نصوص أدبية

عاشــــقة الليل ..

أنهكها الانتظار

حملت وساوسها

وبعض المتاع القليل

لتندس في غيمة ماطرة

أو قلب توله

في وجوم النساء

اخبريها

حين تحط

في خاتمة الليل

على وسن الذكريات

ووهج الشوق

أني وصلت المحيط هنا

زحفا على الكلمات

حاملا بين أضلعي

كربة وطني المعفر

بالدم والياسمين

قابضا بيدي

جمرة للعبور

ودموع المآقي الضليلة

***********

 

عاشقتي.......

بدني يخفق

حين يجود الدمع بليلا

يهرق شغاف

القلب الموجوع

وضلوعي تتمطى

بحثا عن قارعة في الليل

تتوسد فاصلة

تركتها حناء الكفين

حين تركت اللون البني

يعلو صراخك وآنت تنطين

بين صبايا الحي .. لتغني:

ها أني فتنة بلدي الأبهى

ها أني خارطة للوجع المر

ها أني عاشقة ترفل

بالنشيد الذي لم يعزف بعد

والكلمات تهيئ بهاءها

لشفاهك العذبة

فافردي من ألوانك الخفاف

لونا تهفوا له القلوب

أواه كم تبعثرت

فوق الشفاه زغرودة

كنا نلملمها من هفهفة الريح

أو حفيف السعف

نعمّدها في مياه الفرات

قبل السماع الأخير

وجهك.. عاشقتي

لم يخفه ضباب السنين العجاف*

على هيكل آدمي عجيب*

قد تكونين أنت من

يشتهي جذوة اللثم

للتراب الذي حفر

أخاديد في كوة من سطوع

أو فتنة من رضاب

خذيني عاشقا رضيعا

يندس في حلمة الليل

حين يفيض الحنان

لا كما البحر حين يغّير ألوانه*

لكن مثلما الشعراء

حيث يقبعون تحت جلودهم

طلبا للنجاة من لسعة

المحو أو رغبة في البكاء

لعلني انأ من يتكئ

على رموش عينيك

أو سحنتك الفاترة

انأ من يتصيد من عاشقتي

باكورة للحنين

مثل شجر الكستناء

يعرّش فوق جسدينا

أو قرب رمس ظليل

ضميني إليك زهرة عاطرة

تبرعمني عسجدا

أو ترفا لغنج

كان فيما مضى

فتنة للأقاصي

تعالي

مري من هنا

لتفتحي نافذة

تكتريني لحظة

لهمس الظنون

يكون الغدير كساءنا

والوشوشات لغة حانية

***************

 

عاشقتي..........

كم يمكث هذا الضيم

في ايماءآتنا

نمد له حزننا

فيحملنا بعيدا

عن متاريسنا

والكلام....

لميني من خوفي

واحمليني الى معراجك

لنصغي معا

الى لغة النخل

قبل اللحظة الأخيرة

بأرض اسوّد ترابها

لا فرحا بالعشب

ولكن باكتضاض الرزايا

في مرافئنا

أينع الخوف

من غدر النوايا

فاستيقظ فينا الحنين

ها هو ظلي يهفو إليك

فامكثي في طراوته

حتى نسمع صوت العراق

يعرّج صوبنا

ونحن نترنح ولها

ممسكين

بشارة البدء

لأطيافنا القادمة.

عاشقتي......

تتعامد افلاكي

فامسك ما تاه بهذا الطيف

ليدنو من ملكوت الروح

شجنا وعناقيدا

من زهو عرّج

حيث تكون الكبوات

بوصلة وظلالا

تحرث ماء الروح

هالات من رمد

توقد رغبات الليل المسروج

من زيت قناديلك

اتمرغ

لا سهوا في العشق

بل ثملا

من لثم محياك...........

 

[email protected]

 

....................

*عنوان الديوان الاول للراحلة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1372 الاثنين 12/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم