نصوص أدبية

حكاية القدس

كانتْ حبيبتنا فصارتْ عمرنا = كانتْ أمومتـنا فصارتْ ترضـعُ.

وبها ســــتكتملُ المشاهدُ أنـّها = في نبضة ِالقلب ِالشجيّة ِتـُطبـعُ.

في صهوة ِالليل ِالبهيمة ِصرخة ٌ = في القلب ِصوت ٌ نابضٌ يتوجـّعُ.

أنت ِالبداية ُفي الحكايات ِالتي = برقتْ، على نسج ِالحقيقة ِتطلــع ُ.

أنت ِالينابيعُ التي طفحتْ هدىً = بشـــــريّة ٌ في تربة ٍ تتضــــرّعُ.

يــا مــوطــنَ الأديـان ِيــا هتــفَ الســــــماء ِتفـرّدي بجـلالـــة ٍ لا تصفـــعُ.

فعلى ترابـِكِ أزهرتْ أرواحـُنا = ولـــه الفــداءُ دم ٌ وروح ٌ تدفــــع ُ.

فالقدسُ ترسم ُعمقـَنا متداخلاً، = نورُ اليقين ِ،ضحى الوجود ِيشعشعُ.

من بين أروقة ِالتجمـّــل ِزخمُها = يستصرخ ُالأزمانَ حتى تقشــــعُ.

أرضُ الكنائس ِوالمآذن ِتعتلي = وهجَ الفضاء ِ، تطيرُ فينا ، ترجعُ.

والصخرة ُالسوداء ُباكية ُالرؤى = خلفَ اللحاق ِبســـــــيـّد ٍ يتربــّعُ.

والقبــّـــة ُالذهبيـّــة ُالألـــوان ِوالإحســـاس ِفي صـدر ِالهــدايـــة تســـــطعُ.

فوق البـــراق ِبنـــورِه ِمتألـّق ٌ = وجـــه ُالنبوءة ِباســم ٌ يتضــوّعُ.

صــلــّى بأقصاها صلاة َمتيّم ٍ = عرجَ الســـماء َوقلبـُــــه متورّع ُ.

أولـــى صــلاة ِالقبـــلتيــن ِوثــالــث ُالحـــرميــن ِشــــــيماء ُالنقــاوة ِتنبــــع ُ.

مسرى الرسول ِ،صلاتـُنا ابتهلتْ، دمتْ = حتـّى اليهودُ لهم ْ بأرض ٍمرجع ُ.

دون اختلاس ٍ دون قتل ٍ جائر ٍ = فهنا التــوافــقُ بالعقيــدة ِمقنـــــع ُ.

عنــدَ الختــــام ِكتـــابـُـــه القـــرآنُ يختصــرُ الـزمـانَ وكلَّ شيءٍ جامــــــع ُ

يا قوم إنّ القدسَ أم ُّ عقيــــــدة ٍ = منها حليب ٌ والصبا يترعـْـــرع ُ.

هي وجهة ُالأرواح ِنحو الهنا = كــلٌّ علــى ديـــن ٍ وفيها يخشـــعُ.

ما ضرَّ لو عرف َاليهود ُسلامَها = فهي الأمانُ وأرضُها لك تــوســـع ُ.

كتب َالزمانُ فصولـَها من لحمِها = وبكى المكان ُكتابَ شــــاك ٍ يخدع ُ.

رســــمَ الإله طريقـَها وبدقــّـــة ٍ = لو تعرف ُالأسبابَ ما بك يقطـــــعُ.

خلفَ الشجيرات ِالصغيرة ِهاربٌ = من سيــف ِمهــدي للخيانـة ِيلمــــعُ.

ويسوع ُيأتي في المعارك ِحاملا ً = دمُه على الكفِّ التــــي تتـــلـــــوّعُ.

كان الصليبُ، فمن له متيقــّن ٌ؟! = إنّ المآربَ عنده تتـــــرفــّــــــــــــعُ.

عذراءَ مريم قالَ عيسى صاخباً = أمـّي الطهارة ُمن عليم ٍ يشـــــــفــعُ.

في المهد ِينطقُ طفلـَها متحدّثـاً = إنّ العبـــادة َ للرحيـــم ِ، ســـنركع ُ.

وله الصلاة ُ،له السجود ُإلهنـــــا = واللـــــــهُ في العلياء ِ ربٌّ ســامــعُ.

في الرزق معجزة ٌ،من الله المنى = تحت الظــــلال ينام طفــــــلٌ بارع ُ.

أنـجـيـلـُه نـطــقٌ مـن الرحمـن ِ فـي كـلـمـاتـِه أرقــى المـعـانــي تــــــزرع ُ

أرضُ القداسة ِقدسُنا مرفوعة ٌ = فوق الجنـــــاة ِصفـــاؤها يتـــودّعُ.

موسى على جبل ٍ ينادي ربـَّه = فيلوح ُجزءٌ من بصيص ٍ ، يصرع ُ.

جبل ٌ يصيرُ هشاشة ً من نورِه = حتى الجبالُ من الســــــنا تتصدّع ُ.

والنورُ في الوجدان ِأسمى رفعة = خيرُ الأمـورِ جــلــت ْ بما تتمتـّــــعُ.

عجنَ اللحوم َوقطـّعَ الأشلاءَ في = كــلِّ اتـّجــاه ٍ قطعــــة ٌ تتـــــــورّع ُ.

وبأمرِه ِعادت ْ طيوراً حلـّقت ْ = فاللهُ يأمـــرُ من يشـــاءُ ، ويجمـــع ُ.

توراتــه وصحائف الأنـوار ســـــــامحة ٌ و طــوّقــت ِالنفـوس، و تــردع ُ

ذا يوسفُ المغدورُ يعبرُ جرحَه = فـرعـونُ حاك َخـديعـة ً لا تــــردع ُ.

واللهُ يعرف ُما بصدرِ خليقة ٍٍ = والبحــرُ يُفلــق ُوالمصائرُ تصفـــع ُ.

ويعودُ يوسفُ أرضَه مترفـّعا ً = تلك النزاهـــة ُوالأمانـــة ُأنصــــع ُ.

وسيمسك ُالمفتاح َعبد ٌ حاكم ٌ = وسيفتــح ُالفاروقُ بـابـاً يـدمــــــع ُ.

وبكى صلاحُ الدين ِكسرَ صليبها = تــلك المدينـــة ُللجميــع ِتشـــــرّع ُ.

والقدسُ واقفـــة ٌ وشامخــــــة ٌ لنـا = كلُّ الشعـوب ِإلى المحبـّة ِتسرعُ.

سلْ كلَّ من في الأرض ِعنها قائلا ً= إنّ الفـــؤادَ بحـــــبـِّـــها متلــــوّعُ .

فيــضُ المكارم ِمن فضـائلِها روى = سمحُ السمات ِ،هو الغدوق ُالأروعُ.

نبلُ المشاعرِ إنْ رأى من سحرِها = قبساً يفيضُ إلى التصافح ِ،يجـــزعُ

أرضُ التلاصق ِوالتواصل ِتمتطي = غارَ الكرامة ِوالسماحة ِتسمـــــع ُ.

يا قدسُ يــا أم َّ التراب ِتحيـّتــــــي = هذا فتى الأوجاع ِقلبــي يـُمنـــــع ُ.

عنك اغتصاباً وامتناعاً جنـّتــــــي = هل بعدَ موتي أمـّتـــي قد تخـــدع ُ.

يا قدسُ يا فــرحَ الطفولة ِإنّنــــــي = في الصمت ِمسجون ٌوجيدي يقطعُ.

مــرّتْ عليــك زلازلُ الأحقاد ِلكــــــــــــــــنْ صبرُك الجبـّارُ يصمدُ يبـرع ُ.

فيزيلُ عن عين ٍ غشــاوتـَها تــرى = ما بعدَ خوفيــــن ِاحتقاناً يصنــــع ُ.

عربيـّة ٌ،صوتُ المآذن ِبســـــمعِنا = لم يخبُ، لن يخبو ،ولن لا يقمــع ُ.

ما دامَ صــــوتُ الله ِفــــي آذانـِـنا = كلُّ الدروب ِإلى الخلاصة ِتشرع ُ.

كـلُّ الــدمــاء ِإلى التراب ِهــديـّة ٌ = كــلُّ الكنائـــس ِللترابط ِتقـــــرع ُ.

يا قدسُ يا طهــرَ التراب ِبأرضنا = ومدينــة ُالنورِ الذي لا يقطــــــع ُ.

أنت ِالجذورُ لعيشِـــنا ، من موتِنا = نحيا على الأرض ِالتي لا تـُفزع ُ.

عــربيــّة ٌ عــربيــّة ٌ عــربيـــّة ٌ = حتى السكوتُ من البواطن ِيسمـعُ.

أرضُ الرباط ِإلى القيامة ِعـــزّة ٌ = لن تنحني رأسُ الذرى لا تـُخضـعُ.

أعطيت ِ دنيانا رســـــــائل قيمة ٍ = كلُ السطورِ لها تـُخط ُّ ، وتـُرفـع ُ.

حتى الحضارة ُرغم سامقة ِالرؤى = ما زالت ِ الأيـّام ُمنها تـُصمــــــــع ُ.

أنــــت ِالمنـــارة ُ للثقافــــة ِ،لبــُّها = أنت ِالتي فوق الهـــــوى تترصـّع ُ.

يأتـونَ من كلِّ الأماكــن ،ِيقطنـــونَ، ويرحلــــونَ وأنـــت ِأم ٌّ تـُهلــــــــع ُ.

مهماقسوا،سرقوا،شكوا،نهبوا،سقوا = تبقين أنـــت منارة ً لا تخنــــــــع ُ.

فثقي، صلابتـُك الحقيقة ُقدســـــنا = إنَّ اليقين َبــك النـــواة ُوالأنفـــع ُ

 

شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو

2009 / آب

سوريا حماه عقرب

هاتف: 00963932905134

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1296 الاحد 24/01/2010)

 

 

في نصوص اليوم