صحيفة المثقف

فليمضِ موكِبُكَ يا مروانُ

نبيل عرابيإلى الشاعر الفلسطيني:

 مروان محمد الخطيب


لمَروانَ منّي اليومَ،

باقة من زهرِ الرِّضى،

نبتتْ في صومعةِ الألمِ،

وأشواك شجنٍ،

تدمعُ لها العينُ،

تختنقُ بالكلمِ.

صفحاتٌ من الرّوحِ قد احترقتْ،

وتناثر رمادُها،

في أثيرِ الحلمِ،

ما الحزنُ بعد الضّياعِ،

بعد تبعثُرِ..

القرطاسِ والقلمِ،

ما الوقتُ..

ما الحياةُ..

سوى ساعاتٍ من السّأمِ.

**

لمَروانَ منّي اليومَ،

وكُلّ يومِ،

أُغرودة ثكلى..

وأنشودة عطشى..

ونداء صوتٍ متهدّجِ..

لكَهْلٍ هَرِمِ،

صرخة من الخيالِ..

وحبّاتُ سبحةٍ..

تبرقُ بالأنجمِ.

**

مَنْ يَرُدُّ للرّوحِ رمقَها،

وللعيْنِ سهرَها..

وللنّبْضِ سرَّهُ..

وللخَفْقِ ظلّه..

مَنْ يَرُدُّ للأنفاسِ تقطّعها..

زفيرها وشهيقها..

ولبنات الفكرِ شرودها..

تسكّعها..

عصيانها..

في زوايا الكونِ المشتّتِ..

على ضفافِ الوطنِ.

**

مَنْ يُعيدُ للسِّوارِ معصمه..

وللخاتمِ بنصره..

وللأناملِ رشاقتها..

ولسرِّ النجوى عشقه..

مَنْ يُعيدُ للسِّحرِ دهشته..

وللفيضِ غيضه..

ولدروبِ العشّقِ مسالكها..

تمرُّ قربَ الفؤادِ..

أو عبره.

**

لمروانَ منّي،

صورة من ماضٍ،

شعّت في النفسِ ذكراه..

وهامَ مع الرّيحِ صداه،

فإذا بالحطامِ يتراكمُ،

يطوي خصبَ الأرضِ ويتهكّمُ،

فكُلٌّ يعزو الأمرَ كما يهوى،

ويُقلِّبُ الصُّوَرَ كما يتوهَّمُ،

وكأنّ الدّماءَ النازفةَ..

من أوردةِ الحياةِ..

تروقُ لكلّ جلّادٍ.. فيحكمُ.

**

لمروانَ منّي.. يَد تصافحُ،

وهمس يسامحُ،

ومعجزة تكادُ تُجترحُ،

فليمضِ موكبك يا مروانُ،

ولتسِرْ قافلتكَ،

فالحاقدون.. سيبقى حالهم،

هذا يموءُ.. وذاكَ ينبحُ.

***

نبيل عرابي

.........................

الشاعر الفلسطيني مروان محمد الخطيب: من مواليد العام 1965، مخيم نهر البارد، شمال لبنان. صدر له العديد من الأعمال منها:

- وانشقّ القمر / شعر.

- صهيل الأرجوان / شعر.

- المتنبّي.. متوجّعاً / شعر.

- وجع الذاكرة / نصوص.

- رحيق المداد / دراسات في الأدب.

- الصعود إلى بلقيس / شعر.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم