نصوص أدبية

من زمن الغربة...

الهوية ... ونقطة الاِنطلاق

فكم سيطول ... التفتيش عن المراجع

التّائهة ... ؟ 

***

 

حتّى المجلّدات تجمّدت

بين قطب الجليد

وأخدود الجحيم

وتناثرت هباءات ... هباءات ...

فكيف  سأعيد إحياءها ...

وتجميعها ... وترتيبها ... وشرحها ... وتشريحها... ؟؟

***

 

حتّى اللّغة ...

العذراء الّتي كنت بها/ ولها أكتب شعري

غيظت ... وغيضت...

وعقلت بأصفاد الصّدأ

غصبوها على ممارسة السّحاق

شكلا ومضمونا...

***

 

حتّى النّقاط هجرت مواقعها

واَستبدّ ت بها رياح

في المشارق والمغارب

فتاهت ...

عن مستقرها....

ومستودعها...

لتعشوها مغارات الظّلمات ...

فكيف بالحروف أن تستقيم ...؟؟

***

 

حتّى اللّيالي تجافت عن نهاراتها

وهامت في الشّتات ...

وما عرفت مسالكها

كأنّ الذي ضيّعها

مسح ذاكرتها

***

 

حتّى العشق الّذي كان يلتهب لمعانا

في أعين العشاق

زاغ حسيرا

ومحرابه القدسيّ شابته المضاربات....

المهوسة ...

فماذا ينتظر الماس من سخام ...؟

والرّوح من عطاش ...؟

***

 

حتّى المرايا الصّقيلة

صارت لا تعكس سوى مسوخ ...

... كسيحة... 

غير متّجهة لوجهة

أو أشباحا مريبة

تتعكّز على خيوط الوهم

تتحصّن بقصور العنكبوت

***

 

حتّى المجرّات السّحيقة

شرعت تتململ

في أفلاكها العتيمة

ومساراتها الأزليّة

تبحث لها عن شعاع

تستنير به أغوارها العمياء

أو وهج تصطلي به روحها البئيسة

***

 

حتّى الرّوح المتكسّرة

ما وجدت توأمها

ليعزف لها لحن الخلود

على تخت الوجود

الّذي أسكرته عبرات النّشيج

في غربته القسريّة ...

عبر منافي الأحقاب ... البور

ومدافن التّضاريس المبيدة

بلظاها...وجليدها...

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1372 الاثنين 12/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم