صحيفة المثقف

الفيس بوك واجهة اخلاقية ومعرفية واجتماعية

عقيل العبودهكذا يجب ان تكون

الفيس بوك في معناه الظاهري، كأنما وبحسب التسمية وجه الكتاب، أي وببساطة تامة، the face of the book، هذا بحسب التفسير الافتراضي، الذي احب ان يكون مدخلا للموضوع.

بمعنى ان هنالك كتابًا، وهذا الكتاب، هو صفحات مفتوحة تطل على من يرغب رؤيتها، اوالاطلاع عليها.

 وهكذا ليؤرق فيها، كما لو ان المتفحص لديه مجموعة واحات، اوفضاءات، تطل عليه بين الفينة والأخرى، لينظر فيها، لعله يعشق بعض مكوناتها الجمالية والفنية.

 وتلك لغة لا يفهمها الا من يدرك عمقها المكوناتي، والجوهري. وهذا العمق هو الامتداد الفكري، والمعرفي، الذي يعد اشبه بنظام المترو، أو القطارات السريعة، الذي يجتمع في محطاتها المسافرون، كونه ناقل للأخبار، والصور، والثقافات، والحكايات، وهو جميل وممتع بالنسبة للمتذوقين.

الذين يجتمعون في لقاءات العلم، والعمل، والفن، استحسانا ومنفعةً،  وهذه الذائقة اساسها وجداني، وروحي، وإدراكي.

وهي قيمة متغيرة، ذلك بحسب نوع الجمهور، وصنفه، وقدراته المعرفية وإمكانياته، واستعداداته، وخصائصه الاخلاقية، والنفسية، أوما اسميه، اواطلق عليه بالروعة، والجمال الداخلي للنفس، أي شخصية الإنسان من الداخل.

فليس المهم ان يمتلك الفرد هذه الصفحة، اوتلك، ليظهر فيها شهاداته، اوموقعه الوظيفي، وعلاقاته بهذه الجهة، اوتلك، ليس المهم ان يفعل هكذا.

 المهم ان تتجلى الصورة الباطنية، اوالباطنة أي حقيقة هذا المشترك، اوذاك، ومفردات النقاء التي لا يمكن بسهولة استكشافها، الا من خلال هذا البساط، المد الروحي، والمعرفي، والجمالي، الذي فيه تسطع ماسات العلم، والمحبة، والإبداع، عبر تلك العقول والنفوس، التي تفهم معنى الحياة بطريقتها الراقية.

 وهذه الموضوعات هي التي يفترض ان تؤخذ في مقاييس التواصل الاجتماعي في هذا الباب، لا غيرها.

 أي ليست على شاكلة هذه البهرجة الساذجة، التي يسعى الجاهلون الى ممارستها، وترويجها من خلال رسائل الإعجاب الرخيصة، التي تتدخل فيها الشهوات، والعاطفة، هذه التي يتم تداولها هذه الأيام بناء على المظهر الشكلي لهذه الفاتنة، اوالمراهقة، اوتلك من الفتيات، ممن لا يفهمن من الحياة الا فن التزويق، والتدليس.

وعلى غرار ذلك ايضا، لا يستحب استخدام الفيس بوك، لاغراض التربص، والتسقيط، والتشهير، لأن الحياة ليس فيها من الوقت ما يتسع، أويكفي لهكذا نمط من السلوكيات.

ولهذا فان هذه الوسيلة يمكن ان تكون عالما، وفضاء ومحطة لتبادل الآراء العلمية، والخبرات، والمهارات، وبناء وتطوير الذائقة الفنية والأخلاقية للشخصية.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم