نصوص أدبية
صوت من وراء المدى (2)
من طغيان القحط ... واِجتياح الجحيم
لأنّني كنت أعرف أنّ الموت يناديني
لكننّي كنت أبدا أعلن حقّ الفيتو
جملة وتفصيلا ... مضمونا وشكلا
لمّا نظرت في حيثيات أيّامي
وعرائض إدانات ظروفي
ولمّا اِطّلعت على قرائن حتميات أقداري
المعلن منها والمستور
كنت أتمثّل قول الشّاعر:
« ومن يتهيّب صعود الجبال
يعش أبد الدّهر بين الحفر»
فأيّ قدر ... وأيّ قدر...؟
يحتّم عليّ شريعة القهر...?
نواميس العهر... وعبوديّة الاِستهتار...؟
اِزدراء الأقارب واِمتهان الآخر...؟!
***
ليت شعري
متى يبيضّ السّواد
ويغتسل من درنه الدّرن
والعفن يعرف أنّه عفن
كيف يستوي نعيق ...وشدو ...
واللّيل... أ يصبح نهارا ...؟
ألم تر أنّ النّجوم مهما طال ليلها
تمّحي لمّا ينبثق الفجر...؟
هتف صوت من وراء المدى
يغيّر مجرى الحياة المقهورة – المغلولة
يبلّل لحاء شجرتي الجرداء... العطشى
لمداد حائي المستوحشة ... وبائي المتيبّسة
ويائي المغرّبة ...
أهو لملمة لنقاطي المشرّدة... المتشرّدة ...
أ هو النّدى لصفحاتي المفلوحة ... يا ترى ...؟
***
في غياهب الفقد مدّ الجزر الآفاق
المنحسرة – الحسيرة
فمتى تنطلق سيمفونية العشق الأسير
حتّى يسكر الوجود بخمور الوجد
و يتما يس العمر الكئيب على إيقاع الاِنتشاء
وميس الرّوح الجذلى بأفانين الموسيقى العِذاب
ورنيم النّبرات السّاحرات
والذّات تتهادى بين قرار وسكون
وحضرة الوجدان وفتون الجواب
تراوح شطحة الدّوران والهزهزة
وغمرة الصّحوة في عوالم الرّؤية ...
وإلما ع الرّؤى ... في أعماق الأعماق
عند ذبذبات الخيال الرّقراقات
فتزول الأدخنة ... والأبخرة ... والغبار...
***
من آماد الأزل وأبعاد الأبد
والحلم يدغدغ المهجة كفلق الإصباح
السارب بين طيّات الغسق
وطبقات الكثافة لهيولى السّدم
كي تتعانق أنوار الأنجم وأضواء الكواكب
في مساراتها ... ومداراتها ... وسبحها السّرمد...
لتهلّل أصوات الورى
في المجرّات المرئيّة واللاّمرئيّة
بين الفضاءات اللاّمتناهية
حتّى تتراءى البلّورات القزحيّة
في محاريب الدّنى اللّؤلئيّة
***
فمتى ... متى ...
يستطاب العيش ...؟
وعشق الحياة يراودنا
وزيف الأقنعة يتوارى ...؟
الحبيب الشّطّي / مساكن – تونس
07/18 - 03 - 2009
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1364 الاحد 04/04/2010)
