نصوص أدبية
أخوانٌ ضباع
فنتساءل بالتياع : كيف يُسمَون "أخوان" وهم ينقضون بقسوة الذئاب على الضحية في ساعةِ غفلةٍ أو لحظة تشفّي .
رأيناهم يذبحون مهجهج ذبح الشاة بعدما نفذ عتاد بندقيته وسقط الخنجر الذي استله من حزامه الجلدي العريض بعد عدة طعنات وجهها لبدوي غازٍ .. سقط مهجهج إثر رصاصة جاءته من الخلف ثقبت له ظهره محدثةً ناراً توهج لها ثوبه. الدخان الأسود أعلمنا بتأثير الرصاصة . سقط مهجهج على وجهه لكن غب انتهاء القتال وهروب أمهاتنا وأخواتنا مرعوبات يلذن ويختفين في ثنايا الأرض ووراء التلال شرع المتجنون يتفحصون القتلى . يتفحصونهم بوضع أذانهم على صدور الضحايا للتأكد من موتهم . وحين وقف احدهم عند جسد مهجهج وقلَبَه على ظهره استل خنجراً، وبقسماتٍ عدوانيةٍ وعينٍ لا تعرف الرفيف أجهز عليه. ضربه بطعنة عشوائية في رقبته انتفض لتأثيرها جسد مهجهج الجريح ثم راح ينحره بحد الخنجر المتعطش للدم، بكلِّ ما امتلك من طاقة متبقية استنفذها في مواجهة المدافعين عن مالِهم وأهلِهم ما لبث أن رفع رأسه يخاطب أصحاباً له يؤدون نفس الفعل مع مغدورين آخرين: هذه أجمل قتلة أنجزتها .. لقد شفيت غليلي .
رأيناهم يحرقون خيامنا ويستولون على جمالنا وأغنامنا وسط فرح غامر تفشيه حركاتهم المرحة وخطاهم المتبخترة، فصارت كلمة (أخوان) تعني الإغارة والدم والاستباحة، وصار الاتجاه الجنوبي الغربي يعني الكابوس الذي تجهد دواخلنا في انتزاعه لما يجسد أمام أنظارنا من رعب وهلع وفزع . وصارت أمهاتنا كلما حاولنا الابتعاد عن أعينهن يهددننا بالإخوان فنتقهقر عائدين تلاحقنا الملامح البغيضة لتلك الوجوه الصفر والقامات المتقزمة التي تنط كما لو كانت ضباع تتحين أوان غفلة البراءة لتنقض بكل جيوش عدائها وبغضها، وكراهيتها لتذكرنا بمهجهج وما فعلوا به .. وما سيفعلون إن هم ضفروا بنا .
الثلاثاء 8ك2009
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1369 الجمعة 09/04/2010)