نصوص أدبية

ملاحم البحر

 فرأوا البحر بعيد

فرأوا البحر بعيد

فرأوا البحر بعيد

فرأوا البحر بعيد

و رأوا المازوت

يحرق كل شيء

من جديد

فبكوا بكاء الموت

كي تحيى البحار

بلا   حديد

تغفو شواطئها

على الرمل الوليد

حتى يعيد البحر

تجديد الحياة    كما يريد

***

لو كان في الإنسان أعماق

كما في البحر أعماقٌ

لو كان في الإنسان

أمواج     و صخر

لو كان في الإنسان

أحياء وإسفنج

لنمت في كل أمكنة التراب

أعشاب ذاكرة الحياة

و أعشاش الطيور

حياةٌ في أماكن لا نراها

مع الباقي سلام

وجوهُ لا ترى فيها هياكل

وجوهٌ لا ترى فيها زلازل

ترفض أن تعيش على الجماجم

و ترفض أن تكون الأرض

مقبرة العقول

و تعود كي تصحو

على وجه المطر

حتى يغير ماؤها  مجرى الحجر

مجرى البشر

في كوكب تجري قوافله

مع لغة الشجر

لغة النسيم البكر

لغة الورود

وكل أصناف الثمر

في جوف أعماقي أعيش مع السمر

فالبحر قانون السلوك

لمن يعد نجوم أجرام السماء

و يرى الكواكب والقمر

في البحر أغنية السلام

أنواع المودة و الكلام

و ذاكرة الوجود

نراها في صفحات

تاريخ البحار

مصفوفة في قاعة

مصفوفة في سطحه

في رمله  في كل ما يجري به

و ما يحويه من أحياء

ذاكرة الوجود

يقدمها لنا

حتى نغني للبحار

حتى نعيش مع البحار

مثل السمك

مثل الدلافين

مثل الحياة كما بدت

في عمق ذاكرة البحار

****

أرضي و عمق حضارتي

تحاكي البحر

عن ألف ليلة و الخوابي

عن أقلام ذاكرتي

و ذاكرة الوجود

كل القلاع بكت

لأنها فقدت

صلات البحر و الإنسان

و تغير الزحف الكبير

مع البحار

و تكسرت سفن المودة

كي تغازل عمق أعماق البحار

و تعيش في صمت الظلام

مع المحار

*****

فالبس كما شئت أخي

فالأرض تفهم كل ألوان الورود

و كل أقنعة الزمان

الأرض تحتضن المحبة

و تحتضن الخراب

و تحتضن الملامح في وجوه الشر

و تعيش مع لغة الجراد

و أحلام الصفار

الأرض تابوت الحياة

و الأرض مقبرة البحار

*****

آشور غاب مع الحدائق

و الفنادق و المعاصر

غاب مع العنب

و أحجار الرحى

مع جرة الخمر المعتق

و النبيذ

مع طير أجنحة السلام

مع كل زاوية ينام بها كتاب

يعانق كونه الأعلى

على صمت الغياب

و بابل التاريخ تروي

صمتها الأبدي

عن سر الخراب

و طائر الفينيق يبكي

كي ينام على السحاب

ليسمع ما يغني الناس

عن صمت البحار

*****

البحر يكتب بالرمال

عن السواحل

البحر يكتب بالصخور

عن الكهوف

عن شعب جبلة و الجبال

عن غابة السيقان

تجري كي تلامسها  البحار

و الحب يرتفع

لينشر فوق جدران المعابد

لغة البداية

سرّ بدء الخلق في العمل العظيم

لنراها في عصر التكهرب و الصقيع

لغة النهاية

صار فيها القتل حبراً

فيها البلايا

تقتل الإحساس في لغة الوصول

تنشر الآمال في البعد الأليم

في مجاري اليم موتاً

في صحاري الأرض موتاً

من أين جاءوا بكل هذا الموت ؟

و هل للموت غير الموت؟

لم يأت شيء من ديار الموت

يحكي لنا قصص الحياة

و حب سيدة الجمال

وأمواج الرياح

ترفع فوقها

روحاً من الأموات

لترد أرواح الوجود

إلى الحياة

****

ما أجمل الطفل الوليد

نظراته توحي

بأن البحر يأتي به

مع مجده وبنائه

مع كلِّ ما أعطاه ربه

من جديد

ما أبشع الطفل الممزق

تجري ملامحه

على سطح الطريق

وأمواج  التراب

مع السد يم

وفي تكوين أنواع الشرور

يا ليتني ما كنت في زمن الشرور

أقفلت رحلتي في فراغ الجوف

لأجل أن تحيى المفاصل

تفتحت رئتي مع مجرى البكاء

أسير مع مجرى الدماء

أحضان التراب تضمني

أنمو مع تلا فيف الجذور

لأبقى صامداً

ضد العطب

وضد من باعوا السلامة بالغضب

وقطع الوصل مع حمالة الحطب

فأين يختبئ السخيف

ولماذا يختلط الشريف

مع المنافق والسفيه

ومع المفكر والمقلد والشبيه

لماذا يختلط الرئيس مع الوزير

لأن البحر يخلط ماءه

تخرج منه أمواج الهدير

مع الزبد

نعيش خوفنا من هياج البحر

في لغة الأبد

فالرسم مدفوع

وعنواني على شفتي جمد

وباقي قصتي تروى

رفيقه عالمي الأعلى عباد

رحل المباحث والسجين

والكلّ في البلد صديق

يا رحمة الله على العباد

أرحم بها الإسلام

كلُّ ما نعلمه

يأتي من الكتاب

فاقرأ باسم ربك الأعلى

على سرّ الغياب

*****

لو كان في التاريخ

تاريخ لخفنا

لو كان في الإنسان إنسان

لتغيرت لغة الزمان

وعاش الناس أفراح العيون

لتعود أيدينا تدق

بكلّ ما ملكت

على الوتر الصحيح

*****

بين المودة والحنان

يجري من النهد الحليب

عشتار ترضع طفلها

بين السماء والبحار

بسرّ الخلق من يوم الوجود

متمدداً بعد الوجود

تبقى بحوزتنا المكاسب

والعقود

تبقى بحوزتنا صناعتنا...!

بضاعتنا...!

وكم حققنا من نصرٍ

على دمنا

الفخر يأتينا وينهزم

وأولوا العزم يلتحموا

لكي نبقى مع الشيطان نصطدم

نغازل كلّ امرأة

عسى الأجساد تلتحم

ولا ندري بأن الكون ملتحم

وأن البحر يلتحم

ولحمنا من وجود الأرض ملتحم

سواء في منازلنا

وبكون تكوين الأثير

وذرات التراب مع الجليد

بين الروابط في مفاصلنا

نعيد إنتاج الوجود

كما يريد الله أن يغني الوجود

بالماء والعمل النبيل

****

شهبٌ تتابعه الحياة

يأتي ليخرج من مياه البحر

موسيقى تكوين الوجود

وصلت كأنها في غياب

نغمٌ يوحد كلَّ شيء

في وجود الكون

من بدء الذهاب

إلى الإياب

والكلّ مقروء

عن صفحات ذاكرة الكتاب

هذا هو التكوين.... &

واعلم أن العقل عند الناس

ألغى المواقع والكتاب

ألغى الموائد والكلام

والحب في زمن الحساب

طريقه أملٌ ونار

والسر منطقه جبان

والعالم الباقي سؤال

وجه ربك .... طاف

في زمن الوجود

على البحار

وجه الجلالة

وكلّ من جاء مع الإكرام

فسبح ربما التسبيح

قد ينهي .... العذاب

 

 

 

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1072  الاثنين 08/06/2009)

 

 

في نصوص اليوم