صحيفة المثقف

كتابي:عودة القرين إلى بلاد اللااين

عبد الرضا عليعن دار العارف للمطبوعات ببيروت صدر هذا اليوم الاثنين: (8 ـ 3 ـ 2021م) كتابي النقدي الموفي على العشرين الموسوم بـ {عودة القرين إلى بلاد اللاأين، دراسات في الشعر وإيقاعاته، والسردِ وتقنياته}الذي ارتأيتُ له أنْ يشاركني في تقديمه بعض المحبّينَ من خلال ما كانوا قد أكرموني به من محبَّتهم وهم ينثرونها تعليقاً على بعضِ ما قرأوه لي من دراسات، أو ما سمعوه منّي من حديث يتعلَّق بحرفة الأدب، وقد جاء في تلك المقدّمة ما يأتي: (كان هذا الشيخ العليل ينوي جمع بعض دراساته النقديّة التي كتبها في الشعر والسرد، ولم يتمكَّنْ من ضمِّها بين دفّتي كتاب أن يجعلها ترى النورَ قبل رحيله إلى الرفيق الأعلى بعد أنْ يضيفَ إليها ما كان قد انتقاه من منجزاتٍ إبداعيّة تستحقُّ أنْ يتعهَّدها قلمُه الموضوعيّ بالكشفِ عمّا فيها من منجزاتٍ جماليّة، أو فنيَّة، لكنَّ دخوله المشفى، وما تمخَّضَ عن هذا الدخول من إجراء عمليَّتينِ جراحيَّتين في الصدر المفتوح كانت الأولى قد أُجريت في يوم الاثنينِ 15 – 10 – 2018م لاستبدال صمّام حيواني بصمام قلبه الأبهر، وكانت الثانية في يوم السبت 20 – 10 – 2018م، أي بعد خمسة أيام من الأولى لإنقاذه من الموت الذي كان يقترب منه لولا العناية الإلهيّة بعد توقف رئتيه، وكليته، وكبده عن العمل، وقد بقي فاقداً للوعي مدَّة تسعةٍ وعشرين يوماً، فتعذَّر عليه بعد ذلك أن يكمل مشروعه الثقافي لكونهِ باتَ يعاني من ارتفاعِ في الكولسترول، ونقصٍ في فيتامين B12، وارتفاعٍ في السكَّري، فضلاً عن أنَّ التهابَ المفاصلِ الحاد الذي بدأ يزدادُ يوميَّاً، حتى أضحى لا يستطيعُ المشيَ أكثر من مئتي مترٍ.

لكنَّ ازديادَ الارتجافِ جعله يظّنُّ أنَّ الزهايمر بدأ يقتربُ منه،والدليل ارتجافِ أنامله في كتابةِ ردودِهِ، وتعقيباتِهِ، ورسائلهِ إلى أصدقائه الحانين،

إلى جانبِ أنَّهُ يكتبُ بإصبعٍ واحدةٍ، ويجعل إصبعاً أخرى من اليد الثانية لضغط (الشفت) وهذا ما يؤخرُ تعقيباته، ومداخلاته. لهذا فقد تعرقلت متابعتهُ لما يصدرُ من إبداعٍ حريٍّ بالتحليلِ، والتفسير، والتقييم، وصارَ يخجلُ من نفسِهِ التي لم تعُدْ قادرةً على إقناعِ أصحابِ المروءةِ من الرموزِ الإبداعيَّة بِـقِلَّـةِ تركيزهِ، وتشتتِ ذاكرتهِ.

لكنه قاومَ الانطفاءَ ببعضِ ما كان يكتبه بين الفينةِ والأخرى من دراسات نقديّة استجابةً لنداءِ حرفة الأدبِ التي لازمته منذ شبابه حتى الآن كملازمة الأسقام له، فكانت له قراءات أشادَ بها محبّوه ممَّن كانوا يتابعونه، فاختار بعضَ ما كتبوه، وقرَّرَ أن تكون تلك الكتابات هي التي تقدم هذا الكتاب الذي يظنُّ كلَّ الظنِّ أنه المعزوفة الأخيرة لقيثارته التي تغنَّتْ بالإبداعِ المختلف الرصين.

أمَّا المحبّونَ الذين أشادوا بقراءآته فهم كثر، وهو إذ يختارُ كتابات بعضهم، فليس ذلك تفضيلاً، إنَّما لقربِ هذه الكتابات زمنيَّاً من هذه القراءات،وتجنّباً للإطالة، راجياً من أصدقائه، وصديقاته، وأبنائه، وبناته ممَّن لم يردْ ذكرهُم الطيّب هنا أن يشملوه بعفوهم، وهم (جميعاً) أهلٌ لمحبّتهِ التي ليس لها حدود.

2286 عبد الرضا علي

(1) الشاعر الكبير يحيى السماوي  قال عن دراستي لمجموعة الشاعرة ورود الموسوي (لا أسمع غيري):

(والله ما قرأت دراسة من دراسات شيخ النقاد العلاّمة أ.د. عبد الرضا علي إلاّ وخرجت بما يؤثث خرابي المعرفي بالجديد المبهر وتعلّمت ما كنت أجهله !

أسأل الله أن يمدّ في عمر سيدي أخي وصديقي وأستاذي أبي رافد لننتهل المزيد من معينه.

أهنئ سيدتي الأخت الشاعرة المبدعة ورود الموسوي مرتين: مرةبمناسبة وليدها الإبداعي الجديد، والثانية بهذه الدراسة / الشهادة / الوسام)

**

(2) الشاعر السارد الدكتور قصي الشيخ عسكر:

(كل مقال أو درس تكتبه أو تحليل نقدي يضفي على النص خلودا أبديا وعلى صاحبه امتيازا لأنك دائما تختار النصوص المميزة، ولك طريقتك الخاصة في التحليل، والنقد،والتدقيق يمكن أن نطلق عليه منهج،أومدرسة عبد الرضا عليّ  في النقد.أطال الله بعمرك ونفعنا بعلمك أستاذنا الكريم.)

**

(3)  الناقد الحصيف جمعة عبد الله  قال عن دراستي لمجموعة الشاعرة ورود الموسوي (لا أسمع غيري):

(أستاذنا الكبير تحيّة ومحبّة.

هذه الدراسة النقدية المركزة. نتعلم منها الشيء الكثير في شأن التحليل النقدي المتمكن. لان البعض يتخذ من النقد لمجموعات شعرية ونثرية  مهمة استعراضية لترويج للمجموعة النصية (الشعرية والنثرية)، كما تفعل الشركات في ترويج منتوجاتها باستعراض جودتها.

وهذه الدراسة النقدية في تحليلها المركز. دخلت في دراسة فلسفة النص، وليس في استعراض النص، والفرق كبير جداً. لان فلسفة النص يدخل الى أعماق القصيدة في تشخيص معالم الظاهرة والخفية بالرؤية الفلسفية للنص. في التقنية الفنية والصياغة التعبيرية. واعتقد من خلال هذه الدراسة بأن الشاعرة برعت بذلك في مجموعتها الشعرية، بنصوص مفتوحة.

هذه قيمة التحليل النقدي بفلسفة النص، في هذه الدراسة التحليلة المركزة،  وانت رائداً في اسلوبيتها المنهجية.)

**

(4) الشاعر المختلف جواد الحطَّاب كتب في يوم تكريمي بـ

(درع الإبداع  والتميّز الثقافي):

(الباشا.. عميد النقد العراقي والعربي. والظل العالي الذي تفيّأ الإبداع تحت تشريعاته النقدية. كل وجودك في حياتنا هو تكريم لنا تستحق عليه جوائز الجوائز. ربي يحفظك علم.)

**

(5) الصديق الأديب أحمد الحسيني:

(قد يتعذر على أي إنسان أن يجد نفسه ذائبا في نص ما إلا من كان يمتلك رهافة الحس ودقة الاستماع ونباهة الالتفات...ولعلّي وجدت رهافة الحس ودقة الاستماع ونباهة الالتفات حاضرة لديك أستاذنا المبارك وهي ليس ببعيدة عنك بل هي طوع يديك.

دمت لنا فيضاً روياً سائغا.)

**

(6)  الدكتورة الأديبة  حسناء كاظم:

( عندما يتحدث شيخ النقاد.. فالأحاديث الأخرى تبدو لنا باهتةً.. وينغمس في الحوار فنحلق معه في آفاقٍ رحبة..

البروفسور العلامة الدكتور "عبد الرضا علي" في برنامج "نخيل من بلادي" على قناة العراقية تحدث بشغف العارف عن الجواهري الكبير.. وبسعة أفق المتمكن المتميّز عن اللغة العربية.. والناقد المنصف عن السيّاب ودوره الرائد في الشعر الحديث.. كما تحدث عن قصيدة الشجن العراقي " ياحريمة ".. تحدث عن العراق بذلك الوله الذي لا يعرفه غيرُ العاشقين... شبَّهَ ماء العراق كنبيذ السيد المسيح عليه السلام وطين العراق بكسرة الخبز التي أطعمها لأصحابه في العشاء الأخير واوجز ببلاغته المعهودة أن هذا الطين جسده و ذاك الماء دمه.. انقضى وقت الحوار سريعا وتسمّرتُ أمام الشاشة ظمأى للمزيد...)

**

(7) الصديق الشاعر حسين الغضبان كتبَ ومضةَ محبّةٍ ولا أروع قال فيها:

(اشتهي الحديثَ معك

الكلمات هي الأخرى تريدُ أن تسمعك

ما أروعك !

ما أبدعك !

جمعتَ المحاسنَ كلها في مطلعك..

معلّمي الكبير أعزّك اللهُ وأتمَّ عليك نعمةَ الصحة.

دمت لنا فخراً وعزّا.)

**

(8) الشاعر رعد موسى الدخيلي:

(فمٌ يتفجرُ النقد الأدبي من بين نواحيهِ كما يتفجر الينبوع المنضغط - تحياتي للكبير الكبير جداً أبي رافد الغالي.)

**

(9) الشاعرة، والمربية الأستاذة حسيبة صنديد قنوني:

(معلم الناس وسيد اللغة والأدب والنقد ومازلنا نشتاق إلى سماع أحاديثه الثرية ونظمأ إلى نبع أدبه الرقراق... أطال الله عمرك سيدي الكريم العراقي الأصيل عبد الرضا علي.)

**

(10) الأديبة العربيّة التونسيّة سعاد سالم عريبي:

(دمتَ ودام عزُّكَ  يا عز من عرفكَ، ويا عزيز على قلبي وروحي، فمن عرفك تعطر بجمال روحك، وطيب قلبك، ورقي فكرك، وتركتَ باعماقهِ عبق أصلكَ الكريم...

دمتَ نبراسَ العتمة في زمانٍ ضاع فيه بهاء الحرف.)

**

أمّاَ كلمة غلاف الظهر، فقد كتبها صديقي العلاّمة الدكتور سعيد جاسم الزبيدي الأستاذ في جامعة نزوى بسلطنة عُمان  بعد أنْ قرأ الكتاب، فقال فيه: [ممّا يشدُّني إلى متابعة ما يخطّه قلم الناقد الكبير عبد الرضا عليّ ـ فضلاً عن منجزهِ الإبداعي في نقد الشعر والنثر ـ حيويَّته التي لم تنقطع على الرغم من تكالب الأدواء عليه، وإضافته هذه التي بين يديَّ، في سعيها الحثيث لرصدِ تحوّلات (النصِّ) بين لطافة الإيقاع المنتزع من (مفردات) الشاعر التي يندسُّ فيها، ويلوّنها بمهارة وإبداع، وبنية (الرواية) التي لا يفتأ صاحبنا الناقد في التقاط شعريَّتها، وإن لم يكن هذا هدفه، فهو معنيٌّ بـ(سردها) و(آلياته).

لستُ بصدد أنْ أُمارسَ (نقد النقد) وحاشا أنْ أكون، فلا أرقى إلى هذه المكانة، وإنَّما هو إعجاب بـ: صفاء ذهن صاحبنا، وسلامة قريحته، وبهما واجه محنته التي داهمته، وقابل بهما (غربته) ولم يؤثر (العزلة) ردَّ فعل مثلما فعل (الآخرون)...].

يريد صديقي أنْ يسجِّلَ حضوره الإبداعي الذي امتدَّ أكثر من نصف قرن ـ وأدعوه أنْ يواصل همَّته ـ لنقول معه: إنَّها رحلة إلى (الأين) وليس إلى (اللاأين). فأنتَ (الأين)، وبك (الأين) نقداً وإبداعاً.

إنَّ هذه الإطلالة النقديّة التي وسمها صاحبي بأسلوبه المتأنّق وانسيابيّة العبارة، وطراوتها، أعدُّها إسهامةً تذكِّرُنا بتدفّق عليّ جواد الطاهر، وسحر عناد غزوان،ممَّا يجعل المقالة النقديَّة نصَّاً إبداعيَّاً، به حاجة إلى (تشريحه) ليكون مثالاً يحتذى من حيثُ جملته، وإيقاعه، وتسلسل فقراته.

شكراً لك ـ يا صاحبي ـ على أنْ جعلتني أستعيدُ بك رفقة علميَّة فضلاً عن صحبة صادقة. مدَّ اللهُ بك (الأين) و(الزمن)...]]

**

الكتاب يقع في 193صفحة من قياس الحجم الكبير24x17 ، وسيصل إلى (مكتبة دار العارف بالنجف الأشرف/ شارع الرسول) إذا أرادَ الله خلال الأيام القادمة كما أخبرني الناشر الكريم.

 

ا. د. عبد الرضا علي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم