نصوص أدبية
تسع شتلات بائسة
إستطلاع
أجرى المعهد استطلاعا حول شكل الأرض ..
قال الديكتاتور: الأرض دائرية كفوّهة مسدسي ..
قال الصيرفي: إنها دائرية مثل دولار ذهبي هائل الحجم ..
قال العاشق: هي دائرية كنهد حبيبتي ..
قال الفلاح: الأرض دائرية كالناعور ..
قال العامل: الأرض دائرية كدولاب العجلة ..
وقال الجائع: الأرض دائرية مثل رغيف الخبز ..
ضريح *
لم يجدوا له أثرا في المقابر الجماعية ... لذا انتقى أبناؤه أحد قمصانه القديمة ودفنوه في وادي السلام تحت شاهدة قبر خُـط َّ عليها: هنا يرقد قميص الشهيد المناضل ابراهيم الحساني .
طمأنينة
حين هبّتِ العاصفة الرعناء ، ارتجفت الأشجار هلعا ً مُطلِقة ً النحيب فأطلق العشبُ موجاتٍ ناعمة ً من الضحك نشّـتِ الفزع َ عن قلوب الفراشات ...
رعونة
لوّح الباطلُ بمنجله صائحا بها: سأجتثّك بهذا ..
أجابت الحقيقة: أنا مثل نبات الأثل .. تزداد جذوري توغّلا وأزداد انتشارا في الأرض كلما عبثت مناجلك بي ..
بلادة
قال وقد تشنّج وجهه فبدا كالمصاب بالفالج: هذا البرسيم شديد المرارة وله مذاق التبن ..
أجابه صوت خفيّ: البستان مليء بالكروم وصنوف الفاكهة فما الذي حملك على قضم البرسيم؟
نكتة
قبل دخوله السينما ، أسند دراجته إلى جدار بعد أن كتب على ورقة: صاحب الدراجة بطل المدينة في الملاكمة ..
حين خرج لم يجد الدراجة .. وكان على الوجه الآخر من الورقة: مع تحيات بطل المدينة في الركض السريع .
اصطياد
حدَّق بماء البركة الصافي كمرايا الصباح ... أفرغ فيه ما في أحشائه من قيح وصديد ودرن حتى اعتكر الماء، ثم غطس فيه ...
سأله عابر طريق: إذا كنت تريد الغوص فيه فعلام اعتكرته بقيحك ؟
أجابه: أنا من هواة الصيد في الماء العكر .
جذور
رفع الطفل ُالصرصارَ من البالوعة ووضعه في قارورة عطر ٍ .. فمات ..! قالت له أمه: المجبول على الوحل يموت حين يستنشق العبير .
نكتة أخرى
جلس شاعران نرجسيان وثالث متواضع في مقهى شعبي ..
قال النرجسي الأول: أنا أحسن شاعر في العالم ..
قال النرجسي الثاني: أنا أحسن شاعر في هذه المدينة ..
المتواضع قال: أنا أحسن شاعر في هذه المقهى ..
**
* الشهيد ابراهيم الحساني: زوج شقيقة الكاتب .. مناضل تقدمي بطل ممن أذابهم نظام صدام حسين في حامض الكبريتيك المركز .
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1312 الثلاثاء 09/02/2010)