نصوص أدبية

للأم في عيدها: قبلة تحت القدم

أنا في الوطء لي شرف  =  أنا بالوطء في القمم

أنا ما زلت في يدها  =  صبيا شاخ في الحُلـُم

و شيباتي أخيط بها   =   قماط العجز و الألم

إذا ما انتابني فزع   =   ألوذ بربطة العصم

ألوذ بصدرها هَـــِرعا  =   ودون الحضن لم أنم

أبوح لها بنائبتي   =    و أفرحها بمبتسمي

تقص حكايتي قطعا  =  كما سُطرت من الكلم

صحيفتها بلا ورق  =  و ناقشها بلا قلم

تذكِّرني بما ولى   =   من الأيام للحكم

فما تركت وظيفتها   =   تؤدبني على هرمي

وتذكُرني لمن خلفوا   =   من الأبناء بالهمم

تقول لقد غدا ولقد.. =  و كان.. و كان في القِدم

فتستر عِلتي أدبا  =   و عيب الخـرْم في الشيم

نسيء الطبع نغضبها  = و أفّ ٍ أوْهَنُ الجُسُم

تغالبها صبابتها   =   و صفح الذنب و اللمم

تطأطئ رأسها عجبا  =   تجازي الحرب بالسلم

كأن الأذن ما سمعت  =    ترد الجهر بالصمم

 ترى للعذر ملتمسا  =   و تمسح بصمة التهم

 وتدعو الله يغفرها  =  عيوب الطبع و الذمم

فإن تصْفُ الطباعُ لنا   =  فلا تسأل عن النعم

ألم تجعل لنا سكنا   =   عريش الحب في الرحم

وكرها عندما وضعت  =  وقبل الوضع بالوحم

و بعد الوضع إن وهبت  =   سيول الغيث في كرم

وبعد الفطم إن تركت   =   لذيذ الطـَّعم في اللقم

و في الأسقام إن سهرت   =   تخاطب لوعة السقم

ذري يا لوعة كبدي    =   وهذا  الجسم فالتهمي  

 و عند النائبات لها  =  أزيز المرجل الضرم

   لها صدر يخبِّرها   =   على بُعد من الخيم

 ترى في العين بغيتها  =  و تسمع صوت منكتم

  ترى بالقلب ذائقتي    =   فمن دمها عروق دمي

و في يدها كبرت و في  =   أصابعها جرى سَجَمي

فما تجدي القصيد ولو  =   سكبت السيل من عرم

و ما تجدي البحور ولا    =   صنوف الشعر و النـّـُظـّـُم

و طير الشعر قد رحلت   =   و حول القدر لم تحم

أتت بالمدح قاصدة   =  وبيت القصد لم ترم

لعمري المدح يصغرها  =   و كل الشعر والنغم

  أرى للأجر أنسبه   =   عناق الساق و القدم

 

بوعلام دخيسي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1350 السبت 20/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم