صحيفة المثقف

هل كان يسوع الناصري متطرفا؟

جعفر الحكيمحوارات في اللاهوت المسيحي (45)

المقصود من كلمة (التطرف) المذكورة في عنوان المقال هو المعنى اللغوي للكلمة وليس المعنى الشائع في هذه الايام، ففي اللغة، التطرف هو الشدة او الافراط في شيء أو في موقف معين وهو اقصى الاتجاه او النهاية، ويقال تطرفت الماشية المرعى أي اتخذت احد اطرافه .

فالتطرف معنى عام يشمل المواقف أو التعاليم المتشددة سواء كانت في اقصى اليمين او اقصى اليسار.

في هذا المقال، سنحاول دراسة بعض معالم شخصية (يسوع الناصري) من خلال الصورة التي رسمتها له الأناجيل القانونية الاربعة، مع التذكير ان هذه الصورة، ليست بالضرورة، الصورة الحقيقية لهذه الشخصية، لان تلك الاناجيل كتبت لاحقا بعد رحيل يسوع الناصري بعقود عديدة، ولم يكتبها شهود عيان

سنحاول دراسة شخصية يسوع المسيح من خلال تتبع التعاليم والأقوال التي نسبها كتبة الأناجيل له، من اجل التوصل الى فهم اعمق ومعرفة ادق لتلك الشخصية المهمة جدا والجدلية الى حد كبير!

من المميزات الواضحة في شخصية يسوع الناصري والتي تعكسها اقواله وبعض تعاليمه وسلوكياته، نجد صفة الحدية و التشدد من خلال تركيزه على تحقيق اقصى الحدود في المفاهيم والتعليمات الصادرة منه

فعلى سبيل المثال، عندما نتتبع تعاليمه حول مفهوم (السلمية) ونبذ (العنف) نجد تعاليم يسوع المسيح بهذا الصدد واضحة وصارمة مع المبالغة الشديدة في التزام أبعد الحدود في التطبيق العملي لتلك المفاهيم

(من ضربك على خدك فاعرض له الآخر أيضا، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضا)

ونجد كذلك الحث على اشاعة السلام والتسامح والمحبة (طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون)

بالاضافة الى التشدد على نبذ العنف، ولو كان مجرد لفظ يحمل اشارة فيها اساءة او اشارة للتحقير

(إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ... وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ) متى 5:22

ورغم ان هذه النماذج من التعاليم، هي غاية في الروعة، لكنها بنفس الوقت، تحمل من المبالغة الشئ الكثير مما يجعلها غير قابلة للتطبيق في الواقع الإنساني العملي !

فلا يمكننا، مثلا، ان نتصور شخصا، مهما بلغ من درجة الإيمان، عندما يجد لصا يحاول كسر باب بيته او سيارته، سوف يقوم بتقديم المفاتيح له، لمساعدته على اكمال مهمته !!

وعند الانتقال الى جانب آخر من شخصية يسوع الناصري، نجده كذلك متشددا الى اقصى غاية في بعض التشريعات المهمة التي صدرت منه والتي تمس حياة أفراد المجتمع العملية، كما هو الحال في تشريع الطلاق، والذي ذهب به يسوع إلى أبعد حدود التشدد والتزمت، عندما حصره بعلة الزنى فقط

(أما انا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى) متى 5-21

ان الاثار السلبية لهذا التشريع المتشدد جدا، لا تحتاج الى تبيان او نقاش، وهذا واضح من تجاهل المجتمعات المسيحية المعاصرة له، وعدم تطبيقه في الدول ذات الغالبية المسيحية عدا دولة او اثنين!

وكذلك نستطيع ملاحظة التشدد في تعاليم كثيرة اخرى ليسوع الناصري، مثل اعتباره النظرة بشهوة بمثابة الزنى الروحي والذي يستوجب أن يقلع الإنسان عينه لكي يتفادى المصير المأساوي في جهنم

(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ) متى 5:28

ومن المواقف المتشددة الاخرى، نجد موقف يسوع الناصري من الأغنياء لافتا جدا، وبحاجة للنظر

فقد صرح من خلال أقواله وتعاليمه ان دخول الأغنياء لملكوت الله أمر شبه مستحيل !

(مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ) مرقس 25/10

وعندما اراد احد الاغنياء ان يتبعه، طلب منه يسوع ان يذهب ويعطي كل امواله للفقراء، لكي يسمح له بان يتبعه، فانصرف ذلك الرجل حزينا لانه لم يستطع تنفيذ هذا الطلب المستغرق بالمبالغة واللاواقعية !

ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذي يحمل سمات المثالية اللاواقعية،  فعندما أتى إليه رجل قد مات ابوه وطلب منه الإذن لكي يمضي لدفنه، نجد يسوع يجيبه بكلمة قاسيه، وطلب غير واقعي حين قال له :

(دع الموتى يدفنون موتاهم) !!!

وهنا قد يتبادر الى اذهاننا جميعا، تساؤل منطقي ومشروع مفاده :

وما الضير في كون الإنسان متشددا في المبادئ التي يؤمن بها ويدعو الناس إليها؟

اليس هذا دليل على مثالية ذلك الإنسان وتفرده ؟

والجواب على هذا التساؤل يحتاج منا مراجعة مفهوم التطرف و مصاديقه العملية، ثم متابعة تلك المصاديق في شخصية يسوع الناصري، لكي نحدد هل كان سلوكه تحركه المثالية المبدئية او الطبيعة النمطية للشخصية المتطرفة .

من خصائص الشخصية المتطرفة، تقلبها في درجة الحدة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، وبحسب الظروف، وكذلك، نجد سمة التناقض بين الأقوال و النصائح وبين الأفعال والسلوكيات العملية !

وبالعودة الى تتبع معالم شخصية يسوع الناصري، وهو الذي صدرت منه اروع التعاليم حول السلام والمحبة والتسامح، نجده قد نسبت له الأناجيل اقوال اخرى مناقضة تماما لما سبق ذكره من تعاليم

فهو نفسه الذي يقول :

(لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا) متى 10-34

(أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا) لوقا 12- 51

وكذلك نجد يسوع الناصري الذي أوصى أتباعه أن يحبوا أعداءهم، هو نفسه الذي يتوعد كل من لا يؤمن به بالويل والثبور، و يعتبره عدوا له (من ليس معي فهو ضدي ومن لا يجمع فهو يفرق!)

(أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟) متى 23 / 33

فقد قرر مصير كل من لا يقتنع به، وهو الخلود في جهنم حيث (يكون البكاء وصرير الاسنان) بعد ان يسحقهم يسوع تحت قدمه عندما يجلس في السماء على يمين الآب !

وبدلا من أن يصلي من أجل الذين لم يصدقوه ممن يسعى لخلاصهم، وجدناه يصف اليهود الفريسيين مثلا بأنهم أبناء جهنم!! (متى 23: 15)، وأنهم أنجاس!! (متى 23: 27) وانهم ابناء ابليس!! يوحنا 8

ومن التناقضات الغير مفهومة في شخصية يسوع الناصري، التي ترسمها لنا الأناجيل، التناقض الواضح بين تعليمات يسوع وبين سلوكه، فرغم تشدده وتحريمه للغضب بلا سبب، والإساءة للآخرين من خلال التلفظ بكلام جارح او شتائم قادحة

(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ…. وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ). متى 5/ 22

لكننا نرى يسوع نفسه، يثور غاضبا ويوجه شتائم مقذعة بحق الفريسيين حيث وصفهم في انجيل (متى) الاصحاح 23 بأوصاف مشينة، مثل الرياء والسرقة والدعارة، وكال لهم شتائم متنوعة مثل، العميان والجهال و اولاد الافاعي.. الخ

كذلك رأينا يسوع يشتم تلاميذه حين خاطب اثنين منهم بقوله :

(أيها الغبيان والبطيئا القلوب) لوقا 25/24

وفي إحدى المناسبات، قام شخص من الفريسيين باستضافة يسوع الناصري وتلاميذه في بيته، وقام بواجب ضيافتهم واحضر لهم الطعام ليأكلوا، بعدها نجد يسوع يثور غاضبا، ويكيل لمضيفه، ولجميع الفريسيين سيلا من التوبيخ والتقريع، ثم شتمهم ووصفهم ب(الأغبياء) والخبثاء لمجرد أن مضيفه الفريسي تعجب(فقط) من عدم غسل يسوع يديه قبل الأكل!!

(وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ، فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ.وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ.

فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا.

يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟

بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً، فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ.

وَلكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْل، وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.

وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ.

وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ، وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!).

وقد أثار تصرف يسوع الغريب وشتائمه الغير مبررة، لمضيفه وللحاضرين، استغراب الناموسيين، واراد احدهم لفت انتباهه، فما كان من يسوع إلا أن قام بالتأكيد على توبيخاته، و كال للناموسيين، ايضا، مزيدا من الدعوات بالويل!!.

(فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ وَقالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، حِينَ تَقُولُ هذَا تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا!».

فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ.

وَيْلٌ لَكُمْ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ، وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ) لوقا (54:11-37)

وشبيه لهذا الموقف، موقف ثاني وقع في مناسبة أخرى، حيث ينسب كاتب إنجيل (مرقس) ايضا الى يسوع كلام مقذع و إساءة لفظية ويصوره منزعجا من تساءل الناس في أورشليم عن سبب عدم غسل تلاميذه لايديهم المتسخة(المدنسة) قبل الاكل!

فكان جواب يسوع غاضبا مع شتيمة من خلال وصفه لهم بالرياء وعدم الإيمان و(الفهم!) كما ورد في إنجيل مرقس اصحاح 7(1-13)

ومن السمات الواضحة لشخصية يسوع الناصري، انه كان شخصا حاد المزاج، لا يتحمل اي نقد او اعتراض واحيانا حتى التساؤل والاستفسار، لم تنقل لنا الأناجيل انه (ضحك) ولو لمرة واحدة !!

ويبدو انه كان سريع الغضب، قاسي في ردوده حتى على تلاميذه !!

فعندما اعترض عليه بطرس شفقة منه وحزنا، نجد يسوع ينهره واصفا اياه بالشيطان !

ولم تكن ظاهرة العنف في سلوك يسوع مقصورة فقط على العنف اللفظي، وإنما تتعدى ذلك الى العنف العملي والجسدي !!.... فعند دخوله الأخير الى أورشليم، وبعد استشعاره للقوة والسطوة نتيجة الاستقبال الجماهيري له، في هذه المرة، نجده يتصرف تصرفا عنفيا لم يكن متوقعا ولا مبررا، حين قام بقلب موائد الصيارفة في الهيكل بعد ان صنع سوطا من الحبال ليضرب به، بعد شتمهم بوصفهم باللصوص

(لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة) يوحنا 2:12-17 وفي متى 21 (انتم جعلتموه مغارة لصوص)

ان يسوع الناصري الذي كانت تعاليمه تحث على محبة الاعداء وعلى التسامح، هو نفسه الشخص الذي اطلق مقولة : (مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ) لوقا 11-23

وهو نفسه الذي كان يوصي تلاميذه (من خلال أسلوب الأمثال) على تعليم متطرف جدا :

(أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي) لوقا 19/27

وهو نفسه صاحب التعليم المتطرف الذي كان مصدر الإلهام لجريمة حرق البشر وهم احياء!!

(إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ) يوحنا 6:15

لقد كانت هذه التوصية اليسوعية هي الأساس الشرعي والسند النصي الذي اعتمدته الكنيسة في تبرير حملات الإبادة والمجازر الجماعية التي تسببت في إزهاق حياة آلاف البشر حرقا وهم أحياء نتيجة اتهامهم بالهرطقة وغيرها من التهم الجائرة طوال التاريخ الدموي للكنيسة والذي استمر لقرون طويلة ولم يتوقف الا بعد عصر الأنوار.

ان الحدية في شخصية يسوع الناصري، تتضح لنا بشكل جلي من خلال قراءة وفحص كلامه الذي أورده كاتب إنجيل (لوقا) في الإصحاح السادس، حيث نجد بداية من العدد 21 من ذلك الاصحاح، ان يسوع الناصري كان له نظرته الخاصة به لمفهوم تحقيق العدالة وتحقق الفرج !

ومن ذلك نستطيع ان نفهم السبب وراء عدم ورود كلمة (عدل) او (عدالة) ضمن أقواله وتعاليمه العديدة

فقد كان يسوع يؤمن بنوع خاص من العدالة يعكس الحدية في شخصيته والتطرف في ذهنيته

فحسب كلامه في الإصحاح المذكور، فإن العدالة اليسوعية التي كان يبشر بها، هي عبارة عن (انقلاب) في مكونات الهرمية التراتيبية التي كانت سائدة في مجتمعه، وهي نظرة تستبطن الرغبة بالانتقام

حيث سيكون الفوز و(الطوبى) للفقراء والمساكين والجياع والمنبوذين، في حين سيكون الهلاك و(الويل) هو المصير الذي ينتظر الأغنياء والشباعى والأشخاص البارزين و الممدوحين بين الناس !

ان التطرف بشكل عام يبدأ كفكرة، ثم يتحول الى كلمة، وعندما تسنح الفرصة يتحول الى فعل، واحيانا قد يموت الانسان المتطرف قبل ان تتحقق له فرصة تطبيق أفكاره عمليا .

 

د. جعفر الحكيم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم