صحيفة المثقف

هَوامِشْ

إباء اسماعيلإلى الشّاعر د. ريكان ابراهيم

ردّاً على قصيدته (لماذا أكرهُ المرأة)

(١)

كُنْ أنتَ أنتْ

هيَ نصفُكَ الباقي

فَعُد من حيثُ كُنْتْ

لا لنْ تكونَ مَثيلَها أو مثلها

هيَ صفحةٌ بيضاءُ

مِنْ حِبْرِ المَواجِعِ بَيْتُها،

والشِّعْرُ أنتْ!

(٢)

حاولْتَ أنْ تعيشَ دونَها

فما استطعتْ

لاتدَّعي بطولةً، رجولةً

ودونها تخشى الخَطرْ؟

رأيتَ فيها سنَدَكْ؟

قد تنتحرْ من دونِها؟!

عُذْراً أقول:

ما أكْذَبَكْ!

بل قدْ تكونُ صادقاً

لن أظلمَكْ..

ياليتها حقيقةً ماقد سمعنا

كَي أقولْ:

ما أجمَلَكْ!..

(٣)

لا العِشْقُ خيارْ..

لا الكرْهُ قَرارْ..

يَسْكُنُكَ الصّحْوُ

وَ مَنْ قالَ بأنَّ العِشْقَ يُغَيِّبُنا؟!..

هُوَ أُفْقٌ مفتوحٌ دونَ جِدارْ

هُوَ وَشْمٌ مِثل الشِّعْرِ

ومثل الموسيقا

مثل حديقةِ (مينيرفا)

أو (عَشْتارْ)!..

(٤)

أيَا آدَم ْ

تَمدُّ اليومَ حوَاءُ

جناحَيها

فكُنْ فيها

وَكُنْ منها

لكَ الأشجارُ والأطيارْ

لكَ الزّرعُ

لكَ الضّرعُ

لكَ المَنْجَمْ..

غِناها في لآلِئها

تُجَوهِرُ في أناملها

خَواتِمُ فِكْرِها المطبوعِ

من شَغَفٍ يناديها

بسِحْرِ الشِّعرِ

نورُ الحرفِ يسقيها

هيَ الدنيا فَعِشْ فيها

بوسْعِ الكَونِ

لنْ تندَمْ!..

(٥)

أَحَقّاً جَفَتْكَ

بِلا أمَلٍ

بِلا سبَبٍ؟!..

وَأنْتَ المُتَيَّمُ بالعِشْقِ

تُنْكِرُ كُلَّ الذي

قَدْ جَنَتْهُ يَداكْ..

وَ تُخْطِئُ في حَقِّها لاتُبالي

تُعَدِّدُ أخطاءَها كُلَّ حينٍ

أَأَنْتَ المَلاكْ؟!..

وحاجتُها لكَ فاقَتْ

حدودَ الغذاءِ.. الدّواءِ

وليسَ لَها مِنْ أميرٍ سِواكْ!..

(٦)

تلكَ السّجَانةُ،

ليستْ أُنثى

هيَ أفْعى تتخفّى بمَلامحِ إمرأةٍ

قُل كيف يُصاحِبُ إنسانٌ شيطانْ؟!

أمّا ذاكَ السَّجّانْ،

فهوَ الوحشُ المُتَرامي،

في الوديانْ

والحُرّيّةُ صارتْ،

طَيراً مذبوحاً

ينزفُ في كُلِّ البُلْدانْ!..

(٧)

تُحبُّها .. تكرهُها

تدينُها بالجُّرمِ

لم تَغفُر لها ؟

لافرقَ عندها

تأتي .. تَغيبْ

عالَمُها في الحبِّ

مُغلَقٌ ببابٍ مرصود

هيَ التي لم ترتكِبْ أيَّ خطأ

كانتْ تُحبُّ مَنْ تحبْ

وكانَ هذا حقّها

يكفيكَ صِدْقها!

(٨)

... وهِيَ الغِوايَةُ،

أصْلُها ،

شَيطانُها

تُفّاحُها

وفصولُها..

هلْ أنتَ رملٌ هارِبٌ

مِنْ بَحرِها؟!..

أَمْ كُنتَ تحلُمُ بالخلودِ ،

بجنّةٍ أبَديّةٍ دونَ السّقوطْ؟!..

قدْ راوَدَتْكَ بِكَيْدِها،

بِقَميصِكَ المَقدودِ مِنْ دُبُرٍ

رأَتْ مَنْ سِحْرِكَ

الشَّيطانَ يُشْعِلُ جمْرَها وَ جَحيمَها

قدْ بادَلَتْكَ الكُرْهَ شَوقاً

كَي تَراكْ..

وَهِيَ البَشيرةُ والنَّذيرةُ

والمَلاكْ!..

حوريَّةٌ،

إنْ شئتَ يَوماً وصْلَها،

رغْمَ الهَلاكْ!..

(٩)

هِيَ حالُ مَريضٍ نَفسيٍّ

لا يَعرِفُ كيفَ يُجاري

مَنْ أعْطَتْهُ دونَ مُقابِلْ

حَدَّ الإدْمانْ

حتّى لَو كانتْ أمّاً،

أختاً

أَو محضَ حبيبةْ

صارَ حَسوداً

لايَعرِفُ كيفَ سَيشكرُها

بدَلَ النّقْمةِ والنّكْرانْ

والأدٌهى مِن ذلكْ،

يَتَوَهّمُ كُرْهاً مِنْها!..

قُلْ مَنْ يُعطي حُبّاً دونَ حدودٍ،

كيفَ سَيَكْرَهُ

أو ينتَظِرُ الإحْسانْ؟!..

(١٠)

هِيَ حالُ مريضٍ نفسيٍّ آخَرْ

سيرتُهُ سِلسِلةٌ مِنْ عُقَدِ الذَّنْبِ

يُقَلِّبُ وجهَ النِّعمةِ

حتى تصيرَ كما النَّقْمةْ

ويرى الأطفالَ عقوبةْ

والحُبَّ جِنايَةْ

تِلْكَ هِيَ النّفْسُ اللَّوّامَةْ

تُتْقِنُ جَلْدَ الذّاتِ

تَرى العالَمَ أسوَدَ

في عَينَيها،

والدُّنيا قِيامَةْ!!..

***

شِعر: إباء اسماعيل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم