صحيفة المثقف

براعم الكراهية

وداد فرحاننعلم أن الجريمة هي انحراف عن المسير الفطري، إن كانت في المقاييس القانونية أو الإنسانية وكذلك الشرعية.

وأعتقد انها تشكل الفعل الذي يرفضه العقل السليم، وليس المشوش بأفكار تجر نحو العدائية والكراهية المقيتة الساعية الى انهاء الآخر، وفرض فكر واحد على المجتمع بأسلوب ترهيبي.

 إن الإنسان بطبيعته مولود على الفطرة التي لا تعرف الكراهية، ولا تحث على اقصاء الآخر، لسبب ديني أو عرقي أو رأي سياسي مخالف. وقد نصت القوانين الدولية على حق التعبير وحرية إبداء الرأي واعتناق الدين أو الفكر، وفق مساحة من المساواة بين البشر بكل أعراقهم. 

 فاذا كانت النصوص القرآنية الثابتة تؤكد على عدم الاكراه في الدين، والاكراه بمعناه الارغام بالقوة غير المشروعة، فما بال المدعين تمسكا بالنهج الديني لا يبالون بما نصت عليه القوانين السماوية، ويثيرون اللغط في التطبيق حتى صارت كراهيتهم واكراههم للآخرين فقها، يستمد منه العديد عدوانيتهم ضد من يخالفهم.

إن أغلب الدول تمنهج الكراهية سبيلا للتعامل المتبادل، وتتغاضى عن التجاوزات رغم تفاقم ظاهرة الكراهية بشكل علني، بل تغض النظر عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي ينص في مادته الثانية على حق التمتع بالحقوق والحريات دون أي تمييز لأي سبب كان.

 إن صناعة السلاح واستخدامه ضد الغير إنما نابع من الكراهية المقيتة، واليوم أصبحت الرصاصة تعبيرا صارخا، وفخرا يتبجح به المنفذون في انهاء حياة الآخر إكراها وكراهية، فمتى تصرخ الحناجر لإيقاف الانتشار الواسع لهذه الجريمة، والتي تنبت براعمها وتنمو وتترعرع في بيوتنا؟

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم