صحيفة المثقف

سردار محمد سعيد: بلوغ زهرة اليانسون

سردار محمد سعيدأرقب زهرة اليانسون الطرية

ارقب الترائب الموشاة بالنمش

كسماء بغداد ازينت بنجوم كدرة

كأنها صبغت بنجيع

وفي ساحة التحرير ثائرون

برغم الجروح ورغم النزيف ينتظرون

وطن ....رغيف خبز

 ولم يأت سوى الكفن

وأرامل صامدات

وأمهات يفجرن في العتمة  الضياء

(حاتم) يشعل النيران في قمة الجبل

يهدي المتضورين الجياع

يقول قائلهم : تلك نيران (ماوي) تعد القديد

شعب يعيش في  الأوهام

بائس فقير يمتد من بغداد للشام

سلاماً أيها النيام

أيها الرجال

السماء فقدت زرقتها

عادت مغبرة رمداء

القمر الحزين يائس غادرالفضاء 

شامة كبيرة كقمر

ويلاه أين المفر؟

على شفا خندق الحياة

تنتظرشفة شبقة 

ترتجف

ولثم خبير محترف

أنا أعترف

ألمّ بها وجد سحيق

ربما تنزلق إلى أسفل الواد

تغيب عن البصر

فأحار في العثورعليها

أصعد خطوة ....أتزحلق خطوتين

 أين اختفت ربما سُرقت 

لا .. لا ذا دلال 

تعرف أنني أعشق المحال

لا يجهدني جواب  وإن غاب السؤال

يطرب السمع ويتلمظ اللسان إذا تمطقت 

أسقى خبزاً وخمرا أسمع نفح آهات

كحفيف أغصان يابسات

في الشِق الأسفل من البطن العنبية

أخرى متلهفة لشفاه عنيفة 

لكنها شفيفة

هي أدرى

بلهفتي الكبرى

بجنوني .. بصولاتي ... بتمردي

بعبور الحدود

والعوم بعيداً عن الضفاف حيث الزبد

أيان الصبر يفتقد

حذار (خمبابا) هناك يذود

يقول: زهرة اليانسون خلقت لي   

في اللحظات الأولى

الصعبة جداً تشجعت وجمعت قواها

إقتربت الشفاه     

تكاد تتشابكان

تمتزجان وكيف تنفصلان

وفجأة

صوت المؤذن يملأالفضاء

خجل الثغران ... تباعدا

صوت الطفلة يتحشرج

صوت الديك يرن

صوت خرير

بساحة التحرير

الدم من ثقب صدريعلو هتاف المنتفضين

 بشهر تشرين

في ساحة التحرير

أكثر من خمبابا

أكثر من زهرة يانسون

ما أردأ العيش بلا زهرة اليانسون

ما أردأ العيش بلا وطن

ما أقبح السرير

والمرآة غبراء

صدئة .... زئبقها تعفن

لن أغيب الليلة عنك

لن أفرد

جوعي .. عطشي ...بردي آه سوف أجمد

أقبلي بجهنمك لئلا أتناثر كسفاً

أتهشم .

***

سردار محمد سعيد

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم