نصوص أدبية

حزن طبقي

ولاأتجاسر على خلوته

المقدسة

ولاأفزز تجلياته الإيمانية

بضجيج صمتي المدجج

بالفشل ..

        مشيت وقد ضاقت بي السبل

        مشيت وقلبي كله علل

نعم

قررت أن لاأنبش

حكايتي الحزينة

مع إحداهن

بإسم الشعر

بعد أن إختنق الجرح

وشاخ الأمل ..

              وإنقضى الصبر يحدو ركبه الملل

              وضاعت من بين أطرافي كلها الحيل

إذن أنا

قررت إعتزال الشعر

بعد أن إفترسني

وحش اليأس

من رحمته ،

الرحمة .. نعم أدرك

إنها عزة الله

وأريج عطفه

الذي ينث مطرا

بلون الجنة

نعم أعلم

أن الرحمة

تثبت عروش الملوك

وتهيم في فضاءاتها

المقل ..

      ياه .. كم من الرحمات نعتقل

      وكم في هواها كنا نشتعل

عندما يأتلف تيار الغربة

مع تيار وحدة الألاعيب

وتيار الحزن الطبقي

وتجمع الغدر الوطني

بإسم البراءة والفضيلة

والحنان

تحت شعار دموع

التماسيح

يشكلون الأغلبية

في زيف المشاعر

والتسابيح

عندئذ يهجر البحر

أسراره

ويحتج الغواصون

وينتحر الحب

على عتبة قبر

من عشب أسود

في ليلة لاقمر فيها

ولازحل ..

          كم تشظت بنا الآهات تقتتل

          وفي عشقنا كانت تضرب المثل

ندبت نصفها

هذه المعادلة القيصرية

أمامي

وأنا أودع آخر

خطوة على دربها

بنظرة جريحة

حين قررت السفر

والشعر في صدري

مجروح ويعتمل ..

                  فارقت من كان يحلو لها الغزل

                  فارقتها ودموع العين تنهمل

لكن دمعة شاردة

إستوقفتني

لتحاورني تارة

وأخرى تسألني

لماذا كنت أختبأ

في كذبها

ونسيت أيامي ؟

وظننت إنها

ستغتسل بجحيمي ؟

ولماذا كنت أراها

مثل عصفورة رشيقة

لاتكترث للأعاصير ؟

وتنهيدة شمس

تستريح

على شواطئها

صباحات أكادير

ولماذا كنت أراها

طيبة كقلب أم ؟

ولماذا كنت أراها

جميلة مثل

المطر ؟

وشامخة مثل

الشجر ؟

ونبعة مثل

خضرة المشاوير ؟

ولماذا كنت أنفق

تلك الليالي بلا

نهارات ؟

وأحرق شموع روحي

في محراب عشقها ؟

ولماذا كنت أدنس

قصائدي بلوعة

غسيلها

الذي تنشره كل ليلة

على حبال حزني

الذي لايشبه

حزنها الطبقي ؟

ولماذا كنت

أجمل جزعي

بقلقي ؟

حتى فتكت بي

المقادير

وأدركني الأجل ..

                 كانت هي أحلامي بها نصفي يكتمل

                 والعشق في محياها تفصح به القبل

لماذا ولماذا ؟؟

ألأني كنت

أخاف من زمنها

يهرب مني

فتمسكت بها ؟

هاهي

قد تبخرت

مثل عطر ( ... )

ترشه على جسدها

في الليل

ويتبخر في الصباح

ألأني تأثرت بما قاله

ماركيز ، ليثبت للبشر

( أنهم لايتقدمون في السن

إلا عندما يتوقفون عن الحب ) ؟

ألأني عشقت جفوني

لأنها لاتغمض لأجلها ؟

ألأن ليلي كان

بدائي مثل ثوب

جبلي يلملمها ؟

لم أستطع الإجابة

على أسئلتها

تلك الدمعة الشاردة

غير إني مسحتها

بأصابع ترتجف

وإمتطيت صهوة

خطواتي المحتقنة

سأختتم هذا الإحتقان

الحجري

بهذا الوجع القصيد

لأني عاهدتها

للشعر لن أعود

ولن أطرق باب

ليلها الزجاجي

من جديد

وسوف ألجم خيولي

التي تحملت من ثقيل

الندم

ماثقل ..

            وأيقنت إني في حبها ثمل

           وميثاق عهد مابعده بدل

      

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1360 الاربعاء 31/03/2010)

         

 

 

 

في نصوص اليوم