صحيفة المثقف
ميراث العاشق السومري
(أحبتي الأعزة قبلاتي لجباهكم: لقد فرضتْ عليّ القصيدة استخدام قافيتين هما "القاف الساكنة" و"التاء الساكنة".. ولأن القصيدة تعتمد أسلوب المقاطع المدوّرة، فقد وضعتُ خطّين صغيرين مائلين إشارة الى الفراغ بين القافيتين ـ وأمّا النجيمات فهي إشارة الى نهاية كل مقطع)
أفـشَــلـتُ نـفـسـي بـامـتـحـانـي فـي دروس الـبـحـرِ
فـاخـتـرتُ الـغَـرَقْ
//
لِـيـكـونَ حُـبُّـكِ لـيْ إذا حـانَ الـردى
طـوقَ الـنـجـاةْ
*
وكـتَـبـتْ فـي قـلـبـي الـوصِـيَّـةَ
لا الـوَرَقْ
//
وزّعـتُ فـيـهـا كـلَّ أمـلاكـي :
جـنـونـي لـلـذيـن سـيـحـمـلـونَ الـنـعـشَ ..
والأقـلامُ لـلأطـفـالِ ..
والأزهـارُ لـلـعـشــاقِ ..
والـيـنـبـوعُ لـلـعـطـشـى ..
وأنـتِ لـكِ الـقـصـائـدُ كــلُّـهــا والأمـنـيـاتْ
*
وكـتـابُ شـعـرٍ لـم يُـتِـحْ لـيْ الـمـوتُ فُـرصـةَ نـشـرهِ
عـن روضـةِ الـجـوريِّ فـي شـفـتـيـكِ
والـرَّيـحـانِ فـي نـهـديـكِ
والـعـشـقِ الـذي قـنـديـلـهُ لـولا فـتـيـلُـكِ مـا أتـلـقْ
//
فـتـصَـدَّقـي عـنـي بـثـوبٍ مـن هـديـلـكِ لـلـعـراة
*
وبـصـحـنِ أدعـيـةٍ
لِـيَـبـعـثـنـي عـراقـيَّ الـهـوى ربُّ الـفـلـقْ
//
ويَـقـي مـن الـمُـتـلـثِّـمـيـنَ ظِـبـاءَ دجـلـةَ والـفـراتْ
*
والـشـاهــريـنَ عـلـى الــدُّجـى
ســيـفَ الألـقْ
//
أنـا لــســتُ " نـوحـاً "
غـيـرَ أنـي قـد بَـنـيـتُ سـفـيـنـةً مـن لَـوحِ أضـلاعـي
ومـن تِـبـرِ الـمـنـى
وسـنـا الـلُّـجَـيْـنِ وعـشـبِ أحـداقـي
مُـهَـيّـأةً لـطـوفـانٍ جـديـدٍ قـدْ يـقـومُ بـهِ الـطـغـاةْ
*
بـمـدادِ نـبـضـي قـد كـتـبـتـكِ فـي كـتـابِ الـعِـشـقِ مِـئـذنـةً
تُـكـبِّـرُ مـن نـدى غَـسَـقِ الـهـيـامِ الـى تـبـاريـح الـشـفـقْ
//
وشـطـبـتُ مـن قـامـوسِ ذاكـرتـي جـمـيـعَ الأخـريـاتْ
*
وجـمـيـعَ مـا مَـسَّــدتُ مـن ذَهَـبِ الـنـهــودِ
ومـا لـثـمـتُ مـن الـشِّــفــاهِ
ومـا عَـشِـقـتُ مـن الـحَـدَقْ
//
والـمُـثـقِـلاتِ غـصـونَ أشـجـاري بـفـاكـهــةِ الـلـذاذةِ
والـهـوى والأغـنـيـاتْ
*
وشـطـبـتُ مـن لـيـلـي الــتـنـقُّـلَ فـي كـهـوفِ الـلـيـلِ
والـصَّـخـبَ .. الـخـطـيـئـةَ .. والـنـزقْ
//
فـأتـيـتُ جَـنَّـتـكِ الـبـعـيـدَةَ بُـعـدَ قـلـبـي عـن يـدي
وهـي الـقـريـبـةُ قُـربَ شـمـسٍ مـن عـيـونـي
بـاحـثـاً فـي لـيـلِ خِـدرِكِ عـن صـبـاحِ الأمـنـيـاتْ
*
يُـسـري كـذوبـاً كـانَ ..
والـفـرَحُ الـمـسـافِـرُ بـي الـى جُـزُر الـحـقـيـقـةِ
مُـخـتَـلـقْ
//
كـنـتُ الـمُـحـنَّـطَ
غـيـرَ أنـي أرتـدي ثـوبَ الـحـيـاةْ
*
أدمَـنـتُ مـنـذُ يـفـاعـتـي خـمـرَ الـقـلـقْ
//
مُـتـنـسِّـكـاً قـد كـنـتُ
لـكـنْ لـسـتُ أعـرفُ ما الـصـلاةْ
*
كـيـف اسـتـدارَ الـسـهــمُ نـحـو الـقـوسِ بـعـد الإنـطـلاقِ
فـعـاد نُـطـفـةَ نـبـلـةٍ ؟
أتـعـودُ لـلـجـرحِ الـدمـاءُ إذا تــســيــلُ عـلـى الــتــرابِ؟
وتـسـتـعـيـدُ بـهـاءَ رونـقِـهـا الـخِـرَقْ ؟
//
هـذا رمـادي عـاد غـصـنـاً بُـرعـمـاً بـعـد الـمـواتْ
*
أنـا مـا تـعــبــتُ
ولا شــكـوتُ مـن الأرقْ
//
إنّ الــذي تَـعِـبَ
الأسـى والـنـائـبـاتْ
*
مُـتـخَـثِّـرٌ صـوتـي عـلـى شـفـتـي
ودمـعـي فـي الـحَدقْ
فـلـتُـركـبـيـنـي صـهـوةً ..
تـعِـبَ الـجـدارُ مـن الـثـبـاتْ
*
الـنـارُ مُـعـجِـزتـي
رمَـيـتُ بـجـوفـهـا الأوراقَ فـانـطـفـاتْ
وحـيـن رمـيـتُـهـا فـي الـنـهـرِ سـالَ الـصـخـرُ
والـمـاءُ احـتـرقْ
//
عـدتُ الـمـخَـضَّـبَ بـالـهـدى
وأنـا الـذي بـعـتُ الـيـقـيـنَ لأشـتـري
هُـبَـلاً ولاتْ
***
السماوة 29/2/2020