صحيفة المثقف

التكتك.. إسعاف ونهـر

وداد فرحانظاهرة التكتك أصبحت رمزا من رموز الانتفاضة الشبابية ضد الظلم وتعبيرا واقعيا عن حالة الوضع الراهن.

متناقضات في المشهد الثوري يفصح عنه الحراك الجماهيري يتسيد فيه ”التكتك“ الذي يخيل لي أنه أصبح بأجنحة بيضاء يحلق في سماء الإنسانية والوطنية الحقة.

ففي الوقت الذي تطول فيه أنياب القناصين كالقوارض، تمتد أجنحة ”التكاتك“ البيضاء كالملائكة لتنشر الرحمة والتكاتف بين أبناء الوطن الباحثين عن قيمة تكتك يسدون فيه قيمة رغيف خبزهم اليومي.

التكتك إسعاف، ومخزن غذاء، ونهر، وضع نفسه بمصاف المكوار الذي دحر الانجليز، بل تعداه بسلميته ونقاء أنفس سائقيه ونكران ذاتهم، من أجل الوطن المفقود، حتى أن زمارته هتفت "نريد وطن".

الوطن يبنيه أبناؤه، فماذا يفسر أن يتحول  التكتك الى اسعاف مجاني لنقل المرضى والمصابين غير عجز الحكومة من توفير حاجة الناس؟

الطعام والشراب على مقربة من المتظاهرين بفضله وبفضل من يقول "شبابنا الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حقوقنا يستحقون منا تقديم أي جهد يمكن أن يعينهم على تجاوز محنتهم وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعامل من قبل الحكومة".

بطل العجب!

ترك الشباب أحلامهم لقيادة أفره السيارات واشغال أفضل الوظائف، والسكن في بيوت تليق بهم كما هو حال مواطني الدول النفطية المجاورة، لأنهم عرفوا السبب، "نريد وطن" يبدأ بصدر يتلقى الرصاص وتكتك ينقله الى مثواه الأخير براية ترفرف على رفاته وحنجرة تقطعت احبالها بعد أن ايقنت أن لا حياة لمن تنادي.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم