صحيفة المثقف

رحيل

قصي الشيخ عسكرفي رثاء الصديق الناقد العبقري

والكاتب العظيم حسين سرمك


 

يا (سرمكُ) لم ترحلْ قط

ثَمَّة شئ باقٍ فينا منكَ هو الحبّ

نذْكرُ يوماً حدّثَنا عنكَ الفجْرُ فقال:

(سرمَكُ) مثلُ مسيحٍ

يحمِلُ ألف صليبٍ لا يحيى

إلّا حين بكم يفنى

أنتُم أهل الدّنيا

يرجِعُ ثانيةً كي يشفع فيكم للنور فما

تبصِره عينٌ

لا تدركُهُ من شقوتها العين الأخرى

حقّاً إن كنتَ الفجر فما بالُ النَّرْجسِ يَشقى

والفلُّ ترآى بثياب الموتى

إنّ زهور الأرض تهاوت بعواصف شتّى

والخوفُ بثانيةٍ تبدو أطولَ من قرنٍ وحدهُ يطغى

إنَّا قد نُشْرك بالأشياء جميع الأشياء ولا نشركُ بالحزن

حسين سرمك حسنأُقْسِمُ يا (سرمكُ)

لا عينَ ارْتَدَّتْ عن رؤيتها حسرى

أمّا النّجمُ فقدْ عانقَ روحاً

فتملّى

حيث ولا حدٌّ للرّؤيَا

فتجلّى

أغنيةً

تتراقصُ منْ نغمتها

أكوانٌ شتّى

فتخطّى

ثانيةً

أزلاً من ذاكرةٍ لا تَفْنى

بُشرى

بُشرى

للنّرْجسِ تلكَ إذن نشوتُه الأولى

والفلُّ إلى عطرِهِ يسعى

هذه روحُك حلّت فينا

عندئذٍ لا خوفَ ولا شكوَى

بلْ

نتراشقُ بالأفراحِ وما نتوجّسُ أو

نخشى   

***

د. قصي الشيخ عسكر

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم