صحيفة المثقف

بيت تنظفه الملائكة بالموسيقى

فتحي مهذبالبيت الذي كان يرتاده الله..

بسبعة كلاب صيد مدربة جدا ..

لاقتناص الشياطين في غابة رأسي..

نمور ذكرياتي السيئة للغاية..

لطرد بوم الدوق الصغير  من عش عمودي الفقري..

البيت الذي كانت تنظفه الملائكة بالموسيقى..

ويزوره الهواء مثل قس مسن..

لتهدئة الخواطر..

وتسليم مفاتيحه لحراس البيت السريين..

البيت الذي كان يرتاده القط الأسود..

بشهوانية مفرطة لافتراس صيصان هواجسي..

وإيقاظ وردة المزهرية..

البيت الذي أقامه أبي من عظامه

المليئة بصفير الحتميات..

ليحمي حمامه الذهبي

من خرادق القناصة..

هجوم صحون طائرة من أظافر البؤس اليومي..

من غيمة الفهد الخلاسي..

البيت الذي تسكنه الأم مثل بحيرة ضوء..

الأم التي تطير مع الملائكة ..

ويزرب من صوتها المشمس متصوفة كثر..

الأم المدججة بالمصابيح والبركات..

البيت الذي كان مركبا آمنا..

يشق عباب المتناقضات بمرونة خارقة..

الذي طاردته طوربيدات الأيام السوداء ..

الذي طارده الليل والنهار بمسدسات فصيحة..

الذي صمد طويلا أمام أوركسترا تايمورلنك..

البيت الجميل الهادىء الذي يزوره الله آخر الأسبوع مثل لاجىء فلسطيني..

ليرتاح قليلا من زئير الميتافيزيقا..

ذاك البيت سقط فجأة مغمى عليه..

إختفى ساكنوه بسرعة نيزك..

**

هربت مثل هندي أحمر إلى لامكان

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم