صحيفة المثقف

تَرَقُب.. قصص قصيرة جدا

سليمان ـ عميراتحِصَار

ورثَ عن جدهِ أرضًا ومفتاحَ بيتٍ وعبيدًا يعملون معًا، زرعوا شوكا على أطرافها، خلسة، بنُوا أكواخهم تحت كل غَرقد، شيئا فشيئا أحاطُوه من كل جانبٍ، استنجدَ بالجيرانِ سُدَّت المسالك شوكًا.

هدّدوه بأسلحتهم، ردّ عليهم، أوَلم ترُوا أني صرتُ عبدًا للمفتاحِ.

**

تَرَقُب

توقفَ الوحيُ، زالَ زمنُ المعجزاتُ، اغتُصبتْ قبلتَهُ، لما تأخرَ الإمامُ قام للصلاةِ، سقط منه المفتاح في مجاري الدم، مات أشقاؤُهُ في البئرِ، أخذ طريق الهجرة.

في الخلف توقف نملٌ زاحفٌ عن الحفر، شخّصُوا أنظارَهم إلى الأمام، لعلَ الصبي يعُودُ اليومَ، مع ضوءِ الشمسِ تلألأ مفتاحُ العودةِ بيدهِ البيضاءَ.

**

لُعبةُ القدر

حانَ الوقتُ، ترشحَ الجميعُ، صوّتوا، أخرجً الصندوقُ فأرةً مطيعةً، تعطلتْ، توقفَ الحاسوبُ، مُحِيّتْ القائمة القصيرة لفساتينِ الحفلةِ، أعلنَ غيابُ الديمقراطية في عيدها الأول، كرّروا الاقتراعَ، اندهشَ الجميعُ هذه المرة، فازتْ نفسُ الفأرة على التوالي مع غيابِ الديمقراطية في عيدها العشرين.

**

في خِضَمِّ الثورةِ

قالت: لا يوجدُ شيء للأكلِ يا ولديِ، خرجَ يشتِمُ ويلعَنُ الفقرَ والعوْزَ، وقال لها: سأنضمُ إلى جيشِ العدوِ براتبٍ زهيدٍ.

في طريقهِ إلى الثكنةِ وجدَ قائدَ المجاهدينَ مجروحًا، أسعفَهُ وخبأهُ في الغابةِ، ومشى.

استوقفه العدوُ، حكى أنه يريدُ الانضمامَ إليهم، فرحوا به، شكروه، لكنهم رأوُا دمَ الجريحَ على ثيابه.

بعد ساعة، جاءَ المجاهدون لأمهِ يباركون عودة ابنها، فقد عادَ شهيدًا.

***

سليمان عميرات

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم