صحيفة المثقف

ثرى السيدات

ياسين الخراسانيأنا عاشقٌ للثرى في يد السيداتِ

حديثي أعيدُ به زورقًا للمشيمةِ

كان العبورُ سريعًا إلى ضفّةِ النهرِ

لو أنزلتْني الجِراحُ إلى عُمقِ أوْردتي،

كيف تَحمل لي شرنقاتُ الربيع رِقاعَ الحريرِ،

أخيط بأشواك سِدرةِ أقصى السماءِ

ثيابَ السّذاجةِ

لو هرَّبتنا السنونو إلى وردةٍ في الخريفِ،

لأَحْيَيتُ أغنيةً للنساء:

هنّ خمسٌ من النجمِ

أظْللْنَ أرضَ البدايةِ

كنّ سماءً بلا عمدٍ

آنُهنّ قصيرٌ بلا أمدٍ

يَتحيّن ثعلبُ جرمٍ لياليهنَّ

وخمسٌ من النجمِ أبْصرنَ

غيبًا بلا رمدٍ:

قد تجيء إليك الأساطيرُ خاويةً

لا تكنْ غير أوليسِكَ الآن

أنت ضعيفٌ على وحشِ نفسكَ

لا تبدأ النّصرَ إلا بشارتهِ

ودعِ الدّمع يأخذ مجرى النّهايةِ …

مِثْلي يُحبّ الصعودَ على ظهرِ ريح الجنوبِ

أشدُّ على إخوتي الصّابرينَ على غدْر غيمٍ

يُخاتل في أبيض الضّعفِ

تنْقذني لمساتُ الأنوثةِ

في ذهبِ السيداتِ على الخصْرِ، في نَمَش التِّبرِ،

في صَيحةِ الإشتِياق وتلويحةِ الأبيض المتوشِّح

ليس لديَّ الدّليلُ أنا واضحٌ في صُدور النساءِ:

أعيدوا إليَّ شعارَ البطولةِ

خوفي كظلّ المحاربِ، تُلهبُني كلماتي

فأكتبُ نهرَ القصائد، أحمل دلوَ الحياةِ،

أضُخّ أنايَ إلى جدول العمرِ،

أفْرد أشرعتي للرّياح البليلةِ

هُنّ نجوم المساءِ الأخيرِ

رأيتُ الْتِماعةَ فجرٍ

يريد المكان المقدسَ في الحلمِ

تمنحني قطرة الدّم

معرفةَ الطَّعمِ في شفةِ النّايِ والجرحِ

لستُ لنفسي

ولستُ لغيري

أكون لكلِّ النساء

***

ياسين الخراساني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم