نصوص أدبية

قصتان قصيرتان: انوثة

مذ صار مديرا في إدارة.. بعد أن عرفه زملاؤه مرحا فكها راويا للنكات خدوما متحمّسا لما يعتقده حقّا وعدلا ووقع في هوّة التّبرير لكلّ ما يصله من القرارات والمناشير والإجراءات.. وإن كانت متعسّفة بحقّ البعض أو خاطئة يجانبها الصّواب.. وصار يوظف المقدّس خدمة للمدنّس.. واختفى فيه ذلك النّاقد البصير لكلّ شيء.. السّاخر من كل ّشيء حتّى من نفسه..

كانت عبارته المأثورة التي حفظها عنه أصدقاؤه "السّخرية أفضل طريقة لفهم العالم.."

حدّثه أحدهم في الموضوع وذكر له كيف تغيّرت نظرة زملائه وأصدقائه له.. لم ينكر ذلك وكأنّه كان يتوقّعه واكتفى بالقول: "قل هل يستوي الّذين.. يديرون والّذين لا يديرون؟!.." فأجابه آخر أصدقائه:

- يديرون ظهورهم.. لماضيهم و.. الأصدقاء؟!

 

أنوثة ..

جمعتهما الصّدفة ذات مناسبة اجتماعية بعد أن تنافستا على حبّ رجل وبذلت كلّ واحدة منهنّ ما في وسعها للفوز به زوجا ورفيق درب.. تحقّق ذلك لواحدة منهنّ ..غير أنّ زواجها منه لم يدم أكثر من سنة.. وافترقا.. تعمّدت الاقتراب من تلك التي نافستها على زوجها السّابق.. حتّى إذا كانت إلى جانبها.. قالت لها بنبرة استفزازيّة يتقنها هذا النّوع من النّساء.. "ألم أقل إنّه لا أمل لك في الفوز به ما دمت أنا منافستك؟!..

قالت: "نعم لقد فزت به غير أنّ أنوثتك لم تكن كافية لتحافظي عليه وقد تركك ليرتبط بغيرك؟ !..

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1353 الثلاثاء 23/03/2010)

 

في نصوص اليوم