صحيفة المثقف
سردار محمد سعيد: لكم دينكم ولنا دين
بينكم وبين حدائق الله جحورالشياطين
بينكم وبين الورود حقل دبابيس
طرفة عين بيننا وبين عرش بلقيس
بين سليمان وبلقيس صرح ممرد
بيننا وبين سليمان تواضع هدهد
الشجرة الموفورة الأوراق
تحتهاالضمير يتغوط
يهز رأسه يطرب للخشخشة
وليمة الضيوف جاهزة
اللصوص قادمون
مغرمون بالليالي الحالكة
يا وطاويط : لمَ تفرشون الأجنحة
ألم تؤمنوا بعد أن الدماء النقية
قرابين يتقبلها الله
تهدينا إلى سواء السبيل
وأحداقكم لصيقة عجز عاهرة يختض
الريحانة التي تفجر عطرها
بزغت من طين دجلة يانعة
تستنشق السلام من أصحاب اليمين
جعل الجمال هشيماً أمرسهل
سحق وردة أسهل
ومثيلهما هرس فراشة
ززززززززززززززز
يا نجيعاً يفور
إذا أطبق الظلام وعمّ الثبور
بزخرف القباب الزرق
التي فقدت نضارتها
أتبقى تستهوي الحمام
والأعشاش خالية من الزقزقة
وبح صوت المؤذن
معاذ الله ياشجر
عبثوا بأمكم
بذروة الجمال
ذات الأكمام
الكريمة المعطاء
البخيلة الإنحناء
يبس السعف
غدا كأضلاع الشياطين
خلت العذوق من حبّات الذهب
ومريم مازالت تهز
بنت الفراتين
ضاق الخناق
باردة دماء العراق
صدور بلا اضلاع
عيون سرق القحط اهدابها
اكف أزهرت عن اصابع بلا اظفار
مزابل تحمل خذلان البطون الخاوية
أطفال يضمحلون كزهر في صقيع
عاد العراق
جنة عذراء
بلا حوّاء
بنت الفراتين
خمشتِ الوجنتين
شققت القميص قسمين
صور صافية باذخة الجمال كصفاء عينيك
لفتاتك الحزينة الهمت (رامبرانت)
سرّان كامنان عن يمين وشمال
طيف المحارب العنيد
وظبي صادق الجمال
والرصاص باسم الله ينتهك الحضارة
خشبة المسرح تصيح والستارة
كفى....كفى ... تباً لكم يا أنذال
الله الله
مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
عصفت رياح حجبت الندى عن العشب
بعثرت حروف الكلام
علت صور الطغام على الأعلام
بدل العجلة والختم الأسطواني
طار الثور المجنّح
غادرالإصطبل العربي
حرفت قوانين المسلة
ارجوكم... امنحوا حمورابي منديلا يمسح دموعه
سردار محمد سعيد.
