نصوص أدبية
هذا المساء ... سأبكي
شراسة القلق الماجن
سأحتسي زخّات ظلّي
المحنّط
لأبقى وحيدا
مختليا ببدر ... الشعر
لأسحق الغلائل
المطفأة
كموجاتي السّحيقة
العاتمة
***
هذا المساء ...
سيبلغ جنوني ذراه
مهما اِسترحمته – هدنة –
لأستجمع بقايا اِندحاري
شروخ طيوفي
سأجترّ أخيلتي
مخيّلتي
علّي أعثر على أثر
القافلة التّائهة
في الصّحارى
أو بريقا لأنوار السّيّارة
أريجا يرطّب وجع
خرائط – تضاريسي –
الممجوجة ...
تيبّس الشّفاه
اِحتقان صدى البروق
المضمّخة بغماقة الحرائق
... فلكم بحثت عن كوّة
من وراء سرمد هباء
الدّخان ?
***
فهذا المساء ... سأبكي
وأبكي ...
العروش الخاوية
القاحلة
وتلاشي نثيث الأحزان
غيوم السّدم
وغمامات الشّفق
الغريب
الجاثم في الأعماق
متسربلا في – طقوس –
الخوف
غزيرة مخارزه
في كلّ يوم
تسمل عيون الأحلام
الهشّة
تغلّ شذا الأزهار
تُنشِز لحون الفرح
***
هذا المساء ...
سأعبّ آلام الأورام
عصوري المعقّمة
أفتضّ عذريّة الأمل
- المتمنّع -
أرتوي من عسيل
بكارة ذيّاك الفجر
المسجّى
على سرير الوجود
كي تزقزق الضّياءات
على شهقات تلذّذنا
فنصلّي – جميعا –
بدموع ولهى
وها هنالك
يسعد الإله
يبارك لحظة اِنقداح
عشق الاِنبعاث
لحظة اِلتماع الشّموس
من رحم الكون
وإشعاع الحلم
من رفيف الاِستشراف
فيتنفّس الصّبح
الطّائر
عبقا بأريج الوردات ...
البيض
***
هذا الغسق ... سأسأل :
? هل مرّت من هذه الثنيّات
أفلاك الزّمن...؟؟
أ أنتظر في المواني ...؟؟
أ أرجع لصدى المواقف
أم أواصل وحدي
الإيغال في دروب
الغياب ...؟؟
***
? أيا النّوارس حوّمي ... !
أيا السنونوات جوبي الفضاءات ... !
أيا النّسور حلّقي فوق الأعالي ... !
أيا الغرانيق اُرصدي ... !
? هل تجدين ...
أشلاء ذاك الفتى الوديع
الّذي كان ...
يغازل نرجسات الخيال
فإنّي تهت عنها ...
وهي تاهت عنّي ...
فما وجدت سوى نشيج
الأنين
وذكرى عشق دفين
يصارع الآماد
ولوعة الهجوع
والحنين
? فهل تتهشّم الاِبتسامة ...
و مارج الرّؤى
يضيع في برزخ
البحرين ...؟!
***
هذا القلب ... خذيه خيمة
خذيه غيمة
إن كنت قد ضيّعتُ
في الصّيف اللّبن
واَفتقدتُني ...إذ اِفتقدتكِ ...!
فهل ...
هذا المساء ... سأبكي ... ؟
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1366 الثلاثاء 06/04/2010)
