صحيفة المثقف

المَقَامَةُ الحِمَارِيَّةُ

محمد جواد سنبه(طُمُوحُ الحِمَارِ فَي حُكّمِ العِرَاق)

سَأَلَ الحِمَارُ الثَّعلَبَ:

يا صَديقي الثَّعلَبُ، كيّفَ أَكونُ رَئِيّْساً للعِرَاقّ؟.

فَأَكُونُ ذَا سُلّْطَةٍ تَسِدُّ الآفَاقّْ؟.

أَقودُ الجَماهيرَ دُونَ نِفَاقّْ؟.

لأُنّْجيّْهِمّ مِنّْ جَميّعِ المَشَاقّْ.

وأَسّْعِدُ أَحوالَهُمّْ بِكُلِّ الآفَاقّْ.

قَالَ الثَّعلَبُ:

الأَمرُ عَسيرٌ وشَاقٌ وجِدُّ صَعّْبّْ.

عَليّْكَ عِدَّةُ أُمُورٍ طَبِّقّْها بِصَبّْرٍ وَبِلا تَعَبّْ.

وإِنّْ خَرَجّْتَ عَنّها فَسَوّْفَ تُؤْكَلُّ وتُغّلَبّْ.

قَالَ الحِمَارُ:

عَلِّمنِيّها وسَأَكُونُ صَابِراً وشَاكِراً لكَ بِكُلِّ أَدَبّْ.

قَالَ الثَّعلَبُ:

إِذَنّْ استَمِعّْ وكُّنّْ لَبيّْباً وطَيّبَ الحَسَبّْ.

وَ لا تَنّْكُرَ جَميْلي عِنّْدَمَا تَنَالُ الطَّلَبّْ.

قَالَ الحِمَارُ:

سَمّعَاً وطَاعَةً أَيُّها الصَّدِيقُ المُهَذَبّْ.

وَعَلَيَّ لَكَ الوَفَاءُ مِنّْي مَا سَارَ حَافِرِي ودَبّْ.

قَالَ الثَعلَبُ:

أُوْلَى الوَصَايَا:

أَنّْ تَجّْعَلَ الوزَرَاءَ مِنَ السَّارِقِيْنّْ.

وَ ثَانِيّْهَا:

أَنّْ تَخّْتَارَ قُضَاةً للبَاطِلِ عَاشِقيْنّْ.

وَ ثَالِثُهَا:

أَنّْ يَكونَ المُسّْتشَارونَ مِنَ الوَضّاعِينّْ.

وَ أَمَّا رابِعُهَا:

اجّْعَلّْ المُدَرَاءَ مِنَ الأَفَّاكِينّْ.

وَ خَامِسُها:

إِخْتَرّْ كِبَارَ المُوَظَّفِينَ مِنَ المُراوِغِيْنّْ.

وَ سَادِسُهَا:

اجْتَهِدّْ لِتَكُوْنَ دَوّْلَتُكَ دَوّْلَةَ المُرتَشِيْنّْ.

وَ سَابِعُهَا:

إِجّْمَعّْ حَوّْلَكَ حَفّْنَةً مِنَ الإِعلامِيينّْ،

كَبيّْرُهُمّْ مِنَ الدَّجّْالينّْ، وصَغيّْرُهُمّْ مِنَ الكَذَّابيْنّْ.

حَتَّى يُصَوِّرُوا لّلنّْاسِ أَخّْطَاءَكَ نَصّْرٌ مُبيْنّْ.

وَ ثَامِنُهَا:

أَنّْ تَتَظَاهَرَ لِلّْشَعّْبِ بأَنَّكَ عَلَى أَحوَالِهِمّْ مَكِيْنّْ.

وَ تَاسِعُهَا:

أَنّْ تُوْعِدَ الشَّعبَ دَوّْماً بِمُسّْتقّْبلٍ مُزّْدَهِرٍ مُبِيْنّْ.

وَ أَمَّا عَاشِرُهَا:

إِيَّاكَ ... إيَّاكَ ... أَنّْ تُقَرِّبَ المُصّْلِحِيْنّْ.

فَإِنَّهُمّْ يُفسِدوا عَليّْكَ الحُكّْمَ وتَصّْبَحُ غَيّْرَ حَصِيْنّْ.

تِلّْكُمُّ عَشّْرُ وَصَايَا عَلَّمْنِيْها ابْلِيْسُ الَّلعِيْنّْ.

قَالَ الحِمَارُ:

تِلّْكَ صِفَاتُ الأَرذَليْنّْ !.

وَ تِلّْكَ سِيَاسَةُ الغَاشِمِيْنّْ !.

فَكَيّْفَ نَسُوسُ البَلَدَ ونَحّْنُ كاذِبيْنّْ ؟.

قَالَ الثَّعلَبُ:

تِلّْكُمُّ وَصّْفَةُ حُكّْمِ الجَبَّاريْنّْ.

وَ لِمَنّْ يُرِيّْدُ بالبَاطِلِ أَنّْ يَحّْكُمَ العَالَميْنّْ.

قَالَ الحِمَارُ:

أَنَا مِنّْ عِبَادِ اللهِ المُؤْمِنِيْنّْ.

وَ أُرِيّْدُ أَنّْ أَحّْكُمَ حُكّْمَ العَادِلِيْنّْ.

وَ أُرِيّْدُ أَنّْ أُرْضِيَ رَبّْي والعَالَمِيْنّْ.

قَالَ الثَّعلَبُ:

إِذَنّْ ابّْقَ حِمَاراً تَدُورُ فِي فَلَكِ المُسّْتَضّْعَفيْنّْ.

كُلّْ الحَشيّْشَ والشَّعيْرَ وكُنّْ مِنَ الشَّاكِرِيْنّْ.

وَ دَعّْ السِيْاسَةَ لأَهْلِهَا فَهُمّْ بِهَا مِنَ البَارِعِيْنّْ.

قَالَ الحِمَارُ:

تاللهِ قَدّْ خَابَ مَنّْ اسْتَشَارَ المَاكِرِيْنّْ.

فَكُلُّ الثَّعَالِبِ طَبْعُهَا غِشُّ السَائِلِيْنّْ.

وَ سَاسَةُ العِرَاقِ اتَّخَذْوا مِنَ الثَّعَالِبِ نَاصِحِيْنّْ.

أَ هكَذَا تَحْكِمُونَ العِرَاقَ يَا فَاسِدِيْنّْ ؟.

فَضَاعَ العِرَاقُ إِلى أَبَدِ الآبِديْنّْ.

***

محمد جواد سنبه.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم