صحيفة المثقف

أرقُصي على جثّةِ قَصائِدي

عبد الجبار الجبوريأقولُ وقد، أطفأ الليلُ نَجْمتِي ومَضى، وصارَ بوسعِ البَحرِأن ينامَ تحتَ وسادتِها، ويحلمُ بها مثلي، وحين تنهض في الصباح سيفرك عينيها، ويقبّلُ وجنتيها، ويسكبُ بعضاً، من حليب طفلولته، على حلمتيّن من كرزالشّفاه، ويجلسُ ببابِ شفتيّها ينتظرُ القُبَلَ، أبصرُهُ يمشي على ماءِ سرابِها، ويرقصُ على جثة قَصائدي، قَصائدي التي يبُستْ بين يديّها وماتتْ، قَصائدي الي شاختْ على شفافهها، قصائدي التي تغنّي (فوكَ هودجها وتعانقنا، صار ضربْ سيوف ياويل حالي، وياويل يا ويل حالي، أخذوا حبي وراحوا شمالي)، ها إنّي مللتُ منّي، وملَّ حرفي من الوقوف خارج الشفتين، إخضّرَ عُشبُ إبطيّك، ولم تزلْ ، خيولي فَمي ترّعى بهِ، يا من أدمنّتُ هواها، وهي تغفو عند شفةِ الغياب، أراقب طلَّتها ، التي تّجيءُ مُحمّلةً بالندى والقُبَلِ، فتفتّحُ ذراعيّها الدّنيا، وتحتضنُ ذلك الشالُ الذي كنتُهُ، والضحكةُ الذهبيّةُ، التي تغمرُني بسحرِها، أكاُد أقّبّلُ تلكَ الضحكةِ الملائكيةِ، وأموتْ، أكادُ أهيمُ بها ، وأسمعُ دقاتِ قلبهَا، وهي تدلفُ كصاعقةٍ الى بهو قلبي، قَلبي الذي يلعبُ كالطْفلِ بين يديّها، ويغفو كالطفلِ بين يديّها، ويموتُ كالعاشق بين يديّها، تعالي وأُرقصي على جثة قصائدي، قصائدي العطشى لتقبّيل قدميّك، وأنتِ تقرأين حروفها أول مرّة، وتنبهرّين بها، لأسالُكِ عنها فتقولينَ لي أنتَ إسطورتي، ما أروعُكَ ، وما أروعُ حرفكَ، وهو يَدخلُ مساماتِ روحي كالهواء، أنتَ سماءُ حياتي، التي تظلّلُّ أيّامي، المثقلاتُ بالعذاب، وأنتَ كلُّ شيءٍ في حياتي (أبي وأخي وصديقي ومعلمي و......)، ولم تقل (حبيبي)، خجلاً من القصيدة ، القصيدة التي تتكيءُ عليها ، وتتفيأ بظلالها كل يوم ، لذا صارمن حقّكِ، أن ترْقصُي الآنَ على جُثة قصائدي ...

 

عبد الجبار الجبوري - الموصل

18-8-2020  

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم