نصوص أدبية

صور لها ملامح وطن أو من وصايا الحجاج

يافع يلعق جرابه جوعا

نساء تتوق لريح الخماسين

سواتر تحجب هجمات المردة

طفل يتبول على زهرة

يتناسل العرّافون ذوو اللحى الصفراء

 كحقد الضواري

كوابيس تلعق شطط الصبية

رمال تزحف نحو الخراب

الفرات يتوق لفم الحسين

الزقورات تفتح أبوابها للغزاة

الغزاة يتلذذون

بجوامير البلاد الجريحة

ويستبيحون كركرات الأطفال

دبابة تبطش بإسفلت الشوارع الحزينة

رجال يدكّون الأرض

بحوافرهم المسننة

جندي ليس من الوطن

يتوسد زيزفونة ذابلة

وآخر من بلادي

يشذب سعف النخل

يحتمي من صواعق الموت

أطفال يسننون ما تبقى من السعف

يصنعون سهاما صقيلة

لرشق الغزاة

يافعون يرتدون أقمصة

واقية للرصاص

ولا يبالون بالهمس القريب

أمرآة تهي تنورها

والشاجور مبلول

والصغار ينطون  ببطون خاوية

عرّافون يحلمون بريح

صرصر قادمة

رجال أفّاقون

ينكحون حتى أسمالهم البالية

أو حلمة الوردة

إمرأة منطفئة

تبحث عمن يواسيها

بشيق ناري

فراديس الأهل أينع فيها

خبث السدير

دجّالون امتهنوا

كراء أرديتهم

 و لمن يدفع أكثر

 ثوار الأجنحة البيضاء

عبئوا مساماتهم

بالبركات وهاموا

بعيدا عن قرف الحاسدين

جلاّدون يتباهون بماضيهم العفن

جهابذة أعمت عيونهم

وقاحة البلداء

 شروخ الحجر

تلطع بقسوتها

إن تواطأت مع البيلسان

أو جدران الحواري

الآيلة للضياع

الكلاب تضع برازها

بعيدا عن القطط السمان

 الولوج إلى مجاهل التوبة

تجعل الخصوبة

اقل وطأة على السلاطين

الذين هدّهم وجع الحمى

أو بعيدة المنال

السعاة قد لا يعثرون

على من يجعلهم

اشد فتنة

أو أكثر فطنة

فالعافية تكدّر صفاء اللحظة

المركونة في سديم العبث

هل للمرء حين يقضم أصابعه

 يستعيد ملامح الرؤى

وهو ينكفئ حد الامتلاء؟

قد يغير الليل سماره

فلا العروس تحسن الرقص

إلى مدارات الليلة الحالمة

ولا  هي تفضي

لفارسها

بإسرار شبق

الأنثى

والوجوه معفرة بالحناء

اطل أنا أم تطل أنت

الأمر ليس باليسير

لنجمع أيها البردي

مناكبنا تحاشيا لضرر الجنادب

وفطنة الإسرار الحبلى بالمسرات

إيه أيها الأرقط

كلما مددت يديك

الى سارية الخيمة

تفلجها الحبال

انه شغب ان  يطل النخاس

بلسانه الدبق

الى عتمة الخراب

والكأس التي مرغتك

في امتلاء الجوف

الخازن للإسرار

الوقيعة تبرأ حتى الذئب

من دم المغدور يوسف

انه المداد المشاكس

يا صاحبي

كلما استطرد في الغي

خط بياض الكلام

لأي مدار تتجه الخيبة

والحدائق ملاءى بالرياحين

وعبق الدفلى

لأي ضياء

يمد الطغاة مكائدهم

وهم الناهلون من فتوق الحروب

الحصيف منكم يستجمع

كؤوس الرياء

فلا الحيلة توقع الرجال

في مصيدة الشك

ولا المناكدون يكتسي لهيبهم

بروق المعاشرة الفاجرة

مدي أذرعك للآتي أيتها الريح الهوجاء

عبئي من حقد الأموات غضب

العالقين في الخطيئة

هيا أيها الرجال

هيئوا صولاتكم لاجتثاث البهاء

جهزوا من أبدانكم دربة الموت

أعلنوا المحو على من عاقر الفتك

سلام عليكم

حيث صرتم خارطة للفناء

وصاهرتم الشياطين

هذه الأرض طريقكم للخلود

أوجدها الله للغي

كلما طلعت بذرة

اجتثها جند الله الأباة

بارككم الله في الجهاد

بارككم المولى بالذبح

وجز أعناق المارقين

فالسيوف أوسمتكم

والولدان المخلدون سبيلكم

والحور العين نساءكم

وضالتكم للشهادة

أهدروا دم من لا يذعن

 لدعوتكم للإيمان الحق

دم الدجالين والرافضين

والباحثين عن الخلاص

للذة الحياة الفانية

انزلوا بركاتكم عليهم

الطبول تعلن النفير

فهيئوا سروجكم

لجولة الخراب الجديدة

ثالثة ورابعة وعاشرة وألف

 فلتحرقوا البلاد والعباد

أزيلوا ركام الأجساد اللعينة

لا تدعوا حرثا إلا أفسدتموه

ولا زرعا الا أحرقتموه

ولا ضرعا إلا قتلتموه

ولا بشرا إلا نحرتموه

إنها البلاد التي جذّرت أوجاعنا

في الزمن التليد

اللعنة على من تخلف منكم

لنداء الحق

إن الشقاق والنفاق

ديدن هذه الأمة

فاقطعوا كل رأس

أينعت للقطاف

فوالله انتم أهلها وفاعلوها

طوبى لمن يدل السيف لتلك الرقاب

هيئوا طقوس الدماء النافرة

ابسطوا ما استطعتم

من سنابك المفخخات

احرقوا قلوب الثكالى

فانتم الوارثون لهذي البلاد

وانتم البذرة المباركة

وليزدرد القوي الضعيف

وليمحوا المقتحم المسالم

ولتكتمل بكم فرحة الأجداد

صوروا بطولاتكم في النحر

أرعدي أيتها الريح

من حقد الأموات

ليعرف الأحياء طريقهم للخلاص

فلا الرمم أطالها الخسف بعد

ولا البلاد يممت وجهها للخراب ............

مقاطع من نص طويل

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1373 الاثلاثاء 13/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم