صحيفة المثقف

بركات الذئبة

فتحي مهذببعد طرد روحها الجريحة بمكنسة..

بعد موتها الكوميدي الأسود..

وهروب الأب على (دراجة رملية)

إلى مرتفعات الجنون..

مخلفين حفرا عميقة في كلماتنا ..

كيسا مليئا بوعود زائفة..

شجرة وحيدة تتكلم مع ظلها في المساء..

حمامة مطوقة تحمل بريد العائلة المنكسرة إلى الله ..

مرآة كبرى لاستقبال رواد فضاء..

كائنات مرآوية لقنص كوابيس الحديقة..

صرنا غريبن أنا وأخي الأحدب الضحاك ..

ومن شدة الوحشة كنت أعوي..

لعل عروس البحر ترق لحالنا

فتجيء في مركب ذهبي..

إلى حجرتنا الصغيرة..

لعل الله يسحبنا بأحبال شفيفة

إلى عرشه ويمنحنا الفرحة والغفران..

غير أن ذئبة شقراء فاجأتنا..

ذات ليلة موحشة جدا..

صارت ترضع شقيقي الأصغر

وتسمعه فواصل موسيقية

لينام مرفودا بنور البركات..

تملأ بيتنا بفواكة نادرة جدا

شرائح لحم الغزلان..

وفي أولى خطوات الفجر

تتبخر مثل ضباب عابر..

تاركة عطر الغابة على الكنبة..

لما إستوينا على سوقنا

إختفت في صقيع البراري..

تبارك إسمك يا أمنا الذئبة

وقدس سرك الأبدي .

***

فتحي مهذب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم