نصوص أدبية

امراة تأتي

بحيرة امرأة

عندَ مفترقِ الطرق..!

بوشاحها يرتعد داجيا

بثوبها يلهث على بوابات

المدن

بستارتها تورق على النافذة

الشجن

بضوئها ينسرب ووحشة المتوحد

بصوتها ترتديه جموع

خرساء

بخبائها يضوع غربة

وسباء

بثغرها الموارب باشتهاء

برماد قصائدها..

بحيرتها بين شعاب الجبال

ولحظة الجلاء..!

خبئيني...!

أنها آتية..

فقد.. حل.. المساء..!

 

رجل يلوِّح

من بعيد

يلوِّح

من مغارة ضوئه

الأخضر..!

 

يتسربلُ بالظلام

والشمس على يمينه

عيناه بساط الأرض

وجسده الخط الفاصل

بين اليقظة والحلم!

 

انه يلوِّح

وأنا أتقدم..

 

نحوه..؟

نحو المغارة الخضراء..؟

نحو الظلام المهيب..؟

نحو الشمس التي أحرقت

كفيه..؟

نحو الأرض المغرورقة

بالدموع..؟

 

أم لعلي الخط الفاصل

بين يقظته

واحلامي..؟

 

امرأة تسأل

من قال:

إن القلم سيف

لاستلّه في سوق الحي..؟

من ظن إن الورق

ليس أثيما..؟،

وان الدمع ليس بحرا...؟،

وان أشعاري غير المعلنة

ليست رملا

يستقبل ما بقي

من غرقى الأمس؟

 

هيا

أخرجيه

من غمده

في العتمة

وارسمي بالدمع

على الورق الآثم

بحرا

ساحله اللؤلؤ

وأشعار

تعرّيها عيون الصيادين..!

 

رجل يغرق

   من أضاع امتداد

الطريق

على اللوحات القديمة؟

 

 من سوّر الآفاق

التي تهامست والأجفان

في الحلم السخي؟

 

• أنى اختفت الجبال

التي وعرت

وأكلت أصابعنا

بنهم الصخور؟

 

 أين أعيننا التي عرفتْ

ـ دوماـ

طعم السبيل ؟

....................................

....................................

على قمم الطوفان

رفأت أمتعتنا

بسكون..!

توسلت أيادينا الغرق..!

وتوسدت رؤوسنا

ـ دون وجع ـ

قعر المتاهة..!

 

هل؟

هل سمعتَ صوتي

ولم أتذوق النشيج..؟

 

هل تلمستَ النهاية

وما برحت أدور؟

 

هل تربعتَ على عرش اليقين

حين حامتْ هواجسي

حول قباب القصور؟

..............................

..............................

الغماغم تهرول

نحو العروش

تقبـِّل أجنحة الحمائم

التي مزقتْ أشرعة الهديل..!!

 

عندما

عندما تكون راحاتنا

الجمر

يذوب المساء

وهشيش الثلج

وهالات القمر الأوحد..!

 

عندما تكون للمساء

قسوة الصخر

وراحاتنا اشتهاء..

نفترش الجبال

وتغيم العيون!

يكون للأصوات الخبيئة

جذورها

وللجذور مآذنها

وفجر مسحور

بسحائبنا البيض!

*************

• هل بدت راحاتنا جمرا؟

 

• هل صارت راحاتنا اشتهاء؟

• أي اجتياح أدمى سحائبنا البيض؟

 

امرأة ورجل

ستكون.. في انتظاري

لان ارض الأسفار

أُجهـِضـَت أطلالـُها

ورُفــِعـَت أنقاضُ المرافئ

لان العيون سُرِقـَتْ

أحداقـُها

والأفواه كممتـْها

طقوسُ الارتحال

لأن الأجساد نيازك

اللامنتهى..

 

سأكون في انتظارِك

لأنهم يسرون

نحو الفجر

اللائذ في لجة الموج

 

سأعود إلى النبع

واغمس إصبعي

بماء جدولنا

المنحسر,

واكتب

تاريخ عودتنا

إلى المرافئ المطمئنة

في قرارة اليم..!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1378 الاحد 18/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم