نصوص أدبية

الطنطل ...!!؟؟

في الركن البعيد  من ساحة الجامع ..... قرب المغاسل ... صفت توابيت فارغة ....مكتوب عليها ...(وقف ....) و ( وقف .....)

و(......)

بين غبش الفجر ..... وطلوع الصبح .....: سمع صو ت .. - وطقطة- .. م ن جهة التوابيت .......

 صاح أحدهم ....: هناك روح ...... أو( طنطل 1 )....

وليعطي الآخر نفسه ميزة قلب العبارة  : هناك طنطل ........ أو روح ......

إنبرى الثالث بصوت مرتجف قال: يسكن في التابوت قرب الماء  طنطل .. او روح ... او جنية ....

انتقل النداء .... صار هتافا .....: طنطل ... روح .... جنية .....

 هرب الجميع يهتفون  طنطل .......روح .... جنية ........!

بسرعة أنتشر الخبر في المدينة .. اغلقت الاسواق ... والدكاكين  ...ونتشر الخبر في جميع الازقة .. والشوارع ....والطرقات ......

الجميع تهرول بأتجاه الجامع ....

شيخ طاعن في السن ضرير يقودونه  احفاده من يدية مسرعا  ليسمع الاخبار عن قرب ....

معوق مبتورة ساقه ..يحث الخطى مابين العكاز .. ورجله السليمة ....

مجموعة كبيرة من المشيعين من اقرباء واصدقاء المتوفي ..تركوا الجنازة على الرصيف   وهرولوا بتجاه الجامع .....

(عروس) لابد ان تزف عصر اليوم الى عشها الزوجي في مدينة ... بعيدة جدا وحضر- العريس - وبعض اقربائه  واصدقائه ..لينهوا مراسيم الزفاف في بيت ابو- العروس- والسفر في الصباح الباكر ليصلوا الى مدينتهم ..لان اهالي مدينتهم تستقبلهم في الوقت المحدد .. .هرولت- العروس- بتجاه الجامع  وهي في بدلة زفافها  ومن خلفها - العريس - والاقرباء  والاصدقاء ....

اخليت  المساكن من اهلها .... رجال ...نساء ... اطفال ... عجائز ....الجميع تنادي .. بضرورة السرعة ........

والجميع تهرول  لترى الطنطل ........

 اغلقت المدارس ابوابها في ذلك اليوم .........وتعطلت جميع الدوائر الرسمية .. ... .......

حتى المحكمة الشرعية.........!؟

 أصبحت المدينة في فوضى لم تشهدها سابقا ....... !!!؟؟؟

تنظر الناس ..من الشبابيك الجانبية ....والامامية للجامع .....ولا احدا يقترب  من الباب .......

صاح احدهم وهو على بعد عشرة امتار من الباب ...اخرج يا ملعون ......

سرت همهمة بين الحاضرين ......

تكاثر المجتمعون ................

تقدم احدهم خطوات ...............

صاح احدهم لا تلقي روحك في تهلكه ......................

صاح غيره سوف لن نسمح بعد اليوم في وضع التوابيت في الجامع نضعها في خربة خارج المدينة.. ........!؟

صاح الآخر بأعلى صوته عند بيت ( أبو ناجي)  - جرافة - نهدم الجدار الخلفي للجامع وتدخل - الجرافة-  يخاف الطنطل من صوت الجرافة العالي ..... ويهرب من التوابيت .. حتى لو إنهدم الحرم  انه قديم جدا .........!!!!!!!! لدينا أموال كثيرة نبني جامع حديث .. .........

 نحن اليوم في محنة علينا (تطبيق كل شيء قابل للتطبيق 2)  .......؟؟ ؟؟؟

لكل مدينة ......... مجانينها ......... ولصوصها...... و..... و..... و.......

ولهذه المدينة مجنونها الاول  (ابو هدف) ....سمي بهذا الاسم اذا رمي احدا في حجر او حصى من اللذين يؤذوه ..

 لم يخطأ  هدفه..... أبدا .. .كذلك من صفاته لا ينسى ثائره حتى لو بقي عشر سنوات او اكثر لابد ان يضرب الذي ضربه..

ولذلك لا احد يعتدى على (  أبو هدف ) جميع الناس تخشاه .. .........!؟

زغردت  امرأة مشجعة للرجال ............

اندفع المجنون ( ابو هدف) ............. صوب التوابيت ................

بخطى متبختر ........... تشيعه همهمة الرجال ....... وزعيق الصبيان ......وزغاريد النسوة ................

وصل للتوابيت ....... رفع أبواب  التوابيت يفتش ...........

في جيب معطفه الشتوي الطويل وضع شيا أخرجه من أحد التوابيت ........................

عاد صوب الباب ...............................

تراجع  - الجمهور - باضطراب ..... وفوضى ..............

على عتبة الباب وقف ( أبو هدف ) .............

مد  يده في جيب معطفه ................

تراجع - الجمهور - أكثر ................

أخرج من جيبه ( قطة ) صغيرة  ربطت رجلاها بخرقة قماش .......

وصاح بأعلى صوته  ضاحكا ...  :

هذا طنطلهم .............. !!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟

 يا ............. !!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟

 

 ..................

هوامش

 1-الطنطل ... :خرافة شهيرة ..على انها روح شريرة ..تستطيع هذه الروح ان تقلب نفسها الى انسان .. او أي كائن حي اخر حيوان او نبات ..او الى أي مادة من مواد الجماد ...وله قدرات عجيبة .. وعيناه عموديتان ... لا يوجد أي دليل ناهض ... على وجود هذا الطنطل .. فقط الاقاويل ... وتقول بعض هذه الاقا ويل انه لا يأكل الغذاء الذي يوجد فيه ملح ... ويخاف فقط من (المخزر  الكبيروالصغير) والتي تسمى (المخيط وا برة الخياطة الصغيرة) ان هذا الطنطل هو وهم ليس أكثر.....

2- المبدأ الاساس في فكر ما بعد الحداثة ...

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1347 الاربعاء 17/03/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم