صحيفة المثقف

هواجس الآكل المأكول

فتحي مهذبرغم خمسين ألف صلاة في جحر قروسطي.

والتحديق الليلي في وجه الله والملائكة.

ومناداة النجوم بأسماء حبيباتي اللواتي غرقن في أثباج النسيان.

رغم شيخوختي المبكرة.

وامتلاء عمودي الفقري بالسناجب الحمراء.

رغم ستين مشنقة ترصع قامتي المحدودبة.

ستون سنة من الوحل والهزيمة والجنون.

حيث يجرني اللاوعي من ذؤابة رأسي.

وتنقر جبهتي طيور النوم العميقة.

حيث ترسو المراكب الحزينة فوق تلة ظهري.

ملآى بالأقزام والمهرجين.

رغم رائحة صوتي المتفحم .

صوتي الذي فتحوا عليه النار.

في بناية متداعية من الرغبات.

رغم قرع الملائك لنواقيس القيامة.

رغم هروب الشيطان بقارب العائلة المنقرضة.

لم يزل قلبي ينام كل ليلة في عش جارتي الأرملة.

مطوقا بالفحم والرماد والجنون.

لم أزل أقتل أطفالا أبرياء لم يوجدوا بعد.

لم أزل أربط أحبال مخيلتي بنهود المومسات.

أغتذي مثل وطواط من دم المسكوت عنه.

أرشق تابوت اللامعنى  بالموسيقى.

أصفع سائق الباص لاجتيازه حدود اليوطوبيا.

أطارد إبنة الساعاتي

لأعصر نبيذ نهديها في فمي.

وأسكر مثل أمير من القرون الوسطى.

لم أزل أتفحص قضيبي كل ليلة.

كما أتفحص صندوق مجوهرات

إحدى  قحاب الكازينو.

أنا أكبر جاسوس في العالم.

قناص يطارد إيقاع كعوب النسوة.

أحيانا يخطف نهدا يغرد بعذوبة.

يختفي في غابة مريعة من اللصوص والقراصنة.

لا أفكر في شيء

طردت الميتافيزيقا من شرفة رأسي.

صرت يائسا جدا من الله.

الذي كسر بيضة العدم.

صنع مني ديكا قذرا يصرخ كل يوم لجلب الغيوم إلى فداحة الأسئلة.

الله الذي لم  يتدخل في إطفاء حريقي اليومي.

ويمنحني الورد والنور والبركات.

***

فتحي مهذب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم