
بقلم: آلي سميث
ترجمة: صالح الرزوق
***
حان منتصف تشرين الأول، ولا زالت الأوراق خضراء على الأشجار. هذه عطلة نهاية الأسبوع. السبت. يومها ننهض متأخرين. هبطت إلى الأسفل بالبيجاما، وذهبت إلى الغرفة الأمامية لأحمل بعض البرتقال، وأحضر القليل من العصير. فتحت الباب. كانت الغرفة الأمامية مزدحمة بالأطفال. صدمني ذلك نوعا ما، لأننا بدون أولاد، وكان هناك كثير منهم، وكلهم بحوالي ثماني أو تسع سنوات، ويشغلون المقعدين والكنبة. الولد الذي منحني ظهره كان في منتصف المكتبة، يضع قدمه الصغيرة بنعلها على الرف الثاني، بينما الثانية على ذراع الكنبة، وقد مط نفسه على عرض واجهة لوحة القوارب كما لو أنه يريد أن يخفف ثنياتها، وجلس البقية بهدوء وبرزانة مثل حلي من الذهب. وكان عدد آخر يراقب شاشة التلفزيون المغلق كما لو أنه سيعمل تلقائيا في أي لحظة، ولا يجب تفويت فرصة متابعة البرامج. غادرت من فتحة الباب وأغلقته. وقفت خارجه لحظة. ثم فتحته ثانية. كانوا جميعا هناك. الذي استند على رفوف المكتبة كان يرقد الآن أمامها وعلى طول ظهرها. ذقنه على يده، يراقب التلفزيون المغلق مثل البقية. ويتدلى من قمة إطار صورة القارب شريط سميك فضي المظهر، ماذا كان؟ يبدو من مادة صناعية. ويلمع بضوء شمس الخريف. أغلقت الباب ثانية.
صعدت إلى الطابق العلوي.
قلت: ممتلئ بماذا؟.
قلت: أعتقد أن أحدهم يرتب زينة عيد الميلاد.
ارتديت رداء رسميا. وتجولت حول غرفة النوم بحثا عن ثياب أرتديها. هبطنا كلانا إلى الطابق الأدنى، وفتحنا الباب، ووقفنا على عتباته.
قلت: من هم؟.
ظهرت بجانبي. وعبرت الغرفة.
قلت: مرحبا للجميع.
ردد الأولاد بصوت رخيم: مرحبا.
تفحصت أرجاء الغرفة. كل الصور على الجدران لها إطار مغلف بالمعدن. ويمر من بينها معدن مثبت بشريط لاصق على زر النور. وقفت عند طاولة القهوة وشغلت التلفزيون بالتحكم.
قالت البنت ذات الرداء الصوفي من تحت خوذة ركوب الحصان: موافقة على ما فعلت.
قالت البنت ذات ثياب الباليه: شكرا جزيلا.
كان هناك هاتان الاثنتان، ذات ثياب ركوب الحصان والأخرى بثوب الباليه، ومعهما صبي وبنت بثياب روبن هود غريبة مع أطراف مزركشة بإفراط، كأنها أسمال كرتونية. وهناك صبي يشبه البنات أو لعله بنت تشبه الصبيان، يصعب أن تقرر، بالجينز ومعطف من الشاموا حتى الخصر، وبجيوب من الشاموا لها شكل التفاح. وهناك طفلة منذ البداية عند خطاف الصورة، وترتدي شيئا مثل ثياب فرقة الخنافس في شريط "سيرجانت بيبر"، وتجلس القرفصاء على ظهر الكنبة، وتقص أجزاء من ورق مقوى أبيض ومطوي بمقص المطبخ. وبلورات الثلج تسقط من المقص بشكل مثلثات، وتستقر وراء الوسائد.
رائحة الغرفة خانقة وحلوة. ملت قليلا على الباب المفتوح فقاومني الباب. ربما هناك وراءه شخص آخر، ولعله أكثر من شخص. صبي خشن المظهر دفع بنتا رقيقة الهيئة. فدفعته إلى الخلف بقوة مضاعفة. أحد بقية الأطفال طلب منهما أن يتوقفا. كنت أشير إليك. تراجعت إلى الخلف وتغلغلت بينهم وتابعت في الغرفة وتركناهم يستقرون على فيلم جون واين، فيلم كان فيه جون عجوزا، وله عصابة على عينه.
أغلقت الباب. وقفنا في الجانب الآخر من الصالة قليلا، صامتين. أمكننا سماع جون واين من ورائه يقول: لم أطلق النار على أحد ولست مضطرا لذلك.
جلست في المطبخ عند الطاولة. وأنت على الطاولة جالسة وساقاك تتدليان فوق الأبواب.
قلت: ماذا يجري؟
قلت: ليس عندي أي فكرة.
قلت ذلك باستسلام. وركلت الأبواب بساقيك.
قلت: ألا يوجد في ذلك الفيلم مشهد عن جحر حية؟.
قلت: رافق البنت مع أنها مديرة مدرسة نوعا ما. ثم هبط على سفح الهضبة نحو الصبيان الأشرار ويداه في الهواء. تذكرين؟. وضع زمامه في فمه وتابع على السفح نحوهم. أعاد تلقيم بارودته وهو يمضي، وتقريبا ألقاها في الهواء، ثم لقمها مجددا وهو يجري بحصانه - شيء مدهش؟ هل تتذكرين؟.
قلت: كلا. كيف دخلوا؟ ألا يجب مخابرة الشرطة أو البلدية أو جهة ما؟.
قلت: انظري. أنت تعرفين ذلك الكتاب.
قلت: أي كتاب؟.
قلت: الكتاب الذي كنت أقرأ فيه الأسبوع السابق. الأسبوع المنصرم. الذي طلبت منك أن تستمعي لأجزاء قرأتها وتحسست منها.
قلت: الكتاب الممل عن سيكلوجيا الاهتمام بالذات.
قلت: الذي قلت عنه إنه سخيف.
قلت: الذي عنوانه "أطلق طفلك الباطني".
قفزت مبتعدة عن الطاولة. اهتزت كل موجودات المطبخ.
قلت: سأعود بعد دقيقة. أنا ذاهبة لأعلمهم كيف يستعملون جهاز التحكم. في حال لم يعجبهم برنامج الحيات.
ألا يعرفون سلفا؟ أليس الأولاد في هذه الأيام يولدون وهم ملمون بالتكنولوجيا؟.
انغلق باب المطبخ. وحين ذكرت كلمة "ملمون" كان المطبخ فارغا.
***
كانوا هناك في وقت الغداء. وفي توقيت الغداء سمعت، من وراء الجدار، أغنية تعلمك كلماتها كيف تحتفظ بالروح المعنوية إذا ضعت في الغابة. وفي توقيت الغداء، حينما قرعت باب غرفتي الأمامية، كما لو أنني غريبة في بيت شخص آخر، ثم فتحته ودخلت، رأيتك بوضع الجلوس أمام الموقد. وحولك الأولاد.
شيء لطيف.
ثم لاحظت أنه تتدلى من النور الكبير في الغرفة الأمامية بلورات ثلج من الورق المقوى بشكل مصيدة من خيوط حمراء براقة ملتفة حول نفسها.
لم يتمكنوا من الوصول وتحقيق ذلك. لا بد أنك قدمت لهم العون.
رأيتني أخيرا.
قلت: هل سيتناولون الغداء؟.
قلت للغرفة: هل أنتم يا شباب بحاجة للغداء؟.
رددوا بتهذيب وفق الأخلاق القديمة: كلا. شكرا لك.
حينما وقفت واقتربت مني، صنعوا نصف دائرة حول التلفزيون الذي يبث. كانوا يستمتعون بأوقاتهم بتقليب المحطات. كان الأمر كأنهم لم يشاهدوا هذا العدد من المحطات. تابعوا التعبير عن دهشتهم. وبدا أنهم مستمتعون بالإعلانات أكثر من غيرها. وحينما انتهت فترة الإعلانات وبدأت البرامج مجددا، قلبوا المحطات باهتمام بحثا عن إعلانات إضافية، وكلما باشر الإعلان الذي يذكر عيد الميلاد، إعلان عن الكنبات، كانت كل الغرفة تتألق بالاهتمام.
قلت: لا يمكن أن يكون كلهم أبناءك (قلت بهدوء. لم أرغب بتحريضهم). أعني، أن ذلك يشبهك، لكن ماذا عن البقية؟.
أشرت لاثنين بثياب روبن هود.
قلت: أولاد في الغابة.
تمثيل كنت أؤديه حينما كنت بحوالي العاشرة، في المسرح المحلي، ويحتل دور الراوي أو الحطاب رجل من باسيل بروش، وواحدة من تلك الأخوات، الأخوات نولان، كما تعلمين، وهي زوجته. وكانت مغنية جيدة.
انفجر أولاد التمثيلية بالغناء.
في الغابة، في الغابة، لا تبدو الأشياء جيدة.
حينما لا ترى الغابة ولكن الأشجار.
لا تخف، لا تخف، لأنك معي وأنا هنا بجانبك.
أن تضيع في الغابة كالنسائم.
همست ذهبت سبع مرات.
وهذا جعل مني ممثلا.
وجعل والدتي ساخطة.
وأنشد الأطفال: لا تفكروا حتى بالتنظيف. فنحن نحوم حيثما نكون.
وبدأت بالدمدمة. ثم انضممت لي. كانت الكلمات معروفة لك.
معا سنحتفظ لأنفسنا بالأمل. وسيكون الأمل رفيقنا حتى نصل إلى البيت.
أشرت إلى البنت التي ترتدي التوتو - ثياب الراقصة، ثم إلى البنت بثياب المهر. كانتا جالستين على الأرض أمام الموقد، ومعهما اثنتان أخريان، وتنتقيان منحوتات خشبية صغيرة من علبة كرتون منهكة، لتضعاها حول مهد صغير وفارغ فوق الموقد.
تنهدت.
قلت: ماذا يمكنني أن أقول؟ كنت طفلة متعددة المواهب.
أشرت لمن ترتدي الجاكيت العسكري البراق، التي كانت تهتم بالديكور. كان لها قبعة طويلة مع غطاء يعلوها. وكانت قد أخذت السوط من بنت المهر، وبدأت تحركه بمهارة في الفضاء فوق القلعة.
قلت: هل كنت تعملين مع فرقة نحاسية أيضا؟.
قلت: لا. ليس لدي أي فكرة. لكن انتظري. أنا أعلم. أعلم من قد تكون. كانت كيتلين بطلة أكروبات، وأعتقد أنها اعتادت على -
قلت: كيتلين؟ مثل كيتلين طليقتك؟.
قلت: حصلت على جملة من الميداليات، وربحتها حينما بلغت الحادية عشرة، وفي أحد الأيام عرضت علي -
قلت: أنت تتقمصين طفولة طليقتك؟.
قلت: كانت جيدة. وهي لا تزال كذلك حتى في الثلاثينات. في أحد الأيام كنا معا وأخرجت عصاها وخرجت إلى ممشى بيتها و -
قلت: والآن ها هي هنا في بيتي؟.
قلت: بيتنا. كلا. استمعي. كانت جيدة فعلا. ورتبت للعرض هناك في الممشى وخرج كل الجيران من بيوتهم وصفقوا لها.
ولاحظت ملامح وجهي.
قلت: حسنا. يصعب علي أن أطلب منها أن تنصرف. أليس كذلك؟. وتبدو أنها مهمة جدا لحركة الجماعة. أقصد لا أعلم فعليا إن كان بيت كيتلين. ماذا لو أنه بيتي أيضا؟ لنقل ماذا لو أن طفولتها ببساطة أثرت بأحد من -
قلت: ليس هي فقط. أريد منك أن تطلبي منهم أن يغادروا جميعا.
سقط وجهك. ثم نظرت مباشرة نحوي وقمت بهز رأسك هزة خفيفة.
قلت: كلا؟.
وقفت بكامل قامتك وكتفيك، بيأس، والتحدي في عينيك.
تجاهل الأولاد التلفزيون ودخلوا في نوبة قوقأة حول الصبي الذي يسعى لعراك مع البنت. وكان كلاهما، الصبي والبنت، يتبادلان المسيح الصغير المنحوت من الخشب بالدور، من يد إلى يد كأنه فأر صغير، أو حشرة مقدسة.
دفعتك عن الطريق، وانحنيت وحملت علبة الورق المقوى القديمة والمهترئة. كان في أسفلها عدة أشكال مطلية، الملوك الثلاث، ويبدو كأنها باقية حتى النهاية. غادرت الغرفة بخطوات منتظمة. وكنت أخشخش بالملوك وأنا أمر بالمطبخ. فتحت الباب الخلفي. وذهبت إلى الطرف البعيد من الحديقة، رفعت العلبة عاليا في الهواء فوق سور الجيران، وفوق المكان الذي كوموا فيه كومة الأعشاب. ثم جعلت أعلاه أسفله. فسقط الملوك.
وقلت: اتبعوا تلك النجمة، لا يوجد ما يمنع.
ثم أفلت العلبة الفارغة بعد ذلك فوق السور.
عدت إلى البيت. وقفت في الغرفة الأمامية. نظرت لما وراءك. ونظفت حنجرتي لأقول: حسنا. تعالوا جميعا. وشكرا لمجيئكم. ولكن حان وقت الانصراف.
لم يتجاوبوا.
قلت بصوت جهوري قدر الإمكان: هيا. اجمعوا أشياءكم. وتأكدوا أنكم تحملون كل شيء أتيتم به.
لا جواب. ثم ضحكة جماعية خفيفة جدا.
قلت: ألا تسمعونني؟.
أحدهم ردد ورائي: ألا تسمعونني؟. واندلعت في الغرفة الضحكة المكتومة.
قلت: حان وقت أن تغادروا جميعا.
حان الوقت لتغادروا جميعا. رددت من كانت ورائي صوتي بنفس النبرة والذي يدل على الإصرار التام.
وانفجرت الغرفة بزعيق فوضوي. التفت لأنظر. كانت سوداء وصغيرة جدا، وأنيقة الملبس، بثياب مدرسية نظيفة، مع أنه يوم السبت. وكانت تجلس وراء الباب وعلى ما يظهر أنه لوح صغير أسود، كأنه صندوق مقوى أو حقيبة - الحقيبة التي نحتفظ فيها بالأدوات الموسيقية.
هززت رأسك.
قلت: لا فكرة عندي على الإطلاق من أين جاء.
****
استيقظت، تقلبت في السرير، شخيرها الخفيف بجانبي، كان صباحا باكرا من يوم سبت، في منتصف تشرين الأول، والأوراق في الخارج لا تزال خضراء. والحرارة في ذلك اليوم 20 درجة، بعد نهوضنا، وتناول الإفطار، نعمنا بيوم خريفي هادئ، يوم خريفي ذهبنا خلاله بالسيارة إلى الغابة، التي نحمل بطاقة عضويتها، ولذلك بمقدورنا إيداع السيارة في الموقف الخاص بالمجان (حسنا لقاء رسم عضوية سنوي يبلغ 25£ ويدفع مقدما). تجولنا مع بقية الناس في دفء هذا ليس موسمه، ولدى عودتنا في تلك الليلة، جلسنا أمام التلفزيون، وشاهدنا المشاهير في ذلك العام يتعلمون الرقص ومعهم بعض الناس الذين يظهرون في هذا الموسم، بعضهم يمكنه الغناء وبعضهم لا يغني، وكانوا يقدمون الأضحيات السنوية، ويضحون بأنفسهم تحت أضواء ألبرت سبير، والتي كنت تقولين عنها دائما إنها العامل X.
ثم في منتصف أحد الإعلانات امتلأ رأسي بموسيقا الفلوت.
حل الصيف. ارفع صوتك بالغناء يا وقواق. وعزفت أيضا نسخة من "وسط المدينة" لبيتيولا كلارك، بالفلوت في فرقة عيد الميلاد المدرسية، وتبعها "طير الثلج"، و"أعلنه على سفح الجبل"، و"في منتصف الشتاء الكئيب"، ولكن بنغمة مختلفة وغير معتادة. وطيلة هذه السنوات نسيت أنني تعلمت فيما مضى العزف بالفلوت.
خفضت صوت التلفزيون.
قلت: هل سمعت هذه النسخة من "في منتصف الشتاء الكئيب".
دندنت بكلماتها.
قلت: كلا. ولكنها جميلة.
ثم رفعنا الصوت كما كان.
مرت الأسابيع. تجمعت الإعلانات في التلفزيون وتحولت إلى قصص. بنت بليدة صغيرة ترتدي ثيابا من فترة الخمسينات، وتعيش في الوقت الحاضر، حضرت البسكويت للمدرسة، بمعونة من بنت جميلة تعمل في المتجر وولد صغير ساعد بطريقا إلكترونيا ليجد حبيبته. وتسلق بعض الرجال المتقابلين في الخنادق، الوحل، ولعبوا كرة القدم وتبادلوا الشكولاتة فوضعوها في جيوب بعضهم البعض. كانت الإعلانات عن شراء أشياء في المتاجر (غاليبولي، فيردون، يبريس، سومي. مائة وثمانون ألفا، سبعمائة وخمسون ألفا، ثمانمائة وخمسون ألفا، مليون).
مرت برامج دراما خريف - وشتاء، كلها كانت فقط عن قصات شعر ما بعد الحرب العالمية الأولى، ومشاهد جنس عنيفة، وأفعال متوحشة تفرض على النساء والبنات، ولكن دون استفزاز، لأن القسوة كانت تأتي من شباب كنا نعلم بالتأكيد أنهم أشرار. كانت غيليان أنديرسون بوجهها المكتئب، تبدل بذة الشرطة. ويبدو أنها أخذت وقتا طويلا لفك أزرار القميص. ربما كان قميصا بعدد غير معتاد من الأزرار، أو لعل بذة الشرطة مزودة بأزرار أكثر من الثياب العادية. ذهبت لتجفيف بعض الأكواب في المطبخ، وبعودتي كانت لا تزال مشغولة بالطرف الأمامي. ولد صغير تعرض للسرقة، وكان أبواه يتخبطان مكسورين بحثا عنه. كل حلقة تقترب قليلا من اللغز، ومن التابو الذي حصل له فعلا. كانت الحكاية مشوقة جدا. ومن المقرر عرضها طيلة هذه الفترة حتى عيد الميلاد.
ثم جاء يوم الجمعة الأسود. ثار الناس في كل المملكة المتحدة بحثا عن تلفزيونات بنصف السعر المعتاد. في الولايات المتحدة، كان الناس مهتاجين لأجل أشياء تتعدى التلفزيونات، ووقف الشرطة المسلحون بصف وهم يلوحون بدروعهم تحت كلمات معلقة على عرض الشارع وهي: تحيات العيد، وكانت تلمع بلون معدني كالنار.
(كل الوقت كانت بجانبي، وشعرت بذلك، قليل من الضغط، شيء بحجم ذات صغيرة فارغة).
كان رجل يصيح في أخبار المساء: حصلت على وقتك.. وحان وقتنا. وقتك انتهى.
تجاهلته. وعدت عبر المطبخ وحدقت بالعتمة المخيمة على الحديقة. الأشجار فوق سور جيراننا عارية ومعلقة بمطر هذه الليلة. الأغصان كالألماس. ولكن لم أشاهد غيري في الانعكاس الضوئي على النافذة.
(كان الملوك في السماد العضوي. ولا بد أنهم تحت طبقة عميقة من الأوراق. والطلاء على عماماتهم يقشر حتما، وربما تآكلت وجوههم. وتحولت الهدايا في أيديهم إلى رقائق من الخشب).
لقد عبرت.
قلت: ما الموضوع؟.
قلت: الموضوع؟ لا شيء.
عدت معك. جلسنا على كنبتنا معا لنشاهد "دورية الحدود" أو أي شيء بعدها.
***
..................
* آلي سميث Ali Smith روائية إسكوتلاندية معاصرة. حازت عام 2014 على جائزة غولدسميث التي تقدم بالتعاون مع جريدة نيو ستايتمان.