صحيفة المثقف

انـه الوطن القبـر..

وداد فرحانعندما يحبس الفكان الكلام ويكتمانه، ويطبق الصمت بعباءته، يبقى أنين الناي يودع الفرح في حضرة المكان.

دميتي التي اختفت، وجدتها في جنوب الحزن، لم يتبقَ منها سوى خصلاتها الذهبية، وصرختها التي كتمها التراب.

في جنوب الحزن، جاء شمال الفرح بمزاميره ليدفن حيا.

دميتي مازالت عظامها تحتضن دميتها، وبجوارها جدتها تروي قصة ليلى والذئب.

مع دميتي، العديد من الدمى، أفرغ الحقد رصاصاته في رؤوسهن ليعدم الطفولة.

تتوقف كل المفردات ويخجل التعبير، فالمأساة مضى عليها زمن ولكن جروحها تتفتق كل حين.

كلما يندمل جرح تفتقه مقابر جماعية جديدة.

انه الوطن القبر، في كل شبر فيه صرخة وصمت ورصاصة أو غدر سكين. وزادت عليها مثاقيب الليل التي ثقب موتها الغادر فسائل الوطن.

نخيلنا في الجنوب يرقد في مقبرة جماعية، وانهارنا تموت، والوطن يبقى حيا لا يموت

 

وداد فرحان - سيدني

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم