صحيفة المثقف

مطرزات

فتحي مهذبإلى المعلم الكبير الأديب محمود الرجبي

اعترافا بالجميل.


** الرعد

بصوت أجش

ينادي البستاني.

**

صندوق البريد

مليء بالعدم

يا لحظي العاثر!.

**

بورتريه

العجوز وظلها

يملآن صحن العين.

**

بابا نويل

أرجوك لا تزرنا

الوطن مشنوق في الأسفل.

**

على رصيف مهجور

ترقد دامعة العينين

ورقة صفراء.

**

سريرك جاهز

من حقك أن تستريحي قليلا

أيتها الغيمة.

**

لمن تعزفين

في هذا الجو القارص

أيتها الذبابة الطنانة؟.

**

مناصفة

يتقاسمان الغنيمة

الليل والنهار.

**

طويلا أمام المدفأة

كما لو أنها يائسة من العالم

قطتي الأرملة.

**

قصيد هايكو

معلقة في السماء

قوس قزح.

***

مقلوبة على ظهرها

في انتظار ضربة حظ

سلحفاة.

**

ورقة صفراء

تحاول الصعود إلى الشجرة

لا تتأخري يا ريح.

**

يا للشجرة

النعش مليء

برائحة الغابة.

**

الأرض تدور

ستسقط أخيرا

أمام بيت الموريسكي.

**

السماء مغمى عليها

الغيمات ممرضات يتدافعن

إلى حجرتها.

**

داخل السجن

قمر متهم بالتجسس

على أسرار اللصوص.

**

مثل شطائر البيتزا

الواحد تلو الآخر

على مائدة الأرض.

**

ورقة تسقط

على بندقية المحارب

فراشة مذعورة.

**

إوزة الجارة

تنادي سربا من اللقالق

المهاجرة.

**

على ظهر الأحدب

يكشف القمر

صخرة مكورة

**

بخشوع تام

يردد الكناري

ترانيم الكاهنة.

**

وجهك

قناع لوجه

غير مرئي.

**

قريبا ميلاد المسيح

يا للخسارة دوري متجمد

على عمود التليغراف.

**

تحت سقف المطر

الريح تداعب

ضفدعا نافقا.

**

جنازة

القس والمطر

يقدمان التعازي.

**

يلتهم الفراغ

مثل أخطبوط جائع

المتسول.

**

زفاف جماعي

أوركسترا (بوم الدوق الكبير)

في الغابة.

**

سمكة نافقة

تتدفق الأمواج سريعا

لصلاة الجنازة.

**

عاصفة

لمبة عمود الإنارة

تتدلى مثل نهد.

**

ضوء القمر

أعلى الشجرة غصن مكسور

ذيل القرد.

**

ضوء القمر

يضفي على كلبي السلوقي

ميسم ذئب.

**

القمر كما هو

بينما المدينة

في محاق تام.

**

كلب ينبح

ليس ثمة لص

قمر يدنو من البيت.

**

داخل السجن

بطلاقة تغني

عصافير الدوري.

**

بعد الخروج من السجن

يعثر على جثة الحرية

في جيبه.

**

دموع تجربتي القاسية

قطرات المطر.

**

لا أزهار -

العدم يملأ

روح المزهرية.

**

في الحجر الصحي

عنكبوت

وراء الخزانة.

**

الذي سقط مغشيا عليه

ليس عصفورا

بل ورقة.

**

هذا الخريف

تختفي جارتي المسنة

وراء السحاب.

**

يا للعاصفة!

الأوراق تتدافع

وراء جنازة البستاني.

**

بين أصابع العجوز

تلفظ أنفاسها

زهرة الياسمين.

**

صرير مفاصل الأشجار

رفقا أيتها العاصفة

بعظام الأسلاف.

**

شذاك النادر

يكفي ليراك الأعمى

يا زهرة الياسمين.

**

منتصف الليل

قمر شاحب الوجه

يطرق باب الصيدلية.

**

عيدن القصب

بدلا  من كل الأغصان المقطوعة

ينتحب الناي.

**

على شجرة اللوز

يترك الشتاء معطفه

وديعة للسنة المقبلة.

**

مثلنا

حين تظل موصدة طويلا

تموت الأبواب.

**

وراء الغيوم

تختفي الشمس هاربة

من وباء كورونا.

**

رفقا يا مطر

مثقلة بأحجار كريمة

أغصان الزيتون.

**

على كم قميصه

فراشة تحتضر

الأرمل.

***

فتحي مهذب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم