صحيفة المثقف
صالح الفهدي: إِنَّهُ اللهُ
1- عَلَّقَ الْأَرْضَ عَلَىْ كَوْنٍ فَمَاْ
رَزَأَ الْأَرْضَ صــدُوعٌ أَوْ خَلَلْ!
2- وَهِيَ تَجْرِيْ فِيْ مَدَارَاتٍ لَهَاْ
دُوْنَ زَيــــغٍ، وَانْهِيَــــارٍ، وَزَلَلْ
3- كُرةٌ فَوْقَ فَضَـــــاءٍ مُطْلَقٍ
لَيْسَ يُحْصَـىْ سِرُّهُ مُنْـــذُ الْأَزَلْ
4- أَمِنَ الْإِنسانُ فِيْ أَرْجَــــائِهَاْ
فَالتْــهَىْ بِالْعَيْشِ فِيْـــهَاْ وَانْشَغَلْ
5- قـــدَّرَ اللهُ لَـــهُ أَقْـــوَاتَهُ
فِيْ صَحَــارَىْ، وَبُحُــــورٍ، وَجَبَلْ
6- ثُمَّ يَأْتِيْ جَاحــدٌ يُنْكِرُ مَنْ
خَلَقَ الْكَــوْنَ، وَمَاْ فِيْـــهِ اشْتَمَلْ
7- يَعْتــَزِيْ بِالْعَقْـــلِ فِيْ نُكْرَانِهِ
لِوُجُـــودِ اللهِ، يَغْــــوِيْ مَنْ جَهَلْ
8- صَعَّرَ الْجَاحِدُ وَجْهاً وَلَوَىْ
ظَهْرَهُ عَنْ وِجْهَةِ الْحَقِّ، وَضَلّْ!
9- لَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ عَقْـــلٌ وَلَوْ
أَعْمَــلَ الْعَقْـــلَ، لـــوَلَّاهُ السُّبُلْ
10- إِنَّمَاْ أَرْدَاهُ كِبْــرٌ وَغَشــىْ
قَلْبَـــهُ الـــرَّانُ، وَأَعْمَتْـــهُ الْعِلَلْ
11- أَيـهـــا الْمُعْتَـــلُّ فِيْ أَفْكَارِهِ
حَدِّثِ الْعَاقِـــلَ فِيْمَاْ قَدْ عَقَلْ!
12- وَاصْحُ مِنْ سُكْرٍ كَفَىْ أُكْذُوَبَةً
تَدَّعِيْــهَاْ فَلْسَفَاتٌ يَاْ رَجُلْ!
13- وَانْجُ مِنْ غَيِّ الْمَتــاهَاتِ فَقَدْ
ضَاعَ جَدُّ الْعُمْرِ فِيْ جُبِّ الْهَزَلْ
14- إِنَّهُ اللهُ الــذِيْ لَيْسَ لــــــهُ
مِنْ شَرَيكٍ، وَحْــدَهُ عَزَّ وَجَلّْ
15- إِنَّهُ اللهُ الـــذِيْ دَانَ لــــــهُ
مَلَكُوتُ الْكَــوْنِ فِيْ طَــوْعٍ وَذَلّْ
16- إِنَّه اللهُ الــذِيْ يَعْــرِفُـــــهُ
عَقْلُ إِعْرَابِيْ عَلَىْ ظَهْرِ جَمَلْ
17- وَاضِحَ الرُّؤْيَةِ لَاْ فَلْســــفَةً
فِيْ وُجُودِ اللهِ، أَوْ سُقْمَ الْجَدَلْ!
18- قَالَ: إِنَّ السَّيْــرَ يُبْدِيْهِ الْأَثَـرْ
وَعَلــىْ مَمْشَـــىْ بَعِيْـــرٍ يُسَتَدَلّْ
19- "فَسَمَاءٌ ذَاتُ أَبـــرَاجٍ وَأَرْ
ضٌ بِفِجـــاجٍ" أَيْنَ مِنْهَاْ مَنْ جَهِلْ؟!
20- مَنْطِقٌ مَاْ خَالَطَ الزَّيْفَ وَمَاْ
مَزَجَ السُّمَّ بِشَهْدٍ مِنْ عَسَلْ!
21- وَالْبَدِيْهِيَّـــاتُ لَاْ سِتْــرَ لَهَاْ
مُنْذُ أَنْ شَفَّ بِهَاْ وَحْيُ الرُّسُلْ
22- فَالَّذِيْ كَانَ بَصِيــراً لَمْ يَحُرْ
فِيْ وُجُـــودِ اللهِ، تَهْدِيــهِ الْمِلَلْ
23- وَالَّذِيْ أَعْمَاهُ إِلْحَــادٌ فَمَاْ
يَهْتَــــدِيْ لِلنـــوْرِ إِنْ تُعْمَى الْمُقَلْ
***
د. صالح الفهدي