نصوص أدبية

أساي كأسرارها

من وقع خطانا

 

الأنهارُ...

التي شربنا من حياضها

سوف تطرّزُ ضفافها

بخيوط ضحكاتنا

 

الليالي...

التي سهرنا تحت

أضواء قبتها

ستلمُّ صدى أغانينا

وتطشهُ فضة في حقول

نجومِها

 

النخلاتُ...

التي تقافزنا حذاء ظلالها

سرقت ذهب همساتنا

وأطعمتهُ لبنات عراجينها

 

البيوت ...

التي لعبنا في باحاتها

حفظت صخب حراكنا

وعلقته تمائم سباعية

 على شناشيلها

 

 

الكتبُ..

التي شربنا مياهَ سطورِها

قطفتْ نورَ عيوننا

وسقتهُ شفاهَ أسرارها

 

 عجبا...!!

 

حتى أين تغادرُ

أجنحةَ المدن  صماء

دون ترجيعات صداك

 

وأنى للأنهار أن

تطرّزَ ضفافها

بغير خيوط ضحكاتك

الملتهبة الألوان

 

وهل لبناتِ الليل أغانٍ

كأغنياتك

لتبذرها قربَ نجومها

 

وكيف للنخلاتِ همساتٌ

لتضوع قصيا

 بغير ارتدادات همساتك

قرب عراجينها

 

ومن أين للبيوت

تمائم

كي تطرد العيون

عن نوافذ شناشيلها

 

وأيّان للكتب حروفٌ

مثل حروفك لتضيء

أسرارَ أساطيرها

 

واحسرتاه

 

ماذا لو لم تصطـدْك

شِباك الغربة الوحشية

وتنفيك بعيدا

بصواريها الضاريات

 

أليستْ؟

المدنُ والأنهارُ

وكذلك

الليالي والنخلاتُ

البيوت والكتبُ

ما انفكتْ

تدورُ في سماك

أم تراها

 قد  غادرتْ

مداراتها دون رجعة

باحثةً عن شمسك القتيلة

 

يا لهفي عليها

ما زلتُ أبصرُها شاردةً

في الآفاق

تبحثُ عن

خطواتك وضحكاتك

أغانيك وهمساتك وصخبك

 وحروفك

 

لكن لا طائل

 

فالأفقُ سوادٌ

والدربُ تحرسهُ الغيلانُ

وأنيابُ الوحوش

والروح تتوسل

السيّارة

فلا تجني

إلا طعن  كمنجات

الغياب

بابل

 12/05 /2005

 

.....................

ملاحظة

هذه القصيدة لم تنشر في دواويني السابقة، لأنها كانت مندسة وضائعة في أوراقي ووجدتها حديثا، وقد كتبتها في زيارتي الثانية للعراق في العام 2005

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1364 الاحد 04/04/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم