نصوص أدبية

مربديات

 

دعوة غير رسمية

- بالرغم من كونك اسما كبيرا ولكنهم لم يدعونك للمربد هذا العام؟

 - من قال ذلك فالأسماء لم تظهر لحد الان

- ولكن الأسماء ظهرت ونشرت في الجرائد والمواقع الألكترونية والمجلات

- نعم..في واقع الحال لقد أبلغني المنظمون اعتذارهم وأخبروني بأن اسمي قد سقط سهوا

- ولمَ تقبل اعتذارهم؟  وكيف يسقط سهوا اسم مبدع كبير مثلك؟

- في الواقع .. تقبلت اعتذارهم على مضض خصوصا بعد أن وعدوني أن اسمي سيظهر بملحق خاص مع الشخصيات العربية والأجنبية

- يا سلام... ولكن الملحق ظهر أيضا ولم نجد فيه اسمك

- نعم للأسف الشديد لم أجد اسمي معهم

- وماذا ستفعل الآن، هل ستقبل هذه الاهانة الكبيرة؟

- من قال إني سأقبل هذه الاهانة

- إذن ماذا ستفعل؟

- يا صديقي سأذهب للمربد رغما عن أنف اللجنة المنظمة

- وأين ستنام  ومن أين لك أجور السكن والطعام وكذلك النقل

- ولا يهمك يا عزيزي.. سأستقل الباص الذي يستقله الأدباء ذاته وسأنام في الفندق معهم وسآكل من طعامهم

- عجبا وكيف يحدث ذلك وأنت غير مدعو

- نحن الأدباء متفقون على ذلك.. ففي حالة تهميش أحدنا سيكون مدعوا من قبلنا.. ففي كل عام نذهب للمربد سواء أكنا مدعويين أوغير مدعويين ونتشارك الطعام والشراب وغيرها

- أحقا يمكن أن يحدث ذلك؟

- نعم ..ذلك يحدث منذ نشوء المربد ولحد اليوم

- وهل يمكن أن آتي معكم فأنا لم يدعني أحد للمربد ولا مرة

- ولم لا ياصديقي تفضل على الرحب والسعة فالأدباء كلهم مربديون وإن لم ينتموا

 

صعاليك

- هل تعرف أن (جرير) قد تمت دعوته للمربد هذا العام

- ماذا؟ وكيف تمت دعوته وهو قد مات قبل أكثر من ألف عام

- يا صديقي ليس جرير الشاعر القديم

- ماذا؟ وهل ظهر جرير آخر وأنا لا أدري؟

- نعم ..نعم ألا تعرف عبودي

- أي عبودي

- هذا الذي كان يتوسل إلينا كي نستمع لنصوصه

-  نعم وما علاقة عبودي بجرير

- يا أخي عبودي هذا قد غير أسمه وصار الآن جرير

- حقا...وهل تقصد أنهم قد دعوه للمربد هذا العام لأنه غير اسمه

- نعم يا صديقي... ومن يستطع ألا يدعو جريرا للمربد

- ولهذا السبب شايل خشمه علي .. تصورفقد مر من هنا  قبلك ولم يسلم 

- سبحان مغير الأحوال، أنظر كيف يفعل المربد بالناس

- ضعها على الله يا أخي جسومي ولا تزعل

- ومن جسومي هذا

- ماذا؟ أليس اسمك جسومي؟

- جسومي سابقا.. والآن تغير كل شيء.. حتى اسمي غيرته

- ماذا ؟ وما اسمك اليوم؟

- أنا الفرزدق يا عزيزي

- .......!!!!

 

دعوة مبكرة

- أراك في كل عام تطلق سهامك على المربد والمربديين

- هذا غيرصحيح، فأنا لا أطلق سهاما على أحد، لأنني لست صيادا وهم كما تعرف ليسوا بأرانب

- عفوا ربما خانني الوصف أقصد أنك تفتح النار عليهم

- يا رجل كيف أطلق النار عليهم فهم ليسوا أمريكيين ولا إيرانيين

- عفوا لم أقصد ذلك أيضا.. أقصد أنك تقود حملات ظالمة عليهم

- يارجل أنك ترفع من شأني كثيرا، أنا أديب صغير ولست الاسكندر ولا نابوليون كي أقود حملات على الآخرين

- ياإلهي كيف أوصل فكرتي...أنا أعني أنك تهاجمهم دائما

- يا أخي كيف أهاجمهم وأنا رجل أعزل وليس لدي جيوش أو مليشيات

- لا أقصد ذلك أيضا ...بل أقصد أنك ترميهم بأقذع النعوت

- يا صديق قد قلت لك لست برام ولم أتدرب على رمي النعوت مطلقا

- ياربي كيف أوصل فكرتي لهذا الأحمق...أقصد أنك دائما تنتقدهم

- يا عزيزي أنا شاعر ولست ناقدا

- الرحمة ياربي... أنا أقصد أنك دائما تهجوهم

- صدقني أنا لا أكتب هجاء بحق أحد بل أكتب الغزل والرثاء

- يا الله أغثني .....أنا أعني أنك تؤلب عليهم الآخرين

- يا صديقي كلمة تـؤلب جميلة حقا..أنت تنسب إلي قدرات خارقة، فأنا لم أؤلب في حياتي حتى نملة

- يا صديقي لقد أتعبتني هل تخبرني كيف أسألك؟

- ابتعد عن المجاز كي أفهمك

- وماذا أقول إذن

- اسألني وبصراحة شديدة  لماذا تشتم المربد والمربديين كل عام؟

- حسنا...إذن لماذا تشتم المربد والمربديين كل عام؟

- كلامك غير صحيح ...ففي هذا العام لم أشتمهم

- صدقا... ولماذا؟

- لأنهم بعثوا لي دعوة لحضور المربد هذا العام وبصورة مبكرة ،الله يجازيهم

-........!!!

 

أدونيس

- يقال إن أدونيس سيشارك في مربد هذا العام

- حقا...ولكني لا أراه موجودا مع الحاضرين

- إصبر يا أخي....فلربما تأخرت طائرته

- وهل سيأتي بالطائرة؟

-وهل تراه سيأتي بالريمات من فرنسا إلى البصرة، بماذا تهذر أنت

-عفوا لهذا السؤال لأنني لم أركب طائرة ،ولكن حقا إنها فرصة كي نرى أدونيس في المربد

- لا شك أنها فرصة كبيرة لنرى هذا الشاعر الكبير

- ولكن هل ممكن أن يأتي أدونيس للبصرة

- ولم لا،خصوصا وهو قد زار السليمانية في العام الماضي

- ولكنه قد أثار ضجة حين أعلن عن انقراض الحضارة العربية وأفرح أخوتنا الأكراد

- حقا ...كانت ضجة كبيرة شمتتْ بنا الأعداء المتربصين وإخواننا في الوطن وغيرهم

- يقال إنه سيثير ضجة كبرى هذا العام

- وما هي الله يستر

- يقولون إنه سيعلن انقراض الحضارة الكردية  في البصرة

- ولماذا الكردية

- لأنه يؤمن بالعدالة ويكره الشوفينية والعنصرية

- وما علاقة العدالة بانقراض الحضارات؟

- إنه يريد توزيع الانقراض بالتساوي على القوميات في العراق

- ولكن أنظر عند المنصة ، فاللجنة المنظمة ترفع صورة أدونيس و تضع بدلا منها صورة محمود درويش

- يقولون إن أدونيس قد اعتذر عن الحضور في آخر لحظة

- لاشك إنه موقف محرج للجنة المنظمة

- كلا لقد تلافوا  الاحراج  بسرعة

- كيف

- وجهوا دعوة سريعة للمرحوم محمود درويش ليحضر بدلا عنه

-..............!!!!!

 

أديب مركون

- منذ عشرين عاما وأنت في الوسط الأدبي العراقي ولم يدعك أحد للمربد

- تصور فلي عدة بحوث وكتب في المناهج النقدية الحديثة

- أكاد لا أصدق ذلك

- ولدي الكثير من الترجمات أيضا

- حقا ولا يدعونك للمربد

- ولدي عشرات الدراسات النقدية والتطبيقات

- هل معقول ذلك ولا توجه لك دعوة طيلة هذه السنين هذا ظلم فادح

- والله هذا الذي حصل

ربما كنت معارضا ولم تدع من قبل أدباء النظام السابق

- يا ليتني كنت معارضا لخافوا مني ودعوني، أنا لا أعتب على أدباء الديكتاتورية بل أعتب على أدباء الديمقراطية

- ربما كنت بعثيا فلم يدعونك الآن

- لو كنت بعثيا لدعوني أيضا باسم المصالحة الوطنية

- حقا لهو أمر عجيب، ولكن قل لي عن أي من الأدباء العراقيين كتبت

- أنا لا أكتب عن الأدباء العراقيين لأنهم ليسوا بمستوى كتاباتي

- يا سلام...إذن عمن تكتب؟

- أنا لا أكتب سوى  عن الأدباء الهنود

- ماذا؟ حقا لله في خلقه شؤون ...لا شك أن الهنود دعوك كثيرا لمؤتمراتهم، ولم تعد بك حاجة للمربد

- والله لم يدعني أحد من الأخوة الهنود أيضا

- لماذا  يفعل الهنود ذلك معك وأنت الذي أدخلت الأدب الهندي للعالم العربي

- بصراحة  الهنود لم يسمعوا بكتاباتي لأني ببساطة أكتب بالعربية والهنود لا يعرفون العربية

- لكن دعني أصارحك، ولا تزعل، كيف تريد من إدارة المربد أن تدعوك  وأنت تكتب عن الأدباء الهنود ولا تكتب عن أخوتك الأدباء العراقيين

- يا أخي ومتى كانت إدارات المرابد تحترم الأديب العراقي، ألا تتذكر كيف كانوا يسكنون الأدباء العرب بالميليا منصور والميريديان ويقذفون بالعراقيين في فنادق الباب الشرقي البائسة، ثم ما المانع لو اعتبروني أديبا هنديا  يكتب باللغة العربية ويدعونني للمربد وتحل المشكلة

- هل تريد نصيحتي لترد الاعتبار لك ولاسمك

-  لايهمني رد الاعتبار لاسمي بقدر ما أريدها أن  توصلني للمربد؟

- اطمإن إنها ستوصلك وبأسرع مما تتوقع

- قل نصيحتك أرجوك

- عندما تنشر مرة أخرى أكتب تحت اسمك أديب عراقي مقيم في هولندة وستنهال عليك الدعوات من كل حدب وصوب

- ............. !!!!!

 

ضيف شرف

- تبدو فرحا جدا

- نعم.. ولم لا أفرح ودعوة المربد في جيبي

- حقا .... وماذا ستقرأ في المربد

- والله أنا حائر ماذا أقرأ

- لم لا تقرأ قصيدة ال(البرت......)

- لا..لا يمكنني قراءتها ، لأني قد بعتها للأستاذ  المطرب(.....) وستظهر في ألبومه الجديد

- حسنا فلتقرأ قصيدة  (بيا راي نصير ما ندري.........)

- كلا لايمكن قراءه هذه القصيدة أيضا، لأني بعتها للأستاذ الرادود (......) وسيرددها على الزوار في عاشوراء

- حسنا فلتقرأ قصيدة ال(جكجكة......)

- وهذه أيضا قد بعتها للأستاذة المطربة (.......) وستظهر في فيديو كليب قد صورته حديثا

- هذا غير معقول، لم لا تقرأ قصيدة  (ويلطمنْ الحبابات.....)

- كذلك لايمكنني قراءة هذا النص.....لأنني قد أهديته للأستاذة الملاية (.......) وستقرأه في أربعينية جارنا كي تلطم عليه نسوان المحلة وحباباتها.

- لا أستطيع تصديق ما تقوله يا أخي هل تريد أن تقول لي إنك لا تملك نصا لقراءته في المربد

- لا تصدق إذا قلت لك إنني لا أملك نصا في الوقت الحاضر، وآخر نص بعته لأحدى الفضائيات العراقية في الخارج ليكون مقدمة لمسلسل تحفة سيعرضونه في رمضان القادم

- عجبا وماذا ستفعل في المربد وهي فرصة كبيرة للظهور امام الجمهور العريض المتعطش لسماع قصائدك

- لا تهتم للأمر فقد قبلت الدعوة على أساس أني لن أقرأ أي نص في المربد وهو ما تم الاتفاق عليه مع إدارة المهرجان، يكفي الجمهور أنه سيراني حقيقة بدمي ولحمي

- يا سلام... ولم لا تكتب نصا سريعا وتقرأه في المهرجان بدمك ولحمك

- لا أستطيع ذلك لسببين مهمين

- وما هما ؟

-السبب الأول هو  أنني سأكون ضيف شرف في المربد

- شيء مدهش حقا.... وما هو الثاني؟

- بعد دعوتي للمربد،تم شراء نصوصي بالكامل

- كيف ذلك؟

- لقد سارعتْ في استثماري الفضائيات و شركات الطرب وشركات اللطم ابتداء من هذا المربد ولعشرة سنوات أخرى

- يبوووووووه!!!!

 

 لهلوبة

- أينك يا رجل فمنذ ثلاثة أشهر ونحن لم نرك

- والله مشغول جدا ولا أستطيع حتى أن أحك رأسي

- حقا...لابد أنك كنت مشغولا بالانتخابات والعائلة وغيرها

- أية انتخابات وأي عائلة أنا مشغول بشيء أكبر من ذلك

- وهل هنالك أكبر من الانتخابات والعائلة

- نعم .. في واقع الحال كنت مشغولا في تمثيل بلدي في المحافل الدولية

- حقا وأين مثلتنا بالله عليك

- لقد مثلتكم في مهرجان القصيد في الرياض ومهرجان قصيدة النثر في القاهرة ومهرجان الشعر العربي في السودان وغيرها الكثيرمن مهرجانات الرواية والنقد والسيما والمسرح

- لله درك... وماذا انت فاعل اليوم؟

- والله في هذه الأيام لدي دعوات كثيرة من داخل العراق

- وما هي هذه الدعوات؟

- لدي دعوة من مهرجان المتنبي في واسط ودعوة من مهرجان الحبوبي في الناصرية وأخرى من كلاويز في السليمانية ودعوة للشعر السرياني في أربيل وأخيرا دعوة المربد في البصرة

- الله يكون في عونك وفي عون عائلتك، ولكن لم تذكر لي مشاركاتك في المهرجانات العالمية

- في الواقع رتبت أموري حديثا وقمت ببعض التلويزات وانشاء الله سأبيض وجوهكم في المهرجانات العالمية أيضا

- بيض الله وجهك يا صديقي وأشبعك جوزا ولوزا ،أفرحتني فعلا، و لكن إحكي لي عن المهرجانات العالمية أين ستقام  وما طبيعتها ؟

- هنالك مثلا مهرجان الشعر العالمي في كولومبيا ،وكذلك مهرجان المتنبي في سويسرة ومن ثم مهرجان الشعر في إيطاليا وغيرها الكثير

- والله حديثك يبعث على الفخر والاعتزاز، ولي شوق أن أعرف منك الكثير،

- يا صديقي قل ولا تتردد

_- أرجو ألا تزعل مني، فأنا لم أقرأ لك شيئا، هل يمكنك أن تخبرني عن كتاباتك،أي ماذا تكتب أنت، أأنت شاعرأم ناقد أم روائي، 

-  والله أنا لا أكتب أي شيء

- ماذا ولكن ماذا تفعل في كل هذه المهرجانات

-أنا أستمع فقط وأتدرب حاليا، أي يمكنك أن تقول إنني في مرحلة التدريب والتمرين

- عجيب أمرك، هل أنت مثقف أم أنت لاعب كرة، أرجوك أفصح

- أنا مثقف يا عزيزي، أرجو أن تركز معي

- سأركز معك ولكن عليك أن تفهمني بالذي يحدث في المهرجانات

- يعني ببساطة أنا أجلس في الصفوف الامامية بوجه عابس وجاد واستمع للشعرفقط، وأصفق مع المصفقين، وإذا جرى حوار ما، لا أورط نفسي بالكلام بل لا أفعل شيئا سوى هز رقبتي للأعلى والأسفل مع المتحاورين

- جميل جدا.. ولكن كيف أكرمك الله ووصلت إلى هذه المرحلة وأضحيت لهلوبة مهرجانات

- هذا سرمن أسرار المهنة ولا يمكن البوح به

- عجبا وهل تمنع هذه الأسرار عن صديقك العزيز

- كلا يا عزيزي لا تفهمني خطأ

- إذن قل لي سرا واحدا فقط من هذه الأسرار عسى الله أن يوفقني مثلك، وتنهال علي الدعوات

- ولكن عليك أن تعدني ألا تبوح بما أقوله لك خوفا من تسرب الأميين والجهلة للمهرجانات، ويفتح الباب على مصراعيه لمن هب ودب

- صدقني فأنا لن أبوح بذلك حتى لزوجتي،عليك أن تثق بي يا صديقي العزيز

-  حسنا ..سأثق بك وسأخبرك بسر واحد لاغير

-  بالله عليك أخبرني ولا تتردد

- إذن أنصت إلي، كل ما عليك فعله هو أن تفتح موقع ثقافي الكتروني خاص بك .... وستجد نفسك وقد أضحيت نجما مقيما في كل مهرجانات المعمورة

- ........!!!

                                                                                                   الأثنين /أبوظبي

22/03/10

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1352 الاثنين 22/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم