صحيفة المثقف

يسري عبد الغني: محمد بدران.. عمدة المترجمين المصريين

يسري عبد الغنيأطلق عليه المؤرخ محمد شفيق غربال لقب "عمدة المترجمين المصريين". ولد سنة 1894م، في قرية بمحافظة الشرقية، وتوفى سنة 1960م.

بعد ثورة 23 يوليو 1952م، قرر مجلس قيادة الثورة إنشاء (ديوان الترجمة)، بغرض ترجمة الوثائق والمعلومات والمراسلات الواردة للمجلس والصادرة عنه، وأرسل جمال عبد الناصر مدير مكتبه، الضابط أمين شاكر، ليطلب من محمد بدران أن يتولى رئاسة ديوان الترجمة ويختار معاونيه، إلا أن محمد بدران رفض، حيث كان وقتها عاكفًا على ترجمة موسوعة "قصة الحضارة"

شارك محمد بدران في تأسيس لجنة التأليف والترجمة والنشر، عام ‏1914م،‏ مع كوكبة من الشباب المثقف، مثل طه حسين‏، أحمد حسن الزيات‏، أحمد أمين‏، محمد فريد أبو حديد‏، محمد عوض محمد‏، محمد عبد الواحد خلاف وآخرين من أعلام الثقافة المصرية والعربية.

اشتغل بتدريس الترجمة في معهد الصحافة ومعهد الدراسات العليا بالجامعة العربية وإدارة الثقافة في وزارة التربية والتعليم‏.‏

ترجم محمد بدران ‏64‏ عملًا، منها تاريخ المسألة المصرية‏، النتائج السياسية للحرب العظمي‏، الديمقراطية‏، العدالة والحرية‏، نهرو، وغيرها، كما ترجم  ثمانية عشر جزءا من موسوعة "قصة الحضارة" التي وضعها الكاتب الأمريكي ول ديورانت، وترجم أيضًا موسوعة "تاريخ العالم" في ستة أجزاء وضعها المؤلف البريطاني جون هامرتون

كما راجع 35‏ كتابًا مترجمًا، منها: فتح العرب لمصر‏، معالم في تاريخ الإنسانية‏، الحرية والتربية‏، الدستور البريطاني‏، آثرت الحرية وغيرها‏.‏

من مُؤلَّفاتِه: «الفَلْسفةُ الحَديثةُ في المِيزانِ وتَأْسيس القَواعدِ مِنَ القُرآن»، هَذا بالإضافةِ إلى تَرجمتِه ومُراجعتِه الكثيرَ مِنَ المُؤلَّفاتِ الأَجْنبيةِ المُهمَّة، نَذكرُ منها: «تارِيخ المَسْألةِ المِصْرية»، و«النتائِج السِّياسية للحَربِ العُظمى»، و«الدِّيمُقراطية»، و«العَدَالة والحُرِّية»، و«نهرُو»، و«فَتْح العَرَب لمِصْر»، و«مَعالِم في تاريخِ الإِنْسانية»، و«الحُرِّية والتَّرْبية»، و«قِصَّة الحَضارة» لمُؤلِّفِه «ول ديورانت»، و«هنري السادِس»، و«مَوْسوعة تاريخِ العالَم» لمُؤلِّفه «جون هامرتون»، و«ملتن».

تُوُفِّيَ «محمد بدران» بالقاهرةِ عامَ ١٩٦٠م

قال عنه كامل الشناوي‏:‏ قرأت له جميع الكتب التي تحمل اسمه‏، واني أعده أحد أساتذة جامعتي الخاصة التي درست فيها تاريخ الإنسانية‏، والآداب العالمية‏، وكثيرا من العلوم والفنون‏.‏ وقال عنه العقاد إنني أفضل أن أقرأ ترجمة لمحمد بدران علي أن أقرأ الأصل الذي نقلت عنه هذه الترجمة وقال عنه الدكتور جابر عصفور إنه أحد الأسماء القليلة التي نهضت علي يديها الترجمة ويندر أن نجد مترجما مثله وإنه كان حريصا علي اشاعة الوعي بأهمية الترجمة ونقل قواعد ومباديء الترجمة إلي أكبر عدد ممكن‏.

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم