صحيفة المثقف

حلمُ بور

حيدر جاسم المشكوروحيداً أحاكي الصدى ظناً

بأن المجيب قريبُ

والمساءات تهذي أرقاً

وفي القلوبِ حبيب

قلبٌ رقيقٌ في صكِّ نخاسٍ عاهر

يعيشُ في حضنِ المنى فتوةً

شبنا والحلمُ شائبة

والشيبُ في المرآةِ سكينُ

وفي محطاتِ الانتظار

مسرحيةٌ بلا جمهور

وفضيحةٌ بالنور

وصورُ فتنةٍ

ودمىً بأرواح عتاة

تمرُّ عليك سحائبُ الاحلامِ تترا بهذيان

أعدُّ النجومَ خيبةً خيبة

وحقيبةُ الآمالِ الكبيرةِ آثرتِ السفرَ إلى المجهول

هكذا كان عمرُ الحلمِ يهرب

وما جاءت أُمُّ عمروٍ بعد ولا سألتْ

على قلبِ الحمار

الساعةُ أشرفت على الخيطِ الأبيض من النعاس

وأنا انظرُ بوجهِ الشيطان حبيبتي

صورةً عالقةً في تلابيبِ النفس

معلقةً في مسابيح الآه

................

................

مساكين حبٍّ يزرعون في حلمِ بور

شتلاتِ أملٍ

غزاها جرادُ الخيبة

وارضُ الحبِّ غيرُ صالحةٍ إلا لمجدار

تنامُ العصافيرُ في ثنايا لباسهِ الخرق

ما ضحك الناعورُ يوماً بوجهِ الثور

ولا الثورُ الغبي يدري علام يدور

عطسَ الليلُ صباحاتٍ رخوةً

وفتقتِ الشمسُ جدارَ الظلام

وقلبُ العاشقِ الخائب

يحلمُ بالخرائب

افاعٍ سوداء ووزغ

ونساءٌ تولول عند رأسه المهشّم

ومعاولٌ تطمرُ جثمانه

فيضحكُ حدَّ النشيج:

ما أشبه هنا بـ هناك

كلاهما ليلٌ وكوابيسُ هوى

وسكرٌ وضياع.

***

حيدر جاسم المشكور

العراق/ البصرة

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم