نصوص أدبية

سأركض خلفَ سيارة عُرسها برجلٍ واحدةٍ

وتغسل عريَّ الصخور

بالندى قرنفلةْ

يستعجل الفجر

انتشاء الشهوة البكر.

 

ولا يوقظ يديه من حلم تدمى

بكلِّ الدروب المقفرة

آهٍ للتي باعت عصارة الشفق في سوق رحيلها.

ولم تكتب للربيع أناشيده المبعثرة.

ولم تعزف للشجر المسجى في دمي

شوقاً وأنيناً.

من أين تعبر السفن موجة البحر

…والبحرُ جفَّ قبل أن تُغادر سُفني؟

من أين تعبر الشمس دورتها ؟.

ولا تلقح قصائد العاشقين.؟

في أي فصلٍ يكون الرحيل…المجيءْ..؟!

في أيِّ عهدٍ يكون عرس القمر…؟!

مواسم الحصاد…

وبيدرٌ يلملم دمي المبعثر فوق الجليدْ.

من الذي يوسد الجريح شمسه المقبلة…؟

مرة تقاربت جهات المكان ...

والأفلاك نسيت مواعيدي العاشقةْ

ولم تُقبلْ شفتيَّ ....

               ***

 

في أيِّ ليلٍ يكون العرس…

المهرجان..؟

سأشربُ

وأمزق آخر قصائدي

سأركضُ خلفَ سيارة عرسها

برجلٍ واحدة

وأبكي فرحاً

سأدلقُ وجهي على ترابها

أمرغ جبهتي

أُحني شفتاي

من يمنع قلبي من كتابة عهدها الجديدْ..؟

من يمنع ُالأفق أن يخفي ألوان الطيف عبر الذاكرة..؟

يعود الشتاء محملاً بالبروق زوادة العاشقين.

وعودة المبعدين

المهجرين

قمرٌ يضيءُ للجهة الأخرى

والتلول تخبىءُ كنوز عاشقتي

كم  عاشق غنَّى فوقها ومات؟

كم  شهيدٍ مات؟… ولم تهده ِ حرملاً

أوهمسة…

نمْ إلى الأبدْ

آهٍ لو تبعث (بابل) جندها

في آخر النهار

لو تأتي دمشق مرةً في حلمها

من عمرها أزين الصوت بطعم أنشودتي الخالدة.

                                    ***

 

تأخذني التي تكبل أصابعي

بشوق نرجسها الخجول...

بالرحيل إلى فردوسها همسة.

لأصابعي تكشف الفصول عن رغبتها

وأندم كيف لمْ أقرأْ…فصولها وسِفرها العتيقْ ؟!

زوبعة تلفُّ أمنّا…الأرملةْ

حين يفاجئها الذهول

واستدارة

تلفُّ مواسم الحصاد والعناد

وشهوة ارتشاف الكؤوس ليلة واحدة.

للشجر عصافيره

وللصيف باكورة الكروم وعاشقة

فمن يعدُّ كم ليلة عشق جدي محراثه؟

ومن يعرف كم مرةٍ نام بدون أن

 

يوقظ جدتي الأرملة.؟

ومن يعرف كم مرة رسمَّ الخارطة.؟

للغيم طقسه..حين يزاوج

 

مابين الزرقة والرحيل.

للمطر

وردةٌ

وثغاء.

للتلول المحاصرة

 

بأعدائها…حرملاً

ألوّن نهرها…

ونسكر بالحلم والقهر…

إلى فجرها،

نعدُّ أيامنا،

مراهق هو الزمهرير

 

الذي يدخل عظامنا

تسود الخرائط بقايا أحلامنا

 

ولا العالم الفوضوي يسمع لصوتنا

بقايا همسة …

 

يبدل أسمائنا.

***

من يرسم بيديه دمه خرائط

ويلون مساحة للضوء…تجاه العاصفة.؟

من يعدُّ مواسمها في (سومر).؟

ودجلة يهدهد صفصافهُ

عصفورة برية من الشمال تكاد أن تطير،

من قاتل من أجلها هولاكو؟

وهذا الذي يسمى زوراً

الروم وأخر الملوك السابقين.

****

ترحل العصافير تباعاً

والنوارس إلى عمق صقيعها

موطنٌ هو الاغتراب

جسر هي الخرافة

الوداع

الأرض لا تشتهي أن تفارق أصابعي

جدائلها

فمن يرتل بقايا الأغاني..؟

ومن يزرع السهول َ

 

بطاقة من نعنعٍ أو سنبلة.!

مقطعٌ هو الصوت اليتيم عبر سهول (الجزيرة).

نجالس البدر الذي يوحي بليلٍ طويلْ

وكأسي تعبأ بملحٍ وترابْ

فأي الجهات سنركب..؟

وأي البلاد توصل الغريب إلى مينائه..؟

موزع أنا…والنشيد أنا.

سترحل العصافير تباعاً إلى موطن اغترابها

أخبأُ وجهي خجولاً

أبيع بقايا جدائلي

وأقرأُ على شواهد القبور

والموت أنا..

***

متعبٌ أنا بالهموم

مكسرٌ هو القلب…

أسود هو النهار القادم

والمحطات لا تمشي إلاَّ على جثث القتلى الأبرياء.

استيقظي من غفلةٍ هو الزمن المتعب الكسول.

هو زمن الرحيل إلى التيه،واللاجهات

فأعلن الفجر جهة للعبور

شرعوا أبوابكم

واتخذوا الريح جهة للعبور

…سفناً للنجاة

لا تحسبوا أنَّ الذي زرع سيحصد

ولا الذي سافر سيعودْ

هو زمن الغربة القاتلة .

                   ***

حين تعاندك الريح التي تنسج

ثياب عرينا،

نُغني لنهرٍ يسافرُ

ونطعن القربة

 

التي تروي بمائها وهج الظمأ.

نداعب جديلةً

لو أنّ في عيونها تقول:ما تقول:

في سرها المجنون

سأكتب قصيدتي

ستورق حديقتي

وقبل أن أكون

نرددُّ عاشقةً

امرأة تهزُّ من سريرها

أرواحنا

 أحزاننا…

السجون.

 

شتاتلون 26/7/1996م

اسحق قومي

شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1356 الجمعة 26/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم