صحيفة المثقف

الحكومة ونظام تأسيس المجتمع

عقيل العبودلعل من أهم ما يصبو اليه الإنسان في حياته هو تحقيق النجاح على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعلمي مع الحاجة الى الإطمئنان الصحي والأمني.

ولأجل تحقيق ذلك لابد من معرفة وإدراك العقبات التي تعترض هذا الفرد لتجعل منه كائنا ضعيفا محبطا لا يقوى على رسم ملامح حياته التي يحرص على إنشائها ورسم ابعادها بالصورة المطلوبة.

اما العقبات فقد تكون داخلية ضمن مسؤوليات الفرد، وخارجية أي ضمن مسؤوليات الجهات اوالجهة التي تتبنى حياة الفرد والمجتمع.

فالمواطن مثلاً مطلوب منه المواظبة على الدراسة، والحكومة مطلوب منها تسهيل عملية الدراسة بناء على مقتضيات ما تتطلبه الضرورات والحاجيات التعليمية.

وهذا موضوع له علاقة بسياق الخدمات الأخرى.

فبما ان الدراسة تحتاج الى بيئة تعليمية، يصبح من الضروري توفير المناخ الصحي لتجنب عدوى الأمراض والأوبئة، ومناخ امني لحماية حياة الفرد بناء على متطلبات المصلحة القانونية والسلامة العامة للمجتمع والمؤسسات، وهكذا مع الأمور الأخرى.

ومن هنا يلد وينمو عند الفرد شعور بالانتماء الى وطن صغير وهو العائلة وآخر كبير وهو الوطن الأم، وعلى هذا الأساس تتقرر لغة الحرص على اداء الواجبات والتفكير بحقوق الآخرين.

فالطالب الذي يدرس ويصبح طبيبا مثلا، سيوفر خدمة إنسانية في المجال المذكور للمجتمع لاحقا، والذي يدرس في مجال الإدارة والاقتصاد والتخطيط سيصبح اداريا وسيوفر خدمات ادارية للمؤسسات المعنية بذلك فيما بعد، وهكذا بالنسبة لباقي الفروع والاختصاصات.

وهذا الموضوع له علاقة بحسابات الموازنة الخاصة بالدولة ضمن حقل استثمار وإدارة الموارد والتنمية والتي من ضمنها تبني وحماية الطاقات البشرية الخاصة بالمجتمعات.

وملخص القول هنا وبناء على المثال اعلاه، هو كيف لنا ان نحسب نسبة النفقات الخاصة بالعائلة قياسا الى ما تتحمله الحكومة، اوالجهات المعنية بمستقبل وحياة مجتمعاتها بغية رسم الخطوط العام للموازنة.

فالسياسات التي تتخذها الدول الكبرى مثلا تدرس هكذا مسائل وتضع الخطط الكفيلة لإنجاح وتنمية طاقات الإنسان ومواهبه على المستوى الاجتماعي والصحي والاقتصادي والعلمي.

وهذا بدوره يساعد على ايجاد بيئة نظيفة بعيدة عن الفوضى والسرقات والجرائم والمشاكل الأخرى.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم