نصوص أدبية
نوروز البصرة 1999
يخطفها الزمن ... فتضم الرفات
طوقوها .. سخروها .. قطعوا اذرعتها .. وتمادوا في توغلهم الى ان لامست خناجرهم قلوب الأولياء
نشروا الجماجم في ثراها .. وقيدوها بالأسى .. وبالسلاسل والأنين
عظام موتانا على حبات رمل بلادنا
يقول ابو العلاء .. خفف الوطء فربما تدوس خطاك عين ابني او حفيدي او اخي
فرمال صحراء العراق عظامنا
ورطوبة ارض الرافدين دماؤنا
0 0 0
في نوروز من عام 1999 احتفلت بيوتنا
نورزوها باللهيب .. عانقوها بالحديد
واستقبلت كيلات جرافاتهم بصدورها
ولكن .. سقطت على ارض العراق شهيدة .. وتساءلت .. أين المغيث ؟
0 0 0
سرقوا جميع الذكريات
وتقاسموا اكل الحرام .. واطعموا أطفالهم ونساءهم من لحمنا
ومن جدائل ارضنا
دمى بناتنا عند رفوفهم .. العاب اطفالنا تلهو بهم
فيقتلوها بالمساء .. ويعاودون حضورهم قبل الظهيرة
ليقتلوا نور البراءة ..
هكذا كانوا ولازالوا ..
على اشلائنا يتراقصون
ويبنون القصور
وفوق جماجم الأبناء ينصبون موائد عامرة ..
فيأكلون ويمرحون ويقتلون
ويقطعون الألسن البيضاء من افواه نخلات العراق
السلام على العراق .. وعلى دماء ابناء العراق
السلام على اليتامى والثكالى والجياع .
......................
بعد انتفاضة اهل البصرة في آذار من عام 1999 قام البعثيون بأوامر من قائدهم (علي الكيمياوي) باعدام المئات من ابناء البصرة وهدم بيوتهم بعد ان نهبوا اثاثها واحرقوها بالنار .. وهذه الكلمات اسطرها بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتلك الأعمال الإرهابية الظالمة بحق ابناء المدينة الصابرة .
عبد الكريم خليفة جابر
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1372 الاثنين 12/04/2010)
