلمية والاجتماعية   حيث أصبح الإسلام وفكره محل خوفا وتطرفا بعين العالم وغير مستوعب لما يريده المجتمعات الأخرى التي سيطر عليها الانحلال  الخلقي في المجتمع والأسرة .لكن أكثر هذه المحاولات باءت بالفشل إزاء هذا الأمر وإحباط أكثر الهجمات الشرسة على الإسلام وبيضته وعلى رجال الدين المخلصين الذين ملكوا الشجاعة والحرص على الإسلام فكانت لهم الوقفة الجادة في غربلة الفقه ونصوصه الدينية التي شابها التشوه والتظليل وإعادتها إلى منبعها الأصلي لكي يعاد الدين الإسلامي إلى حقيقته الجوهرية وإلى ما أراده الله سبحانه وتعالى من فلسفة خلق الإنسان على هذه الأرض.

 

 ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم