نصوص أدبية

صوت من وراء المدى(1)

فجأة

من آماد الغياب

بعد ما نخرت الظّنون

ستارة الأمل

اِنهمر

يرطّب القحط

يبهج النّفس

يبهرج الرّوح

فعزفت الأوتار

ونفخت النّايات

موشّحات الإنتشاء

فغرّدت طيور الكينونات

وفاحت أزهار الكيانات

وهمدت زلازل الأكوان

 ثمّ أخمدت براكين الهواجس

لتشعل الثّريّات في كلّ الأركان

وكواكب السّماوات تزهو

ضياء ... ونورا ...

ولكن ... آه ...

لو تفتح لي آفاق الرّجاء

لتزهر حدائق الخيال

و تثمر شجرات الإلهام

لكن ... آه ...

لو يوافق الهوى هواه

كي يرشح  العذاب عذب لواعجه  

كي يقطر الوجع إكسيره

كي تلتمع بروق أناي وأناك

و تتلاقح رؤاي ورؤاك

في بحور الشّعر ...

و برازخه

وتتهافت أحزاني وأحزانك

شعرا منثورا

على زرابيّ أشواق

الحياة السّرمد

من قلب السّّدم

المفعمة مددا

هاك المعزف والرّيشة

داعبي زغب الأوتار

وقبّلي مبسم النّاي

لتطرب الدّنيا

ويتمايس اللّيلك والياسمين

لتترنّح الهموم

و... تترنّح ...

 ويموت الألم

فتسكن الآهات وتتخافت

ويمّحى ظلموت العدم

وتتمرّد صولة الشّروق

وتنير الأقمار

من وراء الغيوم

كي تلهو الفراشات

في جنائنها العذراوات

ويصدح الكروان

في آفاقه

كي يهدل الحمام

على سطوحه

وتصقل المرايا 

من سخامها ...

والضباب ...

كي يينع الجمال

و يعرش خيال – الحلم

وتفوح الرّوح بشذاه

فيا ترى ؟

هل يحبل الزّيتون

وهل يتوحّم النّخيل

ويا ترى ؟

هل يُزال القذى

فتبصر العيون

وهل ينجلي

ركام الأفئدة

بعد هذا القار

الّذي يحرق الوجدان

ترى ...؟

هل يجهض السّلام

أم ي... و ... ل ... د ...؟

البياض

 

الحبيب الشّطّي : مساكن / تونس

2009 / 01 / 01

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1363 السبت 03/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم