نصوص أدبية

شاعر في ظلال المرأة

كأنّك الحوريّة

اِنفلتت من رياض الجنان

وهبني الله لك

ووهبك الله لي

مصلا لعذابات

                 ج ... ر ...ا ... ح ... ا ... ت .. ي

ترياقا لحمّى حياتي الآسية

بلسما لمداواة

       اِ ...ح ... ت ... ر... ا... ق... ا... ت ...ي

يا أنت ...

يا من عيناك تعشب جدب ذاتي

وتروي ذبول أزاهيري

بنظرتها النّديّة – البرد

تطفئ لظى جحيمي

وأنفاسي المتوهّجة تثلجها

كأنّك الوردة  السّحريّة

تبهج بستان نفسي

كأنّك الطّير الفريد –

                          الشّادي 

في مروج أناي اليباب

كأنّك الومضة في جُنّة

                         وجودي

تنيرين أرجاء روحي

                        الكئيبة

منذ أسرها بأبعاد

الزّمان و المكان

صيّرتني منطلقا

في فسيح الأكوان

 كما النّجم

بين فضا ء ا ت المجرّات

كما الشّمس

تضيء عوالم الخيالات

أنت فجري ...

أنت صبحي ...

أنت نور ملكوتي

أنت مرآة البهاء

برهان الإلاه

أنت أصبحت دليلي

في وحشتي

ومنقذتي

من براثن الشّتات

أنت تعيدينني

لسنوات براءة الفطرة

وأيّام عنفواني الجذل

وأحوال غربتي

أبدلتها أنسًا

ولملمت شظايا

مزاجي

ا ... ل ... م ... ش ... ر... و... خ ...

وزيّنت عمري

بأرابيسك الإبداع

***

من سوى المرأة

ترسم لوحة جديدة

للذّات

بألوان الطّيف الأخّاذة

تعطّر بعبق نشوان

دنيا الشّاعر

من سوى المرأة

تمدّ جسور الودّ

والتّواصل

أمَا أدرك الورى

أنّ المرأة اَمتداد

الكون وآماده

وصيرورة العشق

في جذوة الموات

أليست هي ...

سواحل النّجاة

في خضمّ العواصف

ومرافئ الخلاص

في زوابع الوجود

وما أدراك ما هي ...

تطهير للنّفوس

وسكنها

في شقوة الوحدة

في عالم بائس خراب

أليست هي ...

ناثرة بذور الرّيحان

والاِنبعاث من الهمود

وهيمنة التّردّي

في شفير اليأس

أليست هي ...

رحم الخلق

لولاها لما اَستمرّت نسمة

وضاق على النّاس

هذا الوجود البئيس

***

هي التي توحي للطّيور

فتغرّد وتشدو

وتلهم القمر

فيتزيّن بنوره

وتغمز للشّمس

فتغدق علينا دفئها

و يولد الطّموح

وتلمس النّهر

بعصاها

فيميس رقراقا 

سحر الحياة الخالد

ويترنّم  لحنها

أغاني الصّيرورة

السّيمفونيّة

والبوّابات المغلّقة

تفتحها

وتورف ظلال السّنديانة

فيتنعّم الشّاعر

بسرّ الأبديّة

وينتفض من رقاده

 المطبق

من دهاليز تراكمات –

        ا.. ل .. ت .. ت .. ل .. ا .. ش ..ي ...  ويحتسي من خمرتها

نشوة العذوبة

والاِنتشاء

ويغتسل من وعثاء

الرّحيل

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1382 الخميس 22/04/2010)

 

في نصوص اليوم