صحيفة المثقف

يقـاد بمن يقـاد

وداد فرحانشلت يد من نفث سموم الغازات المسيلة للدموع في هواء العراق، وفتح صنابير الماء الساخن على وجوه أبنائه، وحمى الله يد امرأة خرساء تتوشح السواد الكالح بلون التراب، وهي توزع المناديل على المصابين.

المناديل الورقية كانت وسيلة سداد رمقها الذي بالغ بنشره الفاسدون، لكنها كانت كطير فقد صغاره، وبلهفة البحث وجدتهم مضرجين بدماء الحرية، ومختنقين بغازات الأمل في تحقيق حياة كريمة.

لقد تلحف رجال ثورة الصدور العارية براية الوطن، وتلقت صدورهم الرصاص باسم "الله أكبر". لا يخشى الفاسدون "الأكبر"، ولا ترف جفونهم لمكسورات القلوب، ذارفات الدمع، اللواتي ربين فلذات قلوبهن لرصاص فسادكم.

هل حقا أنهم مثيرو فتنة، ومزحزحو الاستقرار؟ نعم أنهم يستهدفون استقرار فسادكم الذي بات كابوسا على أحلامهم، وأثار فتنة كلما أطفأوها أوقدتم فتيلها.

مازالت دماء شباب سبايكر والكرادة وأسواق جميلة والصدر والبصرة والجامعات والمقاهي وووو... لم تجف، وايديهم تحتفظ بخطوط مأساتهم التي تعيدون صناعتها كل حين، ومازلتم تبكوننا كل يوم.

لنقرأ خطوط يد العراق، هل حقا كتب عليه أن يقاد بمن يقاد؟

مجدا لشباب العراق ولشيوخه وأطفاله الذين تضرجوا بحناء دمهم، وللذين يقفون اليوم بصدور غاضبة، تواجه الرصاص من أجل الكرامة التي قلل شأنها وغير معناها أولئك الشرذمة الذين لا ينتمون لا للبلاد ولا للعباد. رحمة من الله، جناحا يغطي أفق العراق ليرقد الشهداء بسلام وطمأنينة وهدوء.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم