صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: بين شرائع السماء والمذاهب الفقهية.. جدلية

عبد الجبار العبيديهناك دين واحد عند الله هو الاسلام لكل الناس دون تفريق (الدين عند الله الاسلام آل عمران (19) بدأ بنوح (ع) وتنامى متطورا ومتراكماً على يد النذر والنبوات والرسالات، الى ان أختتم بمحمد (ص) لقول الحق: (أنا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوحٍ والنبيين من بعده.. النساء 163). وهو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهو منظومة المثل العليا، وهو العروة الوثقى، وهو السراط المستقيم (وان هذا صراطي مستقيماً فلا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، الانعام 153).. ألم تكن المذاهب الفقهية المستحدثة من النص والمختلفة في لرأي والتطبيق سبلا للتفريق بين المسلمين.. ؟ ان انتصار التفسير الفقهي المخترع للنص يستتبع رفض مفهوم التاريخ، لذا كان اختراعه أجتهاديا وفردياً لمصلحة السلطة لا الدين حين أبعد التآويل الحقيقي لمعنى النص الآلهي فأحدث التفرقة المذهبية بين المِلل. حتى اصبح الاسلام موضع جدل اليوم من قبل حتى المسلمين أانفسهم.. ولكن.. ماذا بعد؟

الاسلام فطرة، والأيمان تكليف، الاسلام يتقدم على الايمان (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحزاب، آية 35)، أذ لا أيمان دون أسلام يسبقه ويأتي قبله. المسلمون هم معظم أهل الارض، أما المؤمنون فهم أتباع محمد (ص). فأبراهيم (ع) أبو المسلمين ومحمد أبو المؤمنين، يقول الحق: (وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، الأنعام 79). لذا فان التآويل ما هو الا اداة تحضير للأنعتاق من الوهم وأحلال المعرفة الحقيقية في تطبيق الشريعة والألتزام بما ورد فيها معرفياً لتحقيق الأنعتاق.

من هذا التوجه العلمي الصحيح نستطيع ان نفهم مفهوم النص الديني كممارسة اخلاقية وليست أوامر مرجعية، أما مفهوم التدين فهو نظريات شخصية ليكون التدين طاعة وعدل وحقوق وليس مظهرية.. ويبقى مفهوم الدين كسلطة تراقب التنفيذ.. هنا نستطيع ان نفهم الفرق بين تعاليم الاسلام وتكاليف الأيمان، بدلالة الفرق بين الكتاب والفريضة، والموعظة، فالكتاب يحمل معاني الموت والحياة والارزاق والاعمال اي رسائل ضمن آيات المصحف وليس كل المصحف.. بينما الفريضة تعني معنى العطاء والمنح، كقوله تعالى: "فأتوهن أجورهن فريضة، 24 من سورة النساء، والفريضة كانت مخرجاً من مأزق يقع فيه الانسان بعد فعلٍ أقسم ان لا يفعله، ثم قام بفعله وكانت الاية ": يا أيها النبي لمَ تُحرم ما أحل الله لك.. "التحريم أية (1) حلا لها. فالنص القرآني ليس نصا ادبيا يمكن التلاعب فيه كما تلاعب فيه فلاسفة المذاهب.. وكيفما أتفق.

أما الموعظة، فهي التخويف والانذار، وهي التذكير بالخير وما يرق له القلب يقول الحق: "أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.. . أنظر الاية (125) من سورة النحل". لذا فالموعظة جاءت شمولية لحلول كثيرة، يقول الحق: وأذ قال لقمان لأبنه وهويعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم، الاية (13) سورة لقمان) وهذا هو الحل الأمثل للمعضلة لكنها غير ملزمة، بينما هناك الوصية الملزمة يقول الحق: " "كتب عليكم اذا حضرَ احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين البقرة 180" والتي كانت حلا واضحا وعادلا لما ترتب عليها فهم جديد لقوانين الارث وأنصبته العديدة. فهل فهم المسلمون ما أنزل عليهم أمرأ وتطبيقاً، أم أتخذوه قراءةً وتجويداً. ، اعتقد ان الراي الثاني هو الذي فهموه.. لذا وقعنا في المعضلة التي لا حل لها الا الاعتراف بحقيقتها.. ولكن كيف.. ؟ بالقواعد.. المنصوصة وليس بأجتهادات فردية تسعف السلطان..

من هذه القواعد، دلالة الفرق بين العباد والعبيد، فالعباد هم العصاة والمطيعين الرافضين والخاضعين على حد سواء للنص الديني، يقول الحق: " قال الذين أستكبروا انا كلُ فيها ان الله قد حكمَ بين العبادغافر 48" أي حكم بقواعد العدل. اما العبيد، فالعبد هو عبد الله وهو الانسان المخير في الطاعة والمعصية "وما خلقتُ الجن والآنس الا ليعبدون: الذاريات 56". لذا تبقى العبادات أختيارية لكنها ملزمة بالقواعد.

لقد انتهى الباحثون في الشريعة الاسلامية الى ان التنزيل الحكيم لم يعترف بالرق أطلاقاً ولم يُجزه، وان أختلفت الاراء في التقييم، كوضع قائم موجود.. وأن ملك اليمين لا يعني الرق البتة لأنه حالة جديدة متأخرة بدأت منذ العصر الأنبياء.. ولم يعطى له تآويلاً الى اليوم وأنما تحذيرا لأنهائه لمتطلبات أنسانية الأنسان.. والبحث فيهما يطول. فأين الفقهاء من هذه المصطلحات القرآنية؟ لمَ لم يتطرقوا اليها.. لأنهم لم يفهموها ولم يعرفوا تاريخها وتآويلها وحتى تفسيرها لكنهم أجتهدوا في أذلال المرأة وتعدد الزيجات لأرتباطهم بالجنس.. فظلت ترد عندهم على الحدس والتخمين والتجهيل.

أما العلاقة بين الله والناس علاقة عبادية حرة، وليست علاقة عبودية أستبدادية كما يعتقدون خطئاً، لان العبادات تتجلى في كل حقول الحياة. ولا زالت الدراسات الفقهية بعيدة عن اعطاء الحلول الواضحة او التفسير العلمي لحالات الرق والعبودية وملك اليمين والمتهم فيها الاسلام بخرق حقوق الانسان عند الغربيين والعلمانيين، دون تبرير شرعي لها من الفقهاء سوى التحجج بقدسية النص والقبول به وعدم أختراقه، وهذا غير كافٍ للحجة والاقناع.. بل يجب ان نعترف انه ظلم للمرأة يجب وضع تخريج له والااعتبر تجاوزا على الحقوق.

أما تعريفات الكفر والشرك والاجرام والالحاد ما زالت تعريفات مبهمة لم تعرف سوى تعريفاً لغويا أحاديا وترادفياً، لعدم قدرة الفقهاء على ادراك المعنى لذا ظلت ناقصة الحل.. فالاسلام توحيد ومثل أنسانية عليا غير قابل للتسييس، وان محاولة البعض تسييس الاسلام، والبعض الاخر أسلمة السياسة، اضاعوا السياسة والاسلام معاً.. وتتحمل مرجعيات الدين الملفوفة بالغموض وغير المخولة شرعا بالأفتاء كل تبعيات هذا التقصير.. لذا فالقرآن لا يعترف بها ولا يخولهاحق الفتوى على الناس ولا يميزها بلباس معين اضافت عليها الهيبة من اصحابها دون الزام ديني معين.

هنا فالنص بحاجة لوضعه على المشرحة لاستخراج القوانين الملائمة للحل نتيجة التطور الحضاري وتبدل الظرف والزمن وهم لا يؤمنون بصيرورته. فالفقهاء هم الذين لم يفهموه على حقيقته، فأخضعوه لأهوائهم القاصرة.. وليس هوالنص القرآني الصحيح، لذا سيبقى الاسلام متهما في الحل مالم يتوفر له من يقدم الدليل على صحة ما يقول "الحجة بالدليل". وهذا غير ممكن الان لسيطرة التيار الفكري الديني المتزمت على التيار الفكري الحر.. ولأستبعادهم النص"لكم دينكم ولي دين".

ان الذين قبلوا بنظرية الاختيار هم الذين استطاعوا ان يشقوا غبار التاريخ حيث التنفيذ والتطبيق لسيادة عنصر التحكم الفلسفي الصحيح لا الاستبدادي الطوبائي المبهم، لان الفلسفة الواقعية، غالبية معتنقيها تقبل بالرأي والرأي الاخر.. حتى أقتنعوا فدونوا الدساتير التي تعترف بالحقوق وبقينا نحن الى الوراء در.. ؟

وحين نزلت شرائع السماء التي بدأت بنوح كانت شرائع لتنظيم حياة البشر وتحقيق الحقوق والواجبات بينهم، يقول الحق: (انا ارسلنا نوحاً الى قومه ان أنذر قومك قبل ان ياتيهم عذاب اليم، نوح 1) والانذار هنا الارشاد والتوعية، والعذاب الاليم العقاب نتيجة ممارسة الخطأ. لكن دعاء نوح لم يزدهم الا اصرارا على الخطأ والاعوجاج لعدم تمكنهم من استيعاب حركة الاصلاح والتغييرلجهلهم بمفاهيم الحياة والقيم العليا وتغير الظروف، حتى قال القرآن على لسان نوح: (فلم يزدهم دعائي الا فرارا، نوح6). وهكذا تواردت شرائع السماء ل24 نبياً ورسولا كما أكد لنا القرآن الكريم.. فكانت الخاتمة بثلاثة منهم هم موسى وعيسى ومحمد كل واحد منهم يكمل الاخرولا فرق بينهم بالمطلق سوى فترة الزمن البعيد وأنتهاء النبوة.. حين حملوا للبشرية مجموعة القيم الانسانية التي تولدت منها قوانين البشرالصالحة للتطبيق.. لكن العداء والتخاصم ظل قائما بين تابعيهم.. لماذا.. ؟ لأدعاء البعض بالتفضيل..

ان من الخطأ ان نسمي الناس من نوح الى محمد بالكافرين، انهم كلهم من المسلمين بدلالة الاية الكريمة (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات... أعد الله لهم مغفرة وأجرأ عظيماً، الاحزاب 35). من هذه الاية نفهم أمرين، الاول ان المسلمين والمسلمات شيء والمؤمنين والمؤمنات شيء اخر، لذا فأن الاسلام يتقدم على الايمان ويسبقه في تنفيذ الشريعة الربانية. اي منذ مجيء آدم وبداية التجريد الانساني، حيث بدا الايمان يرافق الاسلام خدمة في التطبيق، والالزام بضرورة عدم التجاوز على النص.

لقد اقامت كتب الاصول والادبيات الاسلامية اركاناً خمسة للاسلام الشهادة والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت من استطاع اليه سبيلا. هي اركان مبتكرة منهم اي من الفقهاء وليست من الاسلام، فوقعوا في الخطأ مثلما وقع الماركسين بنفس الخطأ، . فالاسلام مفتوح الاركان وليس محصورا بخمسة فقط، فأركانه كثيره، هي التوحيد والتصديق برسالة محمد والاخلاق والمساواة والوفاء بالعهود والقسم والشورى والجهاد في سبيل تحقيق مفاهيم العدالة في التطبيق.. وليس فتوح بلدان الاخرين بالقوة والأكره وسلبهم وما يملكون كما صوروها لنا خطئأً، "فلا أكراه في الدين". ، لذا حين حصروها بالخمسة اماتوا ما جاء فيها من تطبيق ليسود الحاكم ورجل الدين ومن هنا بدا الاستغلال بالقانون الديني العظيم حتى جعلوه سرابا لا يفهم منه الا الحدس والتخمين وما هم فيه راغبون.. فكل ما يطبقوه اليوم يجانبه الصواب.

ان الاسلام فطرة، والفطرة تعني الايحاء الفكري للبشرجميعاً بضرورة التدبر في الحياة بالتعاون الجماعي وتطبيق العدالة لتسود المجتمعات الامن والامان والاطمئنان على النفس والمال والعرض، هنا الفطرة احتاجت الى رسالة سماوية لافهامها للناس بكل حرية، ولم يعطِ الله لرجال الدين صلاحية التصرف بالبشر كما نلاحظه اليوم حتى اماتوا الدين والبشر معاً. فالاسلام لا يعطيهم حق الافضلية، ولا يمنحهم حق الجهاد القتالي المنوع كما يدعون.. جهاد كفائي وجهاد فرض عين.. وانما الواجب الاسلامي الاساس العدل المطلق في التكليف الجهادي في حالة الاعتداء على المسلمين.. والنصوص واضحة في ذلك لا تحتاج الى برهان.

كما شرع الاسلام كخلاصة للشرائع التي سبقته باعتبار خاتمة الاديان بالعمل الصالح والاحسان بين الناس واماتة الاستغلال والتصرف الكيفي في حقوق الناس يقول الحق: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي آوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا.. ، أنظر الاية 13 من سورة الشورى) فأين نحن اليوم من هذا النص المكين.

علينا ان نعترف ان بعض آيات القرآن متشابهة من قوانين الحضارات السابقة مثل: "العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص"، التي وضعها قانون حمورابي والتي جاءت على سبيل العضة والاعتبار" أنظر القانون في باب الحقوق الأنسانية نسخة متحف اللوفر الفرنسية. لذا جاءت الآيات الحدية القرآنية الأمرية الملزمة وخاصة في الحقوق والواجبات لتطبيق مبدأ العدل المطلق التي غفل عنها الحاكم المسلم.. وبين الحدودية في واجبية التنفيذ التي تمثل القدرة والاستطاعة كما في قوله: ".. ومن يرتد عن دينه فيمت وهو كافر.. البقرة 216) ولم يقل يقتل كما يدعي الفقه الاسلامي اليوم.

أما آيات النصح والارشاد والترغيب "كتب ربكم على نفسه الرحمة.. قال "عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء، فسأكتبها للذين يتقون..، الاعراف 156)، تقديرا منه تعالى لمن يستحق الرحمة او العذاب.

ومالم تغير المناهج الدراسية التي كتبها المتطرفون سنبقى في جهل مطبق من شرائع السماء الثلاث.. ولكن من يغيرها والمصالح الشخصية قائمة حتى في مؤسسة الدين.

كلها قوانين ربانية لم يحسن الفقهاء شرحها للناس وفرز ما هو واجب ملزم وما هو حث على التنفيذ، فأضاعوا القيم الالهية بعد ان دمجوا الغث بالسمين من اجل مصلحة الحاكم ومصالحهم حين كونوا لانفسهم هالة دينية مقدسة لا تخترق الا بالقانون، والقرأن يرفض التقديس يقول الحق: "ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، (البقرة 174). وهم في الاصل تجاوزوا على التشريع.. فمن اين جاؤا بالتقديس لانفسهم.. كما يقولون "قدس سره".. فأي اسرار هذا يملكها العاجز عن التأويل.. ؟.

فأين المرجعيات من معالجة مسألة التبني وملك اليمن سوى كلمة (حرام) التي تتصدر كل فكر ظلامي منغلق، فالتبني عملية انسانية ليس فيها ضيرأ شرط ان يتم التبني قبل سن الفصال اي قبل دخول الطفل دائرة الوعي لتحقيق الحرمة ويكتمل مفهوم رضا الوالدين، وخاصة التبني اللقطاء المحرومين من العطف الابوي او اليتامى في الحروب والنوازل او ابناء الارامل، كلها جوانب انسانية يجب البت بها ورفع كلمة حرام من قاموس العمل الانساني الرفيع. اما غيرنا من المستشرقين فقد أسهبوا في الصح والخطأ حتى كونوا لنا دائرة معارف فكرية في هذا المجال مطروحة للمناقشة والحوار، فلماذا نحن بعيدون؟.

هنا نحتاج لحاكم متفتح جريءيؤمن ويقول وينفذ، وهذا الحاكم الجريء لم يظهر فينا الى اليوم. بينما هم وجد عندهم هذا الحاكم ا المنفتح والمنفذ لكل رأي صحيح.

فما هو الاصلح ان نترك الايتام يتسكعون في الشوارع لبيع الاوراق الورقية وبلا تعليم.. تستغلهم جماعات العفن واللاأخلقية والفساد ودور المواخير التي تتلقفهم الجريمة ام نأواهم لنصلحهم لانفسم والاخرين والحاكم وأولاده في أعلى عليين أم أصلاحهم؟.. واليوم نحن نملك الالاف الذي قذف بهم الزمن في آتون الخطأ ولا يدرون ما يفعلون، لكننا شطار في ترديد كلمة (خطية).. وسرقة أموالهم.. هذا هو اسلامهم الذي يريدونا ان نؤمن به دون أعتراض من يقين..

هناك امورا كثيرة بحاجة الى تعريف كالفريضة والوصية والموعظة والذنب والسيئة والعبد والعبيد والمواثيق وقوانين الزواج والطلاق وضرورة ايجاد فقه موحد عند المسلمين وترك خرافة المذهبية والتفريق في الاراء والمعتقدات والمحاكم الشرعية المختلفة في النص والآوقاف المتشعبة التي ما وجدت الا لأستغلال اموال المواطنين كما هي اليوم في عراق الجريمة والتفرقة واللاقانون. لكننا شطار في الفتاوى والتخريف.

واخيرا نقول ان الاسلام دين عالمي انساني لقوله تعالى (فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام، الانعام 125). اما رفض المثل العليا وعم تطبيقها بالحق والعدل تطبق عليه الاية (ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقاً حرجا كانما يصعد في السماء، كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون، تتمة الاية السابقة). وهنا منتهى حرية الرأي والعمل دون أكراه لكن اكثرهم لا يفقهون.. او قل لا يؤمنون..

نحن بحاجة ماسة الى تصحيح المفاهيم وخاصة ما يتعلق بالعقيدة ونزعها من المحتكرين (في مؤسسة الدين) الذين اماتوا عقولنا وافكارنا وجعلوها مقفلة لا ترى النور، ومن يقرأ ويتمعن يرى ان لادولة اسلامية ولا دولة علمانية، ولا حزب اسلامي، ، بل دولة الحق والقانون. كما في دول التحرر التي يسمونها بالكافرة وهم اليها يحجون ويتوسلون ليقيمون ويستغلون اموال سرقاتهم من دماء فقراء المسلمين.. أعتقاد لا يتوافق والنص الديني القويم.

وهذا هو الاسلام الذي جاء به محمد (ص) ولا من مجيب، ولا مذهب من مذاهبهم الباطلة ادى الامانة التي أقرها دستورالاسلام العتيد المغيب اليوم عمداً، ونحن ندعوا للكشف عنه، وهم الذين يستميتون من اجل عدم تطبيقه أو أظهاره للناس أجمعين، لانه بأظهاره هم ينتهون.. فهل من حاكم عربي مسلم يتبنى نظرية الاسلام الصحيح لينقذه من برائن الطارئين، لمَ لا تكون لنا سابقة المجددين المصلحين.. ام نبقى نتمشدق بما قاله السابقين، أو بخلاف الصادق وابوحنيفة الوهمي.. وندعي نحن من المؤمنين؟ كذبوا كلهم بما جاء بكتب رب العالمين..

نحن مدعوون وملزمون الى وضع منهج جديد في أصول التشريع الاسلامي القائم على البينات المادية واجماع أكثرية الناس، وان حرية التعبير عن الراي وحرية الاختيار، هما أساس الحياة الانسانية في الاسلام. وهذا ليست مِنَة من أحد، بل واجب مقدس ملزم بحدود الايات القرآنية الحدية ملزمة التنفيذ. يقول الحق: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، الفتح 28).

والعاقبة للمتقين.

 

د. عبد الجبار العبيدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم