صحيفة المثقف

قاسم حسين صالح: السياسيون الفاسدون و.. الانتخابات

قاسم حسين صالح شياطين الخضراء

نحدد مفاهيمنا أولا بأننا نقصد بالسياسيين الفاسدين هنا، الحكّام الذين تولوا السلطة في العراق بعد عام 2003، وقادة الاحزاب والكتل التي لها دور فاعل في العملية السياسية. ونقصد بالفساد السياسي ما حددته قواميسه بأنه إساءة استخدام السلطة العامة من قبل النخب الحاكمة لأهداف غير مشروعة كالرشوة، الابتزاز، المحسوبية، والاختلاس فيما نعني بالفساد.. حصول الفرد على مال بطرائق غير مشروعة يحاسب عليها القانون.

ان المتابع المحايد وصل الى قناعة بأن أقبح السياسيين الفاسدين، بعد 2003، هم قادة أحزاب الأسلام السياسي والكتل السياسية التي تعلن انها تعتمد الأسلام منهجا.. ذلك لأنهم منافقون، والإسلام هو أكثر الأديان تنبيها الى الابتعاد عن النفاق والتحذير منه، إذ خصه بسورة كاملة في القرآن الكريم بعنوان (المنافقون) وبآية صريحة بسورة البقرة:” ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام”. وفي هذا وصف النبي محمد المنافق بأنه:” من خالفت سريرته علانيته”، وحدد صفاته بثلاث:” آية المنافق ثلاث، اذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان.. «.

لسنا بحاجة لذكر اسماء من تنطبق عليهم هذه الصفات، فالغالبية المطلقة من الحكّام والوزراء والبرلمانيين بمختلف عنوانيهم وانتماءاتهم هم فاسدون، لكننا نخص هنا اكثر حكّام احزاب الأسلام السياسي الشيعي.. الذين ما زالوا يمارسونها حتى بعد ان خرجت عليهم جماهيرهم التي انتخبتهم.. واحرقت مقرات احزابهم عقابا على كذبهم، واخلافهم ما وعدوا به، وخيانتهم الأمانة.. باعلان صريح من أمين حزب الدعوة الذي تولى الحكم ثمان سنوات بقوله (لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها).. وما كشفها خوفا من خصومه ان يكشفوا فاسدي حزبه.. فكانت في تعاليم الآسلام وسيرة الخلفاء الراشدين.. خيانة ذمّة صريحة..

زد على ذلك ان شخصية الحاكم السياسي الفاسد تتصف بالصلافة، فمع انهم ارتكبوا جرائم فساد ما حصل لها مثيل في التاريخ، وافقروا الناس وأذلّوها فيما هم يعيشون برفاهية سلاطين كانوا قبلها يبيعون (الخردوات) ويعيشون على (الصدقات)، فان واحدا منهم فقط خرج معتذرا للناس واصفا ما حصل بانه (تقصير) مع ان ما ارتكبوه يعدّ جرائم كبرى.واكثر صلافاتهم صلافة اعتراف امين عام حزب الدعوة في مقابلة تلفزيونية بانهم (فشلوا كطبقة سياسيبة).. وحين سأله المذيع:بمن فيهم أنت؟.. أجابه:(بمن فيهم أنا).. ومع ذلك فأنه نشط جدا هذه الأيام موعزا اتباعه بالترويج له ليكون رئيس وزراء العراق القادم.

وللتذكيرفأننا نورد هنا بالأرقام ميزانيات العراق في زمن الذين سيرشحون للأنتخابات المبكرة:

بلغت ميزانية العراق عام 2003 بحدود 14 مليار دولار، ارتفعت عام 2004 إلى 18 مليار دولار، لتبلغ في 2005 بحدود 26 مليار دولار، ارتفعت في 2006 الى 34 مليار دولار، لتقفز في 2007 الى 42 مليار دولار، لتصل 70 مليار دولار في 2008، و74 مليار دولار في 2009، و84 مليار دولار في 2011، و101 مليار دولار في 2012، و120 مليار دولار في 2013، لتقفز في 2014 الى 150 مليار دولار.

والتساؤل هنا جاء على لسان المرجعية بصوت الشيخ احمد الصافي بخطبة جمعة (9 /8/ 2019) بقوله: (ارقام مرعبة من الأموال.. أين ذهبت؟ هل من مجيب؟!).. ولم يجبه احد، أين ذهبت تلك الأموال الضخمة، والوطن بلا بنى تحتية، و13 مليون عراقي تحت خط الفقر باعتراف وزارة التخطيط.؟

صار يقينا لدينا الآن بأن قادة احزاب السلطة هم قوم يتصفون بالوقاحة والصلافة والنفاق والفساد وخيانة الذمة.. وانهم يدركون ان الفرصة لو اتيحت للشعب (لسحلوهم باشوارع) على قول احدهم.. وان من يمتلك هذه الصفات يعرف كيف سيوظفها في الانتخابات.. ولن تنفع مع شياطين الخضراء أمم متحدة او رقابات.. فالتاريخ قد وثق ما فات، وسيوثق في تشرين ما هو آت!.

 

أ. د. قاسم حسين صالح

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم