نصوص أدبية

بعد قراءة بول سيلان

الأوراق تهرب مع الرياح، وريشة بيضاء

مربوطة بحديد الشرفة  تفرد أجنحة طائرها.

هذا أنا أتخطى رواق الصمت في الكنيسة، عظام المقبرة تزمجر

من يحزر ماذا تقول،  ثم إلى المكان الذي

يتجاوزنا فيه الظلام الدامس.

سوف تجلس معي على المنضدة

و ستبقى هنا حتى أعود إلى مقعدي،

و انعكاسات الظل معلقة في النافذة.

أطراف الغابة تنظر إلى الخلف شزرا

من تحت الخصر الرقيق، ودخان

الوادي المجاور يسكب نفسه في الفراغ.

و إذا، هل نرحل قبل الحصول على المغفرة  ؟

ها هم آباؤنا يحتضرون وحيدين مع ذكرياتهم

الباهتة، نحن لا نستطيع إنقاذهم.

نحن نرى حدود الحياة،

و لكن ليس جيوب الفضاء التي ستمتلئ بالثلوج،

و لا كيف ستبتلع العتمات بخشب العنبر .

هذه لحظة من بين اللحظات المشابهة – إنها لنا.

أول عاصفة ثلج لهذا الموسم تخرج

من جملة صمتها الطويل.

و سوف تغطي الحقل بنضجها المكتمل.

انظر إلى الأرض، كيف أنها وراء المستقبل.

هل سوف تطالب بنا السماء ؟

و هل سوف نكون جزءا من هذا اللون الأبيض الغامر؟

لا تقرأ بعد الآن، ها هو يخبرني : انظر !

و لا تنظر بعد الآن، ثم يواصل فيقول : ارحل !.

 

فيليب تيرمان: يعمل بالتدريس في جامعة كلاريون، وهو متخصص بالأدب الإبداعي وفنونه. يقول في رسالة خاصة للقراء باللغة العربية إنه معجب بشعر محمود درويش، ويعتقد أنه يستحق نوبل للآداب. من أهم أعماله الحديثة: بيت الحصار - مجموعة شعرية صدرت عام 1998، حاخامات من هذه البيئة، وغيرها...

 

ترجمة : صالح الرزوق

 

.......................

 المصدر:

After Reading Paul Celan, poem by : Philip Terman.Poetry Magazine,  April 2001.

 الترجمة بالتنسيق مع الشاعر وبإذن خطي منه. له كل الشكر والتقدير.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1348 الخميس 18/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم